قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسن المصطفوي
عن الكاتب :
من علماء إيران المعاصرين، ولد سنة 1336هـ وتوفي يوم الإثنين 20 جمادي الأولى 1426 هـ عن تسعين سنة، حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الالهيات في تبريز ( المعقول والمنقول). له مؤلفات عديدة منها: rn(التحقيق في كلمات القرآن).

معنى (رعب) في القرآن الكريم

مصبا - رعبت رعبًا من باب نفع: خفت. ويتعدّى بنفسه وبالهمزة أيضًا، فيقال رعبته وأرعبته. والاسم الرعب، وتضمّ العين للاتباع. ورعبت الإناء: ملأته.

 

مقا - رعب: أصول ثلاثة، أحدها - الخوف. والثاني - الملء. والآخر- القطع. فالأوّل - الرعب وهو الخوف، رعبته رعبًا. والاسم الرعب‌ ويقال إنّ الرعب رقية يزعمون أنّهم يرعبون ذا السحر بكلام أي يفزعونه، وفاعله راعب ورعّاب. والأصل الآخر - قولهم سيل راعب إذا ملأ الوادي، ورعبت الحوض إذا ملأته. والثالث - قولهم للشي‌ء المقطّع: مرعّب، ويقال للقطعة من السنام رعبوبة.

 

أسا - رعب: هو مرعوب، وقد رعبته رعبًا، وفعل ذلك رعبًا لا رغبًا، أي خوفًا لا رغبة. ورجل ترعابة: فروقة. وتقول هو في السلم تلعابة وفي الحرب ترعابة، وامرأة رعبوبة: شطبة تارّة. ومن المجاز سيل راعب: ترعب بكثرته وسعته وملئه الوادي، ومنه رعبت الحوض ملأته. ورجل رعيب العين ومرعوب العين: جبان ما يبصر شيئًا الّا فزع منه مفر - الرعب: الانقطاع من امتلاء الخوف. رعبته فرعب رعبًا وهو رعب. والترعابة: الفروق. ولتصوّر الامتلاء منه قيل رعبت الحوض ملأته. وباعتبار القطع قيل رعبت السنام قطعته.

 

لسان - الرعب والرعب: الفزع والخوف. رعبه يرعبه رعبًا ورعبًا: أفزعه. ولا تقل أرعبه. ورعّبه ترعيبًا وترعابًا، فرعب رعبًا وارتعب، فهو مرعّب ومرتعب أي فزع.

 

التحقيق

 

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو استيلاء الخوف على القلب. وفي مادّة الخوف: أنّ الخوف توقّع ضرر مشكوك أو مظنون، وهو يقابل الأمن. والرهب هو استمرار ذلك الخوف. والفزع هو حصوله - مفاجأة بحيث يوجب الاضطراب. والوحشة ما يقابل الأنس.

 

فالرعب: هو حالة استيلاء خوف على القلب يسلب الأمن بالكلّيّة.

 

وأمّا مفاهيم الامتلاء والقطع: فمن لوازم الأصل، فإنّ الاستيلاء على شي‌ء يلازم امتلاءه من المستولى بحيث يحصل له انقطاع عن أشياء أخر.

 

فمن حصل له حالة الرعب: فهو منقطع عمّا كان عليه من عمل وسير وبرنامج في أمر وتحصيل غرض ومقصد.

 

ولكنّ الاستعمال الفصيح: هو إطلاق المادّة في مورد تحقّق عنوان الاستيلاء والسلطة حتّى ينقطع عن الجوانب الأخر. وأمّا استعمالها في موارد مطلق الامتلاء أو القطع : فغير فصيح وخلاف الأصل.

 

{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [آل عمران : 151]، {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الأحزاب : 26]، {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [الكهف : 18] - أي جعلنا الخوف مستوليًا على قلوبهم. ولو اطّلعت على أصحاب الكهف: لملئت قاطبة أعضاؤك وجميع بدنك من رؤيتهم رعبًا، بحيث إنّ الخوف يستولى عليها فظهر لطف التعبير بها في تلك الآيات الكريمة، دون الخوف والرهبة والفزع والوحشة وما يشابهها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، 6 ‏مجلدات ، طبع مصر . 1390 ‏هـ

- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر ، . 1960 ‏م .

- لسا - لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد