دور أبي طالب عليه السلام
يجب أن لا ننسى الدور الذي اضطلع به الرجل العظيم، أبو طالب شيخ الأبطح (عليه السلام)، الذي وفر للنبي (صلى الله عليه وآله) حمايته المطلقة من كل أعدائه ومناوئيه.
أموال خديجة عليها السلام
ثم هنالك العامل الاقتصادي الذي وفرته له زوجته أم المؤمنين خديجة صلوات الله وسلامه عليها، والتي كانت تمتلك ـ حسبما يرى البعض ـ عصب الاقتصاد في الجزيرة العربية كلها.
وقد أنفقت كل تلك الأموال على المسلمين، في الظروف الحرجة التي واجهوها، إبان اضطهاد قريش وحصارها الاقتصادي لهم.
ومما يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يتولى الإنفاق على المسلمين، من أموال خديجة وأبي طالب (1) قول أسماء بنت عميس لعمر حين عيّرها بأنه سبقها بالهجرة، وإنها حبشية حجرية ـ على ما نقل عن صحيح مسلم وغيره ـ قالت له: (كنتم مع النبي (صلى الله عليه وآله) يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم) (2).
جهاد علي عليه السلام
وأخيراً، فيجب أن لا ننسى دور وصي وأخي النبي (صلى الله عليه وآله)، أمير المؤمنين (عليه السلام).... نعم، لقد كان لكل ذلك دور هام في حفظ الدعوة، وانتصارها، وانتشارها، كما لا يخفى على الناقد البصير، والمتتبع الخبير.
وثمة أسباب أخرى قد ساعدت على ظهور الإسلام، وانتشاره، وانتصاره، يمكن استجلاء بعضها من مطاوي التاريخ الإسلامي.
ونحن نكتفي هنا بهذا القدر....
تنبيه هام وضروري
إن كل ما ذكرناه آنفاً لا يعني: أن ظهور الإسلام، وانتشاره في الجزيرة العربية قد كان أمراً طبيعياً، بحيث إنه لو توفرت هذه العوامل لأي دعوة أخرى، فإنها تستطيع أن تحقق نفس النتائج التي حققها الإسلام، بل الأمر على العكس من ذلك تماماً، فإن ظهور الإسلام، وانتصاره في هذه المنطقة هو بذاته معجزة له، ودليل على حقانية الإسلام؛ وذلك لأن اليهودية قد كانت موجودة، وكانت هذه الظروف أيضاً موجودة، ولكنها لم تستطع أن تؤثر أثراً يذكر في عقلية العربي، ولا في سلوكه، وتصرفاته (3).
وكذلك الحال بالنسبة للنصرانية، التي كانت تهتم في تنصير كل من تقدر على تنصيره، ثم هناك الزرادشتية وغيرها من الأديان.
وهذا معناه: أن لنفس المبدأ، والرسالة، والقائد دوراً هاماً جداً، بل والدور الأول والأساس في عملية التغيير وفي النجاح وفي استمراره، وبدون ذلك، فإن كل نجاح ـ لو كان ـ فلسوف يكون محدوداً جداً، ولظروف معينة، ولسوف ينتهي بمجرد انتهاء تلك الظروف.
وقد رأينا الإسلام رغم ما عاناه من مصائب وبلايا حتى على أيدي أبنائه، كان ولا يزال يزداد قوة وفعالية على مر الزمن، وفي مختلف الظروف والأحوال، ولم يؤثر فقدان تلك الظروف والعوامل، ولا تحولها وتقلبها لا في الإسلام، ولا في فعاليته، إن لم نقل: إنه قد زاد في ذلك بشكل ظاهر.
والذي يفسر لنا هذه الظاهرة، هو ما ذكرناه آنفاً من أن الإسلام يستطيع أن يستوعب طاقات الإنسان، ويحولها ويطورها في مصلحة الرسالة والحق، كما إنه يستطيع أن يتلاءم مع الظروف المختلفة، فهو يملك لكل داء دواء، ولكل مشكلة حلاً، ولكل ظرف ما يناسبه، على عكس غيره من الدعوات الجامدة والمحدودة.
ولذلك، فإن الإسلام عندما نجح في الجزيرة العربية، وإن كان قد استفاد من بعض الظروف، وحوّل وطوّر الأوضاع السائدة في صالحه، إلا أنه كان في نفس الوقت لا يجد في المنطقة التي ظهر فيها الكثير من المميزات الهامة التي من شأنها أن تساعده في مهمته، ولولاها فإن أي دعوة أخرى لا تستطيع أن تنجح، ولكن فقدها لم يؤثر على الإسلام، كما أن امتلاك أعدائه لها لم يؤثر عليه أيضاً. وهذا أحد أسرار عظمة الإسلام وسموِّه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1). البحار ج19 ص16 وأموال خديجة أمرها أشهر من أن يذكر فراجع أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص81 ـ 82 والبحار ج19 ص61 و 62.
(2). قاموس الرجال ج10 ص380 وحياة الصحابة ج1 ص361 والبداية والنهاية ج4 ص205 وصحيح مسلم ج7 ص172 وفتح الباري ج7 ص372 وصحيح البخاري (ط سنة 1309 ه ) ج3 ص35 وكنز العمال ج22 ص206 عن أبي نعيم ، والطيالسي ، ومسند أحمد ج4 ص395 والأوائل ج1 ص314.
(3). وإن كان دين اليهود مقصوراً عليهم ولا يتعداهم إلى غيرهم من الأممم.
الشيخ محمد صنقور
الشيخ علي رضا بناهيان
عدنان الحاجي
السيد عادل العلوي
السيد جعفر مرتضى
محمود حيدر
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
حيدر حب الله
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾
ما الذي سيصنعه الله معي؟!
ماذا سنفقد لو لجأ الطلاب إلى الذّكاء الاصطناعيّ في كتابة تقاريرهم الأكاديميّة؟
لوازم الأنس الإلهي (3)
العوامل المساعدة على انتصار الإسلام وانتشاره (5)
العقل بوصفه اسمًا لفعل (3)
الأعمال المسرحيّة الكاملة لعبّاس الحايك
الطّوريّ
أصل وحدة الأمّة في القرآن
رياضة النفس: تعريفها وأغراضها المتوسطة والنهائية