علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

ساعد طفلك على تكوين شبكة صداقات مع زملائه

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

أحد الأشياء التي قد تسبب قلقًا للأطفال (حتى لأولياء أمورهم) في بداية العام الدراسي الجديد هو مسألة: هل سيكون لديهم أصدقاء؟

 

قد ينطبق هذا السؤال على الأطفال الذين للتو بدأوا مرحلتهم الدراسية أو انتقلوا إلى مدرسة أخرى أو بدأوا عامًا دراسيًّا جديدًا بترتيبات مختلفة في الصفوف الدراسية وزملاء مختلفين عمّن كانوا معهم في السنة الدراسية الماضية.

 

كيف يمكن لأولياء الأمور التحدث مع أبنائهم بخصوص تكوين صداقات مع زملائهم؟

 

ما أهمية تكوين أصدقاء؟

 

نجري أبحاثًا (1) تدور حول الهناء النفسي للصغار ونقدم برامج (2) للمدارس تتعلق بأسلوب التحدث عن الصحة العقلية (الصحة النفسية). وجود صداقات دائمة ومفيدة يعدّ أمرًا مهمًّا جدًّا لصحة الأطفال ونموهم وهنائهم النفسي.

 

الأصدقاء قادرون على تفهّم تطلعات أصدقائهم واهتماماتهم وعلى مساعدتهم على الشعور بالانتماء اليهم (3). بإمكان الأصدقاء أيضًا أن يساعدوا في تخفيف مشاعر الوحدة والقلق التي يعاني منها أصدقاؤهم (4)، ما يجعل الانخراط في أنشطة جديدة والتواصل مع الآخرين أمرًا سهلًا عليهم.

 

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الصداقات بمثابة "حاجز" ضد التنمر وذلك بالدعم الانفعالي (المتمثل في الحب والاحترام والتعاطف) (5) لو حدث التنمر من بعض الزملاء. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أنه إذا لم يكن لدى الأطفال شبكة أصدقاء داعمة، فسيصبحون أكثر عرضة للتنمر في المدرسة (6).

 

ساعد طفلك على بناء ثقته بنفسه

 

يجد بعض الأطفال تكوين صداقات أكثر صعوبة مما يجدها غيرهم من الزملاء (6). لو كان طفلك خجولًا أو انطوائيًّا، فقد يجد صعوبة في مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات معهم.

 

أخبر طفلك بأنه لا بأس أن يبدأ بصديق أو اثنين. لا يجب أن يكتسب عشرة أصدقاء مقربين مرة واحدة! تكوين شبكة أصدقاء يستغرق في العادة وقتًا طويلًا، وحتى وجود صديق واحد أو اثنين فقط من الأصدقاء الجيدين قد يحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل.

 

لكسر الجليد، على الوالدين أن يشجعا طفلهما على أن يتعود على استعمال بعض المجاملات البسيطة مثل قوله: "مرحبًا" أو مدحه لأشياء زملائه، كقوله مادحًا كرة زميله: "كرة يد رائعة" أو قولها لزميلتها؛ "سوار معصم يدك رائع".

 

شجع طفلك على ممارسة أنشطة مع أطفال آخرين هو يستمتع باللعب معهم. بإمكانهم ممارسة لعبة أو رياضة معينة أو القيام ببعض الأعمال الحرفية أو القراءة معًا. أخبره كيف يمكنه أن يكوٍّن صداقات مع مختلف الأشخاص.

 

تحدث لطفلك عن أهمية الصداقة

 

تفيد الأبحاث بأنه من الأهمية بمكان حث أولياء الأمور أطفالهم وتوجيههم بأهمية تكوين صداقات جيدة مع زملاء تستمر مدى الحياة (7).

 

بإمكان الوالدين أن يبدأوا بالحديث مع أطفالهم حول أهمية الصداقات من بواكير حياتهم. بعض الأسئلة التي يمكن للوالدين طرحها هي: "مع من لعبت اليوم؟" "ما الذي أعجبك في لعبك معه؟" "ما هي الألعاب التي لعبتها معه؟".

 

بإمكان الوالدين أيضًا بدء حديث مع الطفل حول قيمة الأصدقاء والصداقة. على سبيل المثال، بإمكانهم أن يسألا طفلهما عن أهمية مشاركته أشياءه مع أصدقائه (من الرائع جدًّا أن تشارك أصدقاءك بأشيائك وتدخل عليهم السعادة).

 

شجّع طفلك على الكلام

 

يتغير مفهوم الصداقة عند الأطفال مع الزمن (6). يرى الأطفال الصغار أن الأصدقاء هم مجرد أطفال يمكننا اللعب معهم، بينما يرى الأطفال الأكبر سنًّا أن الأصدقاء هم من يمكننا الثقة بهم ومشاركتهم مشاعرنا وأفكارنا.

 

تثبت الأبحاث أن بإمكان الآباء والأمهات أيضًا المساعدة في هذا التحول من خلال تقديم النصيحة والتشجيع لهم. شجع طفلك على التعبير عن مشاعره والكلام عمّا حدث له في المدرسة، حتى يتمكنوا معًا من حل أي مشكلات أو مسائل صعبة تعترض طفلهما. لا يلزم أن يكون الحديث مع الطفل حديثًا رسميًّا. ولكن بالإمكان الدردشة معه أثناء عملك على شيء آخر.

 

لإنشاء مساحة آمنة لطفلك للتعبير بحرية عن مشاعره وانفعالاته، تجنب إصدار أحكام مسبقة أو توجيه انتقاد اليه. ولكن اطرح عليه أسئلة مثل "لو حدث وأن كررت ذلك الفعل مرة أخرى، فهل ستفعله بطريقة مختلفة؟" أو "هل كان قرارك قرارًا لطيفًا حينئذ؟".

 

شجّع الطفل على الاستماع الفعال

 

بإمكانك أيضًا تشجيع طفلك على أن يكون صديقًا داعمًا جيدًا لأصدقائه. أحد الأساليب هو الاستماع الفعال لا مجرد سماع ما يقوله الآخر (8).  يترتب على الاستماع الفعال فهم ما يقوله الشخص الآخر (قبل التصرف بناءً على مقتضاه)، بإمكانك أن تقترح على طفلك أن يأخذ نفسًا عميقًا وينتظر الطفل الآخر حتى ينهي ما يحاول قوله، لا أن يقاطعه أثناء حديثه أو يتكلم والآخر يتكلم في نفس الوقت.

 

الاستماع الفعال هو مهارة يمكن للوالدين ممارستها مع أطفالهم. جربها معه في مشوار بالسيارة، أو على طاولة العشاء، أو في مكان عام آخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- http://https://www.taylorfrancis.com/chapters/edit/10.4324/9781003201977-19/big-talks-little-people-phillip-slee

2- https://www.bigtalkslittlepeople.com

3- https://link.springer.com/book/10.1007/978-981-16-7676-5

4- http://https://www.taylorfrancis.com/books/edit/10.4324/9781315764696/mental-health-wellbeing-schools-rosalyn-shute-phillip-slee

5- https://www.routledge.com/School-Bullying-Teachers-helping-students-cope/Slee/p/book/9781138911932?srsltid=AfmBOor7qMUGZB72ZmPOKjJF6dWNU_l7PxJxDqofRtWmRizDJXm8lpDu

6- https://www.cambridge.org/highereducation/books/child-adolescent-and-family-development/377873561CBE95FD6448E4A349D2A057

7- https://www.mdpi.com/2071-1050/16/4/1446

8- http://https://hbr.org/2024/01/what-is-active-listening

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/how-can-you-help-your-child-make-friends-248534

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد