صنوفُ العذابِ في جهنَّم:
1- الإلقاء والدعُّ إلى جهنَّم دعَّا:
وتحدَّث القرآن عن صنوف العذاب في النار فأفاد أنَّ الولوج لجهنَّمَ يكون بالإلقاء والقذف من الأعلى، وفي ذلك إشارةٌ إلى أنَّ جهنم كهيئة الوادي السحيق ذي القعر البعيد الـمُحاط بشواهق الجبال، يقولُ تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾(66) فهم يُعرَضون على النار من أعاليها فإذا أشرفوا عليها ورأوها وهم جاثون على رُكبِهم دفعتهم زبانيةُ جهنَّم إلى وسطِها، يقول الله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا﴾(67) حينذاك يرونَ النار فيظنُّون أنَّهم مواقعوها وأنَّه لا مناص من ذلك: ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا﴾(68) وحينها يقول الله تعالى لملائكته: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ﴾(69) ويقول جلَّ وعلا: ﴿خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إلى سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾(70) فـ ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ﴾(71) فملائكةٌ يُلقونَهم من أعالي الجحيم وآخرونَ يتلقَّونهم بالتبكيت والتقريع استعدادًا لعرضِهم على العذاب الـمُخصَّص لهم.
ويظهرُ من بعض الآيات أنَّ الإلقاءَ والقذفَ يكون محسوبًا وإلى مواقع محدَّدة كما قد يُستفاد ذلك من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾(72) فثمَّة مضائق عبَّرت عنها بعض المأثورات بالتنانير ولعلَّها غرف معدَّة سلَفًا يُرمى إليها بعضُ الأشقياء من أبناءِ الجَحيم أو هي توابيت كما في بعض المأثورات.
2- العذاب بالصلْي:
ويتحدَّث القرآن عن أنَّ عامَّة العذاب -ظاهرًا- يكون بالصلْي، فطبيعةُ النار التي تُسلَّط عليهم لا تُحوِّلُهم إلى رمادٍ بل تصلي أجسادهم كما يُصلى الشحم وكما يشوى اللحم يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا﴾(73) ويقول تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ﴾(74) والآيات في ذلك كثيرة جدًّا.
3- تقليب الوجوه في النار:
ولعلَّ من وسائل الصلْي ما أفادته الآيةُ من سورة الأحزاب: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ﴾(75) فالتقليبُ يعني وضع البضعة من اللحم على الجمر أو النار المستعرة، فإذا نضجت قُلبت إلى الوِجهة الأخرى أو تُقلَّب البضعةُ في القدر فكلَّما نضجت وجهةٌ قلبت إلى الوجهة الأخرى، هكذا يصنع بوجوه أهل النار أو هكذا يصنع بكلِّ جوارحهم ويكون ذكر الوجه باعتباره أكرم الجوارح أو لأنَّه أرقُّ الجوارح فيكون تقليبُه على الجمر أشقَّ وأقسى، ولهذا خصَّه بالذكر، ويظهر من الآية بقرينة استعمالها للفعل المضارع أنَّ عمليَّة التقليب ممتدَّة ومستمرَّة كما يُؤكِّد ذلك أيضًا قولُه تعالى: ﴿لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾(76).
4- لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ:
ومن صنوف العذاب ما أفاده القرآن من أنَّ لأصحاب النار من جهنَّم مِهادًا ومن فوقهم غواش قال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾(77) فهم يفترشون النار ويتغشَّون بها، فهي مهادُهم وبها يلتحفون، ومؤدَّى ذلك أنَّهم يضَّجعون على الجمر المتلظِّي وعليه يتقلَّبون، وتُجلِّلُهم من فوقهم غواشٍ من اللهبِ المستعر، وفي ذلك إشارةٌ إلى أنَّ النار تحوطُهم من كلِّ ناحية، وقد أفاد هذا المعنى صريحًا قولُه تعالى: ﴿يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(78) فالنارُ من فوقهم وعليها يطأون.
5- تُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ:
ومن صنوف العذاب الكي في أنحاء مختلفة من الجسد، وهذا لـمَن يأكلون أموال الناس بالباطل ويكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فإنَّ الله تعالى يُصيِّر هذه الأموال على هيئة المكاوي المحمَّاة فتكوى بها الجباهُ والظهور: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُون﴾(79).
6- عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ:
ومن صنوف العذاب في النار ما أفادته الآية من سورة الذاريات: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾(80) فهم يفتنون كما يفتن الخبز، يوضع في التنور لينضج، وكما يُفتن المعدن ليُختبر أنَّه ذهب أو هو مشوب فتسلَّط النار على جوانبه بعد إدخاله في التنور المناسب له إما لاختباره أو لتنقيته من الشوائب والأخباث.
7- العذابُ بمقامع الحديد:
ومن صنوف العذاب في النار الشدخ أو الجلد بمقامع الحديد كما قال تعالى: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾(81) فالمقامع جمع مقمعة وهي مدقَّةُ الرأس تُتَّخذُ من الحديد، وكذلك تُطلقُ المقامع على السياط وهي في النار متَّخذةٌ من الحديد، وتُستعمل فيما تُستعمل لقمع مَن يبتغون الهرب من النار أو من مواقع العذاب كما تُشعر بذلك الآية من سورة الحج: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾(82).
8- السَّحبُ والغمسُ فِي الْحَمِيمِ:
ومن صنوف العذاب ما أفادته الآيةُ من سورة الرحمن: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ﴾(83) أي يُعذَّبون تارةً بالنار وأُخرى بالحميم الآن وهو سائل بلغت حرارتُه أقصاها، ويظهر من الآية أنَّ ثمة بُركًا أو حممًا كهيئة الحِمم البركانية يُقذف فيها أهل النار كما يُستفاد ذلك أيضًا من قوله تعالى: ﴿يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾(84) فالحميم كما هو مقتضى مفاد هذه الآية ليس للشرب وحسب بل هي بُرَكٌ أو مستنقعات يُسحب فيها أبناء الجحيم ثم في النار يُسجرون، فهُم يسجرون في النار بعد سحبهم في الحميم، فلعل الحميم متَّخذ من مواد قابلةٍ للاشتعال تعلُقُ بها أجسامهم ثم يُسجرون في النار.
9- يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤوسِهِمُ الْحَمِيمُ:
ويظهر من بعض الآيات أنَّ ثمة طريقةً أخرى للتعذيب بالحميم غير السحْب والسباحة والشرب، هذه الطريقة أشارت إليها الآية من سورة الدخان: ﴿ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ﴾(85) وكذلك الآية من سورة الحج: ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾(86) فهؤلاء لا يُسحبون في الحميم وإنَّما يُصب على رؤوسهم، فإذا أصاب أجسادهم تفسخت وتهرَّأت- لشدة حرارته- جلودُهم وما في أجوافهم، فهي لا تصهر جلودهم وحسب بل تصهر أكبادهم وأحشاءهم.
10- التصفيدُ بالأغلال والسَّحبُ بالسلاسل:
ثم إنَّ العديد من الآيات تحدَّثت عن أنَّ جهنم رغم أنَّها محيطة بالكافرين ورغم أنَّها موصدة ولا يجد سكَّانُها عنها محيصًا ومهربًا رغم ذلك فإنَّ أصنافًا من الأشقياء فيها يظلَّون مصفَّدين بالأغلال قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾(87) ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا﴾(88) ويقول الله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا﴾(89) فالسلاسل يُسحبون بها كما تُسحب الحيوانات الشرسة، والأغلال تقيَّد بها أيديهم إلى أعناقهم كما أفاد ذلك قولُه تعالى من سورة غافر: ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾(90) ثم إنَّ الآية من سورة الحاقة أفادت أنَّ السلسلة ذرعها سبعون ذراعًا: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾(91) ولعلَّ هذه السلاسل هي ذاتها التي يتمُّ بها ربط أصحاب النار في الأعمدة كما احتمل ذلك من قوله تعالى: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾(92) فهم خلف أبوابٍ موصدة موثقون في أعمدة ممدَّدة.
11- السَّحْبُ على الوجوه في النار والأخذُ بالنواصي والأقدام:
ويظهرُ من بعض الآيات أنَّ من صنوف العذاب في النار السحبَ على الوجوه فوق الجمر وشظايا النار إمعانًا في الإذلال والإيلام، يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾(93) فالسحبُ يكون على الوجه وظرفُه النار، وذلك يقتضي أنْ تكون الوجوه مباشِرةً لأرضِ النار المليئةِ بالجمر والأحجار الملتهبة والشظايا الـمُستعرة كما يؤكِّد ذلك ذيل الآية: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾(94).
وثمة سحبٌ آخر أفادته الآية من سورة الرحمن: ﴿فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ﴾(95) والناصية هي قصاص الشعر أي مقدَّم شعر الرأس، فهو تارةً يُجرُّ من شعر الناصية، وأخرى يُجرجرُ من أقدامه إمعانًا في إذلاله، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ﴾(96) والسفع هو الجذب الشديد والعنيف، فإذا كان السفع من الناصية كان للإذلال والإهانة.
12- اللفحُ بلهبِ النار والتشويه للوجوه:
ومن صنوف العذاب في النار ما أفادته الآيةُ من سورة المؤمنون: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾(97) ومعنى تلفحُ هو أنَّه يُصيبها لفحُ النار ولهبُها فيكونُ أثر ذلك هو الكُلوحَ، وهو تشوُّهُ الوجه وتقلُّصُ الشفتين فتبدو لذلك الأسنان كهيئة الرؤوس المشويَّة. وقريب من هذا المعنى قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى﴾(98) فإنَّ من أثر اللهب المنبعث من لظى هو النزع لفروة الرأس وجلدة الوجه، وذلك هو معنى الشِّوى، فلظى تنزعُ فروة الرأس وجلدة الوجه أو توجب تقلصها فتقبح لذلك صورة الإنسان.
13- عذابُ السَّموم:
وتحدَّث القرآنُ في آيتينِ من سورتي الطور والواقعة عن عذاب السَّموم، والسَّموم وصفٌ لريح شديدة الحرارة تنفذ إلى مسام الجلد فيكون لها أثر السم في شدَّة لذعها، قال تعالى: ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾(99) وقال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ﴾(100) ولعلَّ عذابَ السموم صنفٌ من العذاب يختصُّ به صنف من العُصاة أو هي مرحلة تعقبها مراحل أخرى. ورغم أنَّ هذا النوع من العذاب لا يرقى ظاهرًا لمستوى العديد من الأنواع من العذاب التي تحدَّث عنها القرآن ولكنَّه مع ذلك عذاب شاقٌّ ولا يُطاق خصوصًا مع استمراره ويؤكِّد ذلك أنَّ أصحاب الجنَّة يمتنُّون لربِّهم وهم في الجنان أنْ وقاهم عذاب السموم، وقد كانوا قبلَ دخولهم الجنَّة مشفقين خائفين من أن يبتلوا بهذا العذاب: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ﴾(101) فإشفاقهم من الوقوع في العذاب والتنويه على عذاب السموم فيه دلالة على قسوة هذا العذاب وشديد وقعه.
14- لباسُ أهل النار وطعامُهم وشرابُهم:
وتحدَّث القرآنُ عن لباس أهلِ النار، وعن طَعامِهم، وعن شَرابِهم، أمَّا لباسُهم فأشار إليه في موردين:
المورد الأول: قولُه تعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ﴾(102) وهذا أمرٌ لا نُدركه فمقطَّعات الثياب هي مثل القميص والإزار والجُبَّة والرداء وتكون متَّخذةً من الجلود أو الشعر أو الصوف أو القطن أو ما أشبه ذلك ممَّا هو متعارفٌ عندنا في الدنيا، وأمَّا أن تكونَ متَّخذةً من النار فهذا شيءٌ غيرُ قابلٍ للإدارك ولكنَّ الـمُحرَز أنَّه أمرٌ فظيع، فلسعةٌ خاطفةٌ من نارٍ يضجُّ منها البدن فكيف يكونُ الشأنُ لو كان اللباسُ الملاصق واللازم للبدن مصنوعًا من نار!!.
المورد الثاني: قوله تعالى: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾(103) والسِربال هو القميص، والقطِران هو النحاس أو الصفر الـمُذاب تُطلى بها الأجسام على هيئة القميص أو تقطَّع على هيئة القمص، فالقطران بناء على هذا المعنى كلمة مركبة من القطر والآن، فالقطر هو المعدن المذاب كما في قوله تعالى: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾(104) والآن هو السائل الذي بلغ الغاية في حرارته كما في قوله تعالى: ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ﴾(105) فالقطران هو الصفر أو النحاس المذاب الذي بلغ الغايةَ في الحرارة، ولعلَّ ذلك هو المراد من قوله تعالى: ﴿قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ﴾(106) وقيل إنَّ المراد من القطران مادة سوداء منتنة مستحضرة من عصارة بعض الأشجار يطلي بها العرب الإبل الجرباء وهي مادة شديدة اللذع تضج منها الإبل ولا يُطيقها جلد الإنسان ويتفسخ منها الجلد المجروب، وهي في ذات الوقت قابلةٌ للاشتعال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66- الطور / 13.
67- مريم / 68.
68- الكهف / 53.
69- الحاقة / 30.
70- الدخان / 47.
71- الملك / 7-8.
72- الفرقان / 13.
73- النساء / 56.
74- المطففين / 16.
75- الأحزاب / 66.
76- الأنبياء / 39.
77- الأعراف / 41.
78- العنكبوت / 55.
79- التوبة / 35.
80- الذاريات / 13.
81- الحج / 21.
82- الحج / 21-22.
83- الرحمن / 44.
84- غافر / 71-72.
85- الدخان / 48.
86- الحج / 19-20.
87- إبراهيم / 49.
88- الفرقان / 13.
89- الإنسان / 4.
90- غافر / 71.
91- الحاقة / 32.
92- الهمزة / 8-9.
93- القمر / 48.
94- القمر / 48.
95- الرحمن / 41.
96- العلق / 15
97- المؤمنون / 104.
98- المعارج / 15-16.
99- الطور / 27.
100- الواقعة / 41-42.
101- الطور / 26-27.
102- الحج / 19.
103- إبراهيم / 50.
104- سبأ / 12.
105- الرحمن / 44.
106- الحج / 19.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان