السيد علي عباس الموسوي
عندما بدأت الدراسات العلميّة تتناول الظواهر الاجتماعيّة لم يكن متاحاً لها ولا مقبولاً منها أن تتجاوز الدين كظاهرة اجتماعيّة رافقت البشريّة منذ بداية وجودها على هذه الأرض.
فالدين أصبح موضوعاً للمعرفة، وأخذ الباحثون يعالجون الظاهرة الدينيّة كأيّ ظاهرة اجتماعيّة أخرى.
ولا شكّ في أنّ للبحث في الدين كظاهرة اجتماعية أهميته الخاصّة، فهو يحلّل عناوين متعدّدة تشكّل شواهد تنفع في الداخل الدينيّ، ولبيان أهمية البحث عن علم اجتماع الدين يمكننا أن نذكر بعض النقاط التي أسهمت إيجاباً في خدمة الدين:
1 ـ نزعة الانسان نحو الاعتقاد الديني؛ سعى الاتجاه العلمانيّ إلى إيجاد مُسوِّغات لمسألة الدين كظاهرة موغلة القدم في تاريخ البشريّة، ونتيجة لنزعته المخالفة للدين سعى لتفسير النزعة الإنسانيّة نحو الاعتقاد الدينيّ بأنها نتيجة الخوف او الجهل بالظواهر الطبيعية، وأنّ هذه الأسباب متى زالت زال الدين كحاجة إنسانية، وزالت حقانيته بزوال أسبابه. ولكنّ دراسة الدين كظاهرة اجتماعية أثبتَتْ فشل هذا الرأي وذلك لأنّ الاعتقاد الدينيّ رافق البشريّة على الرغم من التطوّر العلميّ وزوال عقدة الخوف من الظواهر الطبيعية، بل كلّما ازدادت نسبة العلم في المجتمع ارتفع منسوب الإيمان فيه، والتمسّك بالدين فيه، وظهر دليل وجود الغيب المطلق بشكل آكد.
2 ـ أسباب التمسك أو التخلي عن الأديان المحدّدة؛ عند دراسة الدين كظاهرة يمكن تحديد بعض الأسباب التي أدّت وتؤدّي إلى تمسّك الناس بالدين او تخلّيهم عنه، فكما يعود التمسّك بالدين إلى الاعتقاد بالحقانية لدى بعض الناس قد يعود لدى آخرين إلى ما يرونه في الدين من تلبية لاحتياجاتهم الإنسانيّة، ونحن لا نتحدّث هنا عمّا ينبغي، بل عمّا هو كائن فعلاً وقائم، ولو في اللاشعور الإنسانيّ في مسألة الاعتقاد بالدين.
فالحاجة إلى الارتباط بالمطلق المنزّه عن كلّ نقص وعيب حاجة إنسانية ثابتة، لم تلبّها بعض الأديان لتنزيلها المطلق إلى المحدود الناقص.
3 ـ تنقية الدين من الشوائب الدخيلة كعامل مساعد على الفهم الداخليّ للدين؛ عندما نتحدّث عن الدين كظاهرة اجتماعية فنحن لا نتحدّث عن نفس الدين المنزل من عند الله عزّ وجلّ، فدين الإسلام مثلاً بما نزل على النبيّ الخاتم ليس فيه سوى الحقانية التي تحدّث عنها، ولكن عندما يتحوّل الدين إلى عقيدة يعتقدها جماعة في بقعة جغرافيّة محدّدة، تدخل بعض الأمور الدخيلة وسواء أكانت منسجمة مع الدين أو كانت نتيجة أعراف معينة مرتبطة بتاريخ الجماعة قبل التدين بهذا الدين، فإنّ دراسة الدين كظاهرة اجتماعية سوف تُساعدُ على تحديد هذه الأمور لأجل الوصول إلى فهم أسلم للدين وللمعتقد الدينيّ.
4 ـ فهم أدوار الدين في الحياة الاجتماعيّة؛ حيث لا يزال الجدل دائراً عن مساحة تدخّل الدين في الحياة الاجتماعية للإنسان، وبين النافي المضيِّق من دائرة تدخّل الدين والمثبت الموسِّع لهذه الدائرة، يمكن لدارسة الدين كظاهرة اجتماعية أن تحدّد مساحات لا بدّ وأن تتمّ العودة فيها إلى الدين ولو كان سبب ذلك الحاجة الإنسانية الثابتة لدى المجتمعات المتدينة، أي حتّى مع الإغماض عن موقف الدين نفسه من كون هذه الدائرة ضمن دائرة تدخّله أو عدم كونها كذلك، فإنّ الدراسة الاجتماعية للظاهرة الدينية سوف توصلنا إلى ضرورة تدخّل الدين في بعض المجالات.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان