المترجم: أبو طه / عدنان أحمد الحاجي
كيف يمكن تنظيم وقت عمل الموظفين حتى يتمكنوا من الأداء بأفضل طريقة ممكنة عند القيام بإنجاز كل من المهام الإبداعية والوتينية؟ قام اثنان من الاقتصاديين في جامعة فريدريك ألكساندر إرلانجن نورنبرغ (FAU) بالتحقيق في هذه القضية وقاما باكتشاف مفاجئ. أي من نماذج العمل تعمل بشكل أفضل يعتمد على اندفاعية impulsiveness الموظفين.
هل يجب عليّ أولاً الرد على رسائل البريد الإلكتروني، وبعدها أحرر الفواتير، وعندما يصبح ذلك عملاُ مملًا، أستمر في العمل على مفهوم حملة إعلانية جديدة، وعندما تنضب الأفكار من عندي، أعود إلى مهامي الروتينية؟ أو هل علي أولاً أن انتهي من مهامي الروتينية، وبعدها أركز على مهامي الإبداعية أثناء فترات زمنية محددة؟ كيف يوزع الموظفون وقتهم بين المهام الإبداعية والروتينية، هذه مسألة تدار بشكل مختلف من قبل الشركات.
عند القيام بذلك، تحاول هذه الشركات اختيار الطريقة التي تشجع على العمل الإبداعي إلى حده الأقصى لأنه لم تكن هناك نظريات مثبتة للطريقة الأكثر فعالية حتى الآن. ومع ذلك، فإن شركات مثل 3M أو Google لا زالت تستخدم قوانين لعدة عقود تتيح للموظفين استخدام ١٥ إلى ٢٠ في المائة من وقت العمل للتفكير الإبداعي والعمل.
أجرى الباحثان في FAU البروفسور ألكسندر بريم، رئيس إدارة التكنولوجيا، والدكتورة فيرينا أوتيكال، الأستاذة المساعدة في الاقتصاد السلوكي، أبحاثًا حول أفضل السبل لتنظيم وقت المهام الإبداعية، وبالتالي أيضًا وقت المهام الروتينية، وما هي العوامل التي تؤثر على ذروة الأداء في الموظفين.
خلال الدراسة، طلب الباحثون من ٢٣٣ مشاركًا العمل على مهام مختلفة. تضمنت مهامًا روتينية كحل مسائل رياضية بسيطة، في حين تضمنت الدراسة تأليف أكبر عدد ممكن من الكلمات من مجموعة معطاة من الحروف في محاولة لمحاكاة المهمة الإبداعية. في حين تمكنت إحدى المجموعات من المناوبة بين هاتين المهمتين (العمل على مهمة تارة ثم العمل على الأخرى تارة أخرى وهكذا دواليك - التبديل بين المهام) بالوتيرة التي أرادها المشاركون، فقد كان على المجموعة الثانية أن تكمل إحدى المهمات قبل أن يسمح لها ببدء المهمة الأخرى.
ما مدى اندفاعية الموظفين؟
تظهر النتائج أنه لا يوجد نموذج عمل قابل للتطبيق بنحو شامل. ووفقًا للبروفيسور بريم، فإن أحد أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هو أن "النموذج الذي يعطي أفضل النتائج يعتمد إلى حد كبير على الشخص المعني". وفي هذه الحالة ، يعتمد ذلك على مدى اندفاعية الشخص. الأشخاص المندفعون يكونون أكثر إبداعًا عندما يمكنهم اختيار كيف يوزعون وقتهم بين المهام المختلفة، مما يعني أنه لا يتعين عليهم الحد من اندفاعيتهم. ومن ناحية أخرى، الأشخاص الأقل اندفاعية أظهروا تأثيراً معاكساً لأن عملهم الإبداعي عانى عندما أُلقي لهم الحبل على الغارب (حرية كاملة تمامًا).
تقول الدكتورة أوتيكال: "تتعارض هذه النتيجة مع الدراسات السابقة التي تشير إلى أن السمات الشخصية مثل الإصرار أو الاندفاعية ليس لها سوى تأثير محدود على الإنتاج الإبداعي".
ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة للشركات التي تقدر قيمة الإنتاج الإبداعي العالي؟ "يجب أن يتعلم المدراء تقييم موظفيهم وفرق عملهم جيدًا حتى يتمكنوا من اختيار نموذج العمل الذي يناسبهم" ، كما ينصح البروفيسور بريم. "أو عليهم أن يقوموا بالتقييم أثناء مقابلات التوظيف ليعرفوا ما إذا سيكون الموظفون المحتملون مناسبين لنموذج عمل الشركة".
الورقة باللغة الإنجليزية على الرابط التالي: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/caim.12309
المصدر الرئيسي
https://www.fau.eu/2019/05/15/news/research/creativity-a-question-of-impulsiveness/
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان