قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسن المصطفوي
عن الكاتب :
من علماء إيران المعاصرين، ولد سنة 1336هـ وتوفي يوم الإثنين 20 جمادي الأولى 1426 هـ عن تسعين سنة، حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الالهيات في تبريز ( المعقول والمنقول). له مؤلفات عديدة منها: rn(التحقيق في كلمات القرآن).

معنى (نعس) في القرآن الكريم

‌مصبا - نعس ينعس من باب قتل، والاسم النعاس، فهو ناعس، والجمع نعّس مثل راكع وركّع، والمرأة ناعسة، والجمع نواعس، وربّما قيل نعسان ونعسى. وأوّل النوم النعاس وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم، ثمّ الوسن وهو ثقل النعاس. وروي أنّ أهل الجنّة لا ينامون.

 

مقا - نعس: أصل يدلّ على وسن. ونعس ينعس نعاسًا، وناقة نعوس، توصف بالسماحة بالدرّ، لأنّها إذا درّت نعست.

 

العين 1/ 338- نعس ينعس نعاسًا ونعسة شديدة، فهو ناعس. وقد سمعناهم يقولون نعسان ونعسى، حملوه على وسنان ووسنى. وربّما حملوا الشي‌ء‌ على نظائره.

 

التهذيب 2/ 105- نعس ينعس نعاسًا، وحقيقة النعاس: السّنة من غير نوم. ابن الأعرابيّ- النعس: لين الرأي والجسم وضعفهما. وعن عمرو- أنعس الرجل، إذا جاء ببنين كسالى. وناقة نعوس: تغمض عينيها عند الحلب. ونعست السوق إذا كسدت. والكلب يوصف بكثرة النعاس.

 

التحقيق

 

أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو الفتور والرخوة في مورد اقتضاء البدن للاستراحة بطبيعته، فيحصل حينئذ للإنسان حالة رخوة وفتور في الأعضاء البدنيّة.

 

وهذه الحالة إنّما تحصل بعد طول عمل ومجاهدة، فيحتاج الإنسان إلى الاستراحة والنوم.

 

فهي أوّل حالة من ظهور مراتب الاستراحة البدنيّ ، ثمّ تتحقّق بعدها السنة، وهي حالة شدّة في النعاس وحصول ثقل في البدن، ويعقّبها النوم. والسنّة من وسن يوسن وسنًا وسنة، فهو وسنان وهي وسنى.

 

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران : 154]. {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال : 11] النعاس مصدر كزكام وصداع، وفعال يجي‌ء غالبًا ممّا يدلّ على داء وتحوّل في المزاج. والأمنة كالغلبة والعجلة، مصدر ويدلّ على استمرار، بوجود الفتحتين في الصيغة. والأمنة في الآية الأولى مفعول، والنعاس بدل منه. وفي الآية الثانية: النعاس مفعول، والأمنة منه إمّا بدل أو مفعول لأجله.

 

وتقديم الأمنة في الأولى: فإنه واقع بعد الغمّ ولا يناسبه النعاس والاستراحة والفراغ، فإنّ الغمّ هو التغطّى في قبال نور أو صحّة أو سعة أو سرور‌ وبهجة. والأمن خلافه وهو رفع الخوف والاضطراب، فيكون الأمن ورفع الوحشة أصلاً، والنعاس من آثاره ولوازمه.

 

وأمّا تأخير الأمن في الثانية: فإنّ النظر فيها إلى تحصّل النعاس، وذكر الأمن بعده للإشارة إلى أنّ مبدأ حصول النعاس وعلّته هو تحقّق الأمن، فيكون مفعولاً لأجله.

 

ثمّ إنّ هذه الآيات الكريمة قد نزلت في غزوة بدر، وقد اختلفوا في جريانها وفي غنائمها - راجع سيرة ابن هشام.

_____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، 6 ‏مجلدات ، طبع مصر . 1390 ‏هـ.

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد