قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد عباس نور الدين
عن الكاتب :
كاتب وباحث إسلامي.. مؤلف كتاب "معادلة التكامل الكبرى" الحائز على المرتبة الأولى عن قسم الأبحاث العلميّة في المؤتمر والمعرض الدولي الأول الذي أقيم في طهران: الفكر الراقي، وكتاب "الخامنئي القائد" الحائز على المرتبة الأولى عن أفضل كتاب في المؤتمر نفسه.

الاستعداد لليلة القدر الكبرى

السيد عباس نور الدين

جاء في الحديث: من كان لله كان الله له

هذه المعادلة سهلة على الفهم وإن كانت ثقيلة جدًّا في ميزان الأعمال والسلوك.

الذين يؤمنون بقواعد ومبادئ هذه المعادلة يسعون ويرغبون بأن يكونوا لله سبحانه وتعالى.

لكن التمني شيء والواقع شيء آخر.

ليلة القدر هي فرصة لكل إنسان لكي يجدد العهد ويؤكد العزم على أن يكون في حياته لله سبحانه وتعالى.

وهذا يستدعي أولًا التخلص ممّا يمكن أن نعبر عنه بتدبير النفس أو الهم الذي يستوعب حياتنا إلى الدرجة الذي ينسينا القاعدة الكبرى وهي أنّ الله متكفل بتدبير أمورنا كلها.

تدبير النفس أو الاهتمام بالنفس له مراتب ودرجات، لكنّها جميعًا تنضوي تحت هذه المشكلة وهي استبعاد التدبير الإلهي من حياتنا.

بعض أشكال تدبير النفس يكون بصورة دنيوية بحتة أي يكون الاهتمام منصبًّا على تدبير الشؤون الاقتصادية والمعيشية والعائلية، بحيث ننسى بعدها أو أثناءها مسؤولياتنا تجاه الرب المتعال.

وأحيانًا يكون هذا الاهتمام والانشغال بصورة الانشغال بتهذيب النفس وإصلاحها ويؤدي ذلك إلى نوع من الغفلة أو الإعراض عن التدبير الإلهي، ولعل في قوله تعالى: {ولا تزكوا أنفسكم بل الله يزكيكم}، إشارة خفية إلى هذا المطلب.

لذلك إذا أراد الإنسان أن يثبت تلك المعادلة الأساسية في حياته أن يكون لله فإن طريق ذلك معروفٌ، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في حياتنا شؤونًا له ننشغل بها ونشتغل.

وأعظم شؤون الله في الحياة وأعلاها رتبة هي القرآن الكريم.

كثيرة هي الأحاديث والإشارات التي بيّنت هذه القضية وهي أن القرآن هو شأن الله الأعظم، حيث يعبر عن الله وحضوره وإرادته أفضل تعبير بحيث كان القرآن محور الدين وهدف حركة الأنبياء والأولياء.

فلا يمكن أن نساوي في هذا المجال بين القرآن وبين أي شيء آخر لأن القرآن الكريم هو شأن الله المحض أي متمحض في الشأنية الإلهية لا يوجد فيه أي شائبة غيرية.

صحيح أن أولياء الله الكمل هم أيضًا شركاء القرآن ولهم هذه المنزلة عند الله، لكن في الحياة الدنيا يمكن أن يعبر عنهم بالثقل الأصغر مقابل القرآن الكريم الذي هو الثقل الأكبر فالقرآن الكريم هو أعلى شأنًا من أي شيء لما ذكرناه بأنّه متمحض في الألوهية.

لذلك أفضل تعبير عن الانقطاع إلى الله ومحوريّته في حياتنا هو القرآن الكريم؛ أي أن نجعل القرآن محور حياتنا وغاية سلوكنا، فهذا أفضل تعبير عن قضيّة:

 من كان لله.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد