قرآنيات

معرفة الصفات في سورة الإخلاص (2)


{لم يلد ولم يولد}
لأنه لا شبيه في الجنس حتى يتآلف معه ويتوالد منه، وهذا المعنى ظاهر في قوله تعالى:{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
كما أنه لا يتجزّأ حتى يخرج  منه شيء فيكون ولداً له.
هذه الشهادة ردٌ على قول مشركي قريش: الملائكة بنات الله. وقول اليهود: عزير ابن الله. وقول النصارى: المسيح ابن الله. وقول المجوس: النجوم أبناء الله.
أما أنه لم يولد، فلأن كل مولود حادث، وله مكوِّن كان قبله وخرج هو عنه، فيكون هذا المكوِّن أصلاً له. والله قديم  ليس قبله شيء ، وصمد لم يتكون بل كان قبل كل شيء.
وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: لم يولد فيكون في العز مشاركا ، ولم يلد فيكون موروثا هالكا .  


{ولم يكن له كفواً أحد}
لكلمة كفؤ عدة معانٍ: فهو المثيل والند والشبيه والشريك والظهير والمعين والزوجة.
فهو تعالى منزَّه عن أن يكون له كفؤ بكل هذه المعاني، لأن ذلك يقتضي وجود مكافئ له قادر على مضادته ومخالفته، ولزم من ذلك فساد الكون {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} .
ونفي وجود الكفؤ ينفي عن الله تعالى كل صفات الموجودات. فهو لا يشبه أحداً منها.
وفي هذا نفي لاعتقاد قابلية الرؤية فالقابلية وجه شبه بينه وبين غيره والعياذ بالله.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : تعالى عن أن يكون له كفو فيشبه به.
وقد وضع أمير المؤمنين عليه السلام خلاصة تفسيرية مزجية بإضافة  إيضاحات معترضة بين الآيات، وهو ما لم يفهمه أهل الجهل فظنوا أنه زيادة على الآيات وافتروا على شيعة أهل البيت عليهم السلام القول بالتحريف: قل هو الله أحد بلا تأويل عدد ، الصمد بلا تبعيض بدد ، لم يلد فيكون موروثا هالكا ، ولم يولد فيكون إلها مشاركا ، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد