الشيخ محسن قراءتي
الأمنيات والآمال الكاذبة والتافهة أحد الأسباب التي تهيىء الأرضية النفسية للذنب، حيث إن الإنسان يطلب السعادة والرقي بدون حركة أو عمل ما، ويظل سارحاً في الخيال مرتكباً الآثام والذنوب، ويقول بأن الله جل وعلا هو أرحمّ الراحمين. إن هذا الأمل ليس نقصاً في طريق التكامل فحسب بل أرض مهيئة لإنبات بذور الذنب في نفسية الإنسان.
جاء في الآية 218 من سورة البقرة قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
ففي جانب الأمل في هذه الآية الكريمة هنالك الإيمان والهجرة والجهاد، وفي المثل القائل في الأسواق: إن المفلس لا يعطى ديناً ولا قرضاً فيجب أن يكون عنده مقدار من المكانة والمال ليطمئن المقابل إليه.
قصة معبرة:
قال طاووس اليماني: رأيت رجلاً يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب وهو يدعو ويبكي في دعائه، فجئته حيث فرغ من الصلاة، فاذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف، أحدها أنك ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والثانية شفاعة جدك والثالث رحمة الله.
فقال: يا طاووس أما أني ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالى يقول: ﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾ (المؤمنون / 101)
وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (الأنبياء / 28)
وأما رحمة الله فإن الله يقول: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الأعراف / 56) ولا أعلم أني محسن (1).
فالنتيجة لابد أن يكون مع الأمل الإيمان والعمل الصالح وإلا فقولنا الحلويات لفظاً لا يجعلنا نتذوقها طعماً.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الانوار ج 46 ص 89 عوالم ج 18 ص 120.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان