قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسن المصطفوي
عن الكاتب :
من علماء إيران المعاصرين، ولد سنة 1336هـ وتوفي يوم الإثنين 20 جمادي الأولى 1426 هـ عن تسعين سنة، حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الالهيات في تبريز ( المعقول والمنقول). له مؤلفات عديدة منها: rn(التحقيق في كلمات القرآن).

معنى (قوت) في القرآن الكريم

مقا - قوت: أصل صحيح يدلّ على إمساك وحفظ وقدرة على الشي‌ء.

 

من ذلك - وكان اللّٰه على كلّ شي‌ء مقيتًا، أي حافظًا له وشاهدًا عليه وقادرًا على ما أراد. ومن الباب: القوت ما يمسك الرمق، وإنّما سمّي قوتًا لأنّه مساك البدن وقوّته. والقوت: العول، يقال قتّه قوتًا، والاسم القوت.

 

مصبا - القوت: ما يؤكل ليمسك الرمق، والجمع أقوات. وقاته يقوته قوتًا من باب قال: أعطاه قوتًا، واقتات به: أكله، وهو يتقوت بالقليل. والمقيت: المقتدر والحافظ والشاهد.

 

لسا - القوت: ما يمسك الرمق من الرزق. ابن سيده: القوت والقيت والقيتة والقائت: المسكة من الرزق. وفي الصحاح: ما يقوم به بدن الإنسان، وهي البلغة. والقوت: مصدر قات يقوت. واستقاته: سأله القوت. والمقيت: قيل هو الّذي يعطي أقوات الخلائق، وهو من أقاته يقيته، إذا أعطاه قوته.

 

التحقيق

 

أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو ما يتغذّى به حيوان. وهو أخصّ من الرزق، فإنّ الرزق هو إنعام به تدوم حياة الحيوان وسائر الموجودات الحيّة، سواء كان بمقدار قوت لازم أو لا. كما في قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة : 57] ... ، . {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة : 3] والقوت هو مقدار يمسك الحاجة ويديم الحياة.

 

فالقوت بالفتح مصدر، وبالضمّ اسم مصدر، والإقاتة إفعال بمعنى إيتاء القوت وإعطاؤه، والمقيت اسم فاعل منه. وأمّا مفاهيم - الحفظ والبلغة والإمساك والأكل: فمن آثار الأصل.

 

{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت : 10]. {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء : 85].

 

فالقوت ما يديم الحياة ويحتاج إليه في امتداد البقاء بعد الحدوث، فتأمين القوت بعد التكوين والإيجاد لازم في تحقّق البقاء. والقوت يختلف باختلاف أنواع الموجودات بحسب اقتضائها وتناسبها واحتياجها، مادّيًّا أو معنويًّا....

 

والمقيت من الأسماء الحسنى: فإنّه تعالى يعطى كلّ موجود من أي صنف كان، رزقه وقوته الّذي به يحصل بقاؤه واستمرار وجوده، حتّى يتمّ وينتج نعمة الوجود إحداثًا وإبقاء، ولا يكون التكوين عبثًا.

 

والقوت في الموجودات المادّيّة: إنّما هو من الأغذية الجسمانيّة كالهواء والماء والجمادات والنباتات والحيوانات وما يتركّب منها.

 

وفي الموجودات الروحانيّة من العوالم ممّا وراء عالم المادّة: من الأمور الروحانيّة كالالتذاذات المعنويّة والإدراكات الروحانيّة والمشاهدات القلبيّة والعقليّة والمؤانسات والتعلّقات بالروحانيّات والارتباطات بالأنوار الغيبيّة وتجلّيات حقائق الأسماء الإلهيّة والصفات اللاهوتيّة والجذبات الجماليّة الحقّة.

 

فهو سبحانه بمقتضى علمه وحكمته وتدبيره: خلق الأشياء على أنواع وألوان مختلفة ، ثمّ قدّر وعيّن لكلّ منها قوتها على اقتضاء ذواتها.

 

وإنّ الشفاعة عبارة عن إلحاق شي‌ء أو قوّة بآخر لتحصيل مقصود، فيتحقّق نوع مشاركة في الأمر، وبهذا يشتركان في تحصيل النتيجة.

__________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، 6 ‏مجلدات ، طبع مصر . 139 ‏هـ.

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد