من التاريخ

الملوك والأمراء والوزراء والكتّاب الشيعة


الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ..
واعطف نظرك على أعاظم الملوك والأمراء والكتّاب والوزراء من الشَّيعة كالدولة الفاطمية ، والبويهية ، والحمدانيين ، وبني مزيد بن صدقة ، وبني دُبيس ، وعمران بن شاهين أمير البطائح ، والمقلّد بن المسيَّب العقيلي ، وقرواش بن المسيَّب.
والملك الأفضل علي بن يوسف صلاح الدين الأيوبي الصريحة في غلوِّهما بالتشيُّع مشهورة والمستنصر ، وذي القرنين التغلبي وجيه الدولة أبي مطاع ، وتميم بن المعز بن باديس ملك أفريقيا والمغرب ، وكثير من أمثالهم مما لا مجال لتعداد أسمائهم فضلاً عن ترجمة أحوالهم وأنبائهم.
ثم اسبر أكابر الوزراء في الإسلام ، فهل تجدهم إلاّ من الشَّيعة ، كإسحاق الكاتب ، ولعلَّه أوَّل من سُمي وزيراً في الإسلام ، قبل الدولة العباسية ، وأبي سلمة الخلال حفص بن سليمان الهمداني الكوفي ، أوَّل وزير لأول خليفة عباسي ، استوزره السفّاح وفوَّض جميع الأمور إليه لفضله وكفاءته ، ولُقبّ ( وزير آل محمَّد ) ثمَّ قتله السفّاح حين أحسَّ منه بالتشيُّع لآل علي عليهم‌ السلام.
وكأبي عبداللهّ يعقوب بن داود ، وزير المهدي الَّذي تولّى تدبير جميع الأُمور حتى قيل فيه :
بَني أميّة هُبُّوا طالَ نَومَكُمُ  
إنَّ الخليفةَ يَعقوبُ بنُ داودِ
وحبسه المهدي أخيراً في المطبق لتشيُّعه أيضاً إلى أن أخرجه الرشيد.
ومن بيوتات الوزارة من الشَّيعة : بنو نوبخت ، وبنو سهل وزراء المأمون كالفضل بن سهل ، والحسن بن سهل.
وبنو الفرات : أبو الحسن علي بن محمّد ، تولى الوزارة للمقتدر ثلاث مرات ، وأبو الفضل جعفر ، وأبو الفتح الفضل بن جعفر.
وبنو العميد محمَّد بن الحسين بن العميد ، وابنه ذو الكفايتين أبو الفتح علي بن محمَّد ، وزراء ركن الدولة.
وبنو طاهر الخزاعي وزراء المأمون ومَنْ بعده ، والوزير المهلُّبي الحسن ابن هارون ، وأبو دلف العجلي ، والصاحب بن عبّاد ، وداهية السياسة أبو القاسم الوزير المغربي ، ومؤسس الدولة الفاطمية رجل الدولة والسِّياسة أبو عبدالله الحسين بن زكريا المعروف بـ ( الشِّيعي ) ، وإبراهيم بن العبّاس الصولي الكاتب الشهير في دولة المتوكل ، وطلائع بن رزيك أحد وزراء الفاطمية المشاهير ، والأفضل أمير الجيوش في مصر وأولاده ، وأبو الحسن جعفر بن محمَّد بن فطير ، وأبو المعالي هبة الله بن محمَّد بن المطلب وزير المستظهر ، ومؤيد الدِّين محمَّد بن عبدالكريم القمِّي من ذرية المقداد ، تولى الوزارة للناصر ثم للظاهر ثم للمستنصر.
والحسن بن سليمان ، أحد كتّاب البرامكة ويعرف بـ ( الشيعي ) أيضاً كما في كتاب ( الأوراق ) للصولي .
ويحيى بن سلامة الحصكفي ، وابن النديم صاحب ( الفهرست ) ، وأبو جعفر أحمد بن يوسف وأخوه أبو محمَّد القاسم ـ انظر في كتاب الأوراق للصولي قصائده البديعة في مديح أهل البيت ومراثيهم ـ وكانا من أعيان الكتّاب والمتقدمين في عصر المأمون ومَنْ بعده ، وكذلك إبراهيم بن يوسف ، وأولادهم.
والإِمام في علوم العربية والنوادر : أبو عبدالله محمَّد بن عمران المرزباني ، صاحب المعجم الذي نصَّ السَّمعاني  وغيره على تشيُّعه واعتزاله . إلى كثير يضيق [ عنهم ] الإحصاء.
ولو أردنا ضبط جميع سلاطين الشِّيعة ، ومَنْ تقلَّد الوزارة والإمارة والمناصب العالية ـ بعلمهم ، وكتابتهم ، وعظيم خدماتهم للاسلام ـ لما وسعتهم المجلدات الضخمة والأسفار العديدة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد