إنّ سورة الحُجرات اشتهرت باسم "سورة الآداب والأخلاق" لما تضمّنته من آداب راقية، وأخلاق سامية في التعامل مع أفراد المجتمع.
ولذا نجد الإسلام اهتمّ اهتماماً كبيراً بمسألة رعاية الأدب، والتعامل مع الآخرين مقروناً بالاحترام والأدب سواءً مع الفرد أم الجماعة.
فإنّنا حين نقرأ تأريخ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام ونُمعن النظر فيها نلاحظ أنّهم يراعون أهم النقاط الحسّاسة واللطائف الدقيقة في الأخلاق والآداب حتى مع الأناس البسطاء، وأساساً فإنّ الدين مجموعة من الآداب، الأدب بين يدي الله والأدب بين يدي الرّسول والأئمة المعصومين، والأدب بين يدي الأستاذ والمعلِّم، أو الأب والأم والعالم والمفكّر.
وإذا رجعنا إلى بينات سورة الحجرات وغيرها من السور المباركة نجد أنها تؤكّد وحدة الأصل الإنساني، فكثيراً ما تتكرّر في القرآن صِيغ النداء بـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ و ﴿يَا بَنِي آدَمَ﴾، مما يشير إلى أنّ الله سبحانه كرّم هذا الإنسان وفضّله على كثيرٍ من خلقه، مُعلناً بذلك مبدأ المساواة بين البشر، فلا فضل لجنس على آخر باعتبار اللون والعنصر والنشأة.
وفي سورة الحجرات بيّن لنا نقطة أخرى في تحديده لوحدة الأصل الإنساني وهو أنَّ هذا الأصل تفرَّعت عنه الشعوب والقبائل والأمم، وأنَّ الهدف من هذا التنوّع بين الناس هو التواصل والتفاهم والتعارف فيما بينهم.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾ .1
فالأصل في دين الإسلام أنه دينُ تجمّعٍ وألفة، لا دينَ عزلةٍ وفرارٍ من تكاليف الحياة، ولم يأت القرآن ليدعو المسلمين إلى الانقطاع في دير، أو العبادة في صومعة، بعيداً عن مشاكل الحياة ومتطلّباتها. بل إنّ نزعة التعرّف إلى الناس والاختلاط بهم أصيلة في تعاليم هذا الدين . 2
فقد بيّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الفضل لمن خالط الآخرين وتعرَّف عليهم ولم يتقوقع على نفسه، وذلك في قوله: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" .3
* كتاب أسوار الأمان.
1 سورة الحجرات، الآية 13.
2 ينظر: خلق المسلم، محمد الغزالي، ص172.
3 مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، علي الطبرسي، الفصل الثاني: في آداب المعاشرة، ص 337.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: أخلاق فاطمة الزهراء عليها السلام
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (5)
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة