المترجم: عدنان أحمد الحاجي
الأطفال الذين لديهم توحد يواجهون صعوبة في معرفة أن الوجوه تنقل (تنبئ عن) معلومات ، لكنهم يتميزون في تعلم أن بعض الأشياء / الأجسام [غير الاجتماعية = غير بشرية] تقوم بذلك، وفقًا لدراسة جديدة ( 1). قد تفسر هذه النتائج لماذا يميل ممن لديهم توحد إلى عدم التقاط الإشارات / التلميحات الاجتماعية.
غالبًا ما يفضل الذين لديهم توحد النظر إلى أشياء / أجسام (2) بدلاً من النظر إلى مثيرات اجتماعية، كالوجوه (3, 4). البحث الجديد هو أول بحث يقترح سببًا لذلك: الأطفال الذين لديهم حالة توحد يعانون من مشاكل في تحديد أي المثيرات الاجتماعية في محيطهم البيئي تستحق الانتباه لها وأيها يمكنهم تجاهلها.
المحيط يمطر الدماغ بمعلومات مرئية أكثر مما يمكنه معالجتها. يتعلم معظم الناس من خلال التجربة للانتباه إلى أشياء معينة ولا ينتبهون لأشياء أخرى ، وهي عملية تسمى 'تعلم القيَم' / ‘تطوير القيم’ ( value learning, ترجمة هذا المصطلح جاءت من التعريف الذي ورد في مصدر رقم 5، وقد يكون للمصطلح معنىً أفضل وأكثر مباشرة من هذا التعريف). على سبيل المثال ، الأطفال الرضع النامين طبيعيًّا (بدون توحد) يعرفون أن وجوه آبائهم تنزع أنها تزودهم بمعلومات أكثر قيمة من وجه شخص غريب ، والتي بدورها ، تبدو أنها تزودهم بمعلومات أكثر قيمة من شيء ما / جسم ما. 'تعلم القيم' أمر أساسي للتفاعلات الاجتماعية.
'تعلم القيم'
تشير الدراسة الجديدة إلى أن قدرات 'تعلم القيم' لدى الأطفال الذين لديهم توحد تختلف عن قدرات أقرانهم النامين طبيعيًّا (بلا توحد). قد تفسر هذه الاختلافات لماذا لا يتعلم الكثير من الذين لديهم توحد ترتيب أولويات النظر في المثيرات الاجتماعية ، كما تقول الباحثة الرئيسة كاتارزينا شاوارسكا Katarzyna Chawarska ، برفسورة الطب النفسي للأطفال في جامعة ييل.
قارن فريق شاوارسكا 'تعلم القيم' في 48 طفلًا لديهم توحد و 31 طفلاً يعانون من تأخر نمائي و 36 طفلًا طبيعيًّا (بدون توحد) ، تتراوح أعمارهم بين 1 و 6 سنوات. استخدم الفريق أداة تتبع العين لمتابعة نظرات الأطفال وهم يشاهدون أزواجًا من صور - وجهين خاليين من التعبير عن المشاعر أو شكلين مجردين يدعيان فراكتلات (كسيريات وهي أنماط هندسية متكررة) - على الشاشة.
أُخذ جميع الأطفال نفس المقدار من الوقت في النظر في كل صورة في أي من أزواج صور ، مما يشير إلى أنه لم يكن لديهم تفضيل أولي لأحد الوجهين على الآخر أو لأحد الشكلين الفراكتليين على الشكل الآخر.
ثم شاهد الأطفال نفس الصور الأربع واحدة تلو الأخرى، لكن هذه المرة كان أحد الوجهين مبتسمًا وأحد شكلي الفركتلات استدار عند النظر إليه - مما صبغ هذه الصورة بمعلومات جديدة.
لتقييم ما إذا كان الأطفال قد التقطوا هذه المعلومات الجديدة ، أظهر الباحثون لهم زوجي الصور الأصليين جنبًا إلى جنب وقاسوا ما إذا كان الأطفال قد أظهروا تفضيلًا [للصورة التي أثارتهم سابقًا].
استغرق كل من الأطفال الطبيعيين (بدو توحد) والمتأخرين نمائيًّا وقتًا أطول ، في المتوسط ، وهم ينظرون إلى الوجه المبتسم أكثر مما استغرقوه في النظر إلى الوجه الساكن (بلا تعابير). ولم يظهروا أي تفضيل للشكل الفراكتلي الذي استدار على الشكل الفراكتلي الساكن.
أظهر الأطفال الذين لديهم توحد ، كمجموعة ، تأثيرًا عكسيًّا: لقد استغرقوا وقتًا أطول في النظر إلى الشكل الفراكتلي الذي استدار أكثر من الشكل الفراكتلي الساكن وليس لديهم تفضيل لأحد الوجهين على الوجه الآخر. تفضيل 'تعلم القيم' للشكلين الفراكتاليين على 'تعلم القيم' للوجهين رُبط بمستوى توحد أكثر حدة.
تشير النتائج إلى أن الأطفال الذين لديهم توحد برزوا في استيعاب معلومات جديدة عن الأشكال الفراكتالية ، لكنهم يواجهون صعوبات عندما تأتي هذه المعلومات الجديدة من الوجوه.
تقول ايڤدوكيا آناغنوستو Evdokia Anagnostou ، برفسورة في طب الأطفال في جامعة تورنتو بكندا ، والتي لم تشارك في الدراسة ، إن الدراسة تزودنا بفهم أفضل لكيف يتعلم الأطفال الذين لديهم توحد. لن يظهر كل طفل لديه توحد نفس الاختلافات في تعلم القيم. لكن النتائج تتيح لنا "التأمل فيما قد يكون خاص بالتوحد مقابل الحالات النمائية الأخرى" ، كما تقول.
تطوير التفضيلات:
لا يزال من غير الواضح كيف نشأت هذه الاختلافات في 'تعلم القيم' في المقام الأول. إحدى النظريات هي أن الدماغ، بالنسبة لبعض الذين لديهم توحد ، لا يعالج المثيرات الاجتماعية [كالوجوه البشرية] بسهولة كما يعالج المثيرات غير الاجتماعية [كالأجسام المجردة]. ونتيجة لذلك ، قد يتجنب الذين لديهم توحد النظر في المثيرات الاجتماعية منذ الصغر.
يقول توماس فرايزر ، برفسور علم النفس من بجامعة جون كارول في كليفلاند بولاية أوهايو ، إن هذه العملية ذاتية التعزيز (تعزز ذاتها بذاتها). بتجنب المثيرات الاجتماعية ، قد يعاني الأشخاص الذين لديهم توحد من صعوبة في تعلم تقدير المعلومات الاجتماعية. إذا لم يقدروا المعلومات الاجتماعية ، فإنهم أقل احتمالًا للسعي وراء البحث عن مثيرات اجتماعية في بيئتهم.
وكبديل ، قد يولد الأشخاص الذين لديهم توحد بميل للتعلم عن الأشياء / الأجسام فحسب. تقول شاوارسكا لو فضل الذين لديهم توحد استخدام مواردهم المعرفية للتركيز على المثيرات غير الاجتماعية ، فقد تتطور أدمغتهم بطريقة لا تترك مجالًا كبيرًا لمعالجة المثيرات الاجتماعية.
تأكيد إحدى هذه النظريات سيتطلب النظر في كيف يتعلم حتى الأطفال الأصغر سنًا ممن لديهم توحد والأطفال الذين ليس لديهم توحد عن المثيرات الاجتماعية. ولتحقيق ذلك ، تدرس شاوارسكا وزملاؤها كيف يحدث 'تعلم التقيم' عند الأطفال ، بهدف معرفة متى وكيف تنشأ هذه الاختلافات في المعالجة لأول مرة.
مصادر من داخل وخارج النص
http://1- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32374399/
http://2- https://www.spectrumnews.org/news/autism-symptoms-emerge-in-infancy-sibling-study-finds/
http://4- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26682668/
http://وكذلك من http://changingminds.org/explanations/values/values_development.htm
المصدر الرئيس
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (1)