اسمه وكنيته ونسبه
زرارة بن أعين، واسمه عبد ربه، يكنى أبا الحسن، وزرارة لقب له، وكان أعين بن سنسن عبدًا روميًّا لرجل من بني شيبان تعلم القرآن، ثم أعتقه، فعرض عليه أن يدخل في نسبه، فأبى أعين أن يفعله، وقال له: اقرني على ولائي .وكان سنسن راهبًا في بلد الروم، وزرارة يكنى أبا علي أيضا 1،ولزرارة تصنيفات، منها كتاب الاستطاعة والجبر .
زرارة بن أعين بن سنس بضم السين المهملة، وإسكان النون، وبعدها سين مهملة، وبعدها نون الشيباني، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئًا فقيهًا متكلمًا شاعرًا أديبًا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، ثقة صادق فيما يرويه .
وكلمة أعين بمعنى وسيع العين، وأبناء أعين هم جميعاً من كبار علماء الشيعة، إلاّ أنّ زرارة كان أسطع نجماً، وأذيع صيتاً من بقية أخوته .
أسرته
آل أعين أُسرة شيعية من الكوفة، هذه الأُسرة رافقت أهل البيت عليهم السلام، من زمن الإمام السجّاد عليه السلام وإلى الغيبة الكبرى .
ولادته
ولد زرارة في نحو عام 80 هـ .
مكانته العلمية
كان زرارة فذاً من أفذاذ الإسلام، وعلماً من أعلام الدين، ومن كبار الفقهاء والعلماء فضلاً وتقوى .
وكانت له يد في الفقه والكلام والأدب والشعر، إلاّ أنّه كان ضليعاً في الفقه، إذ لا يخلو باب من أبواب الفقه من حديث لزرارة، وهناك أكثر من ألفي حديث في الكتب الشيعية المهمّة وردت عن طريق زرارة .
وكان من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم عليهم السلام، وعدَّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه .
قال الشيخ الكشّي: "أمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر، وأصحاب أبي عبد الله عليهما السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالو: "أفقه الأوّلين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمّد بن مسلم الطائفي " .
ولقد كان زرارة على درجة من الشأن والمعرفة أهلّته لمشاهدة كتاب الإمام علي عليه السلام الذي أملاه عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وكتبه الإمام بخطّ يده، والذي احتوى كل أحكام الحلال والحرام .
أقوال الأئمة عليهم السلام فيه: نذكر منهم ما يلي
1ـ قال الإمام الصادق عليه السلام قال: "ما أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عبد الله عليه السلام إلاَّ زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمَّد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحدٌ يستنبط هذا . هؤلاء حُفَّاظ الدين، وأُمناء أبي عليه السلام على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الآخرة "2.
2ـ قال الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ أصحاب أبي، كانوا زيناً أحياءً وأمواتاً، أعني: زرارة، ومحمّد بن مسلم، وليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوّامون بالقسط، وهؤلاء السابقون السابقون، أُولئك المقرّبون "3 .
3ـ قال الإمام الصادق عليه السلام: بشّر المخبتين بالجنّة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست 4 .
4ـ قال الإمام الكاظم عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ... ثم ينادى المنادى: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد عليهما السلام ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمّد بن مسلم، ... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين 5 .
5ـ قال الإمام الباقر عليه السلام: "يا زرارة حقّاً على الله أن يدخلك الجنّة "6 .
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الشيخ النجاشي في رجاله: شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه .
2ـ قال الشيخ الطوسي في رجاله: زرارة بن أعين الشيباني، ثقة .
3ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: "والرجل عندي مقبول الرواية ".
وزرارة كان أصدق أهل زمانه وأفضلهم، قال فيه الصادق عليه السلام: "لولا زرارة لقلت إن أحاديث أبي عليه السلام ستذهب " .
وروى الكشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "أحب الناس إلي أحياء أو أمواتًا أربعة: بريد بن معاوية، بالباء المفردة المضمومة والراء المفتوحة البجلي، وزرارة ومحمد ابن مسلم وأبو مسلم وأبو بصير وقال عليه السلام لشخص: "إذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس وأومأ إلى رجل من أصحابه، فسألت عنه فقيل زرارة . وقال عليه السلام في الأربعة المذكورين: "إنهم من الذين قال الله تعالى: السابقون السابقون أولئك المقربون .
ممّن روى عنهم: نذكر منهم ما يلي:
الإمام الباقر، الإمام الصادق عليهما السلام، حمران بن أعين الشيباني، سالم بن أبي حفصة، عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، عبد الله بن عجلان، عبد الواحد بن المختار الأنصاري، عمر بن حنظلة، محمّد بن مسلم .
الراوون عنه: نذكر منهم ما يلي:
أبو جميلة المفضّل بن صالح،
عمر بن أذينة،
عبد الله بن بكير،
علي بن رئاب،
أبان بن تغلب،
أبان بن عثمان الأحمر،
جميل بن درّاج،
حمّاد بن عثمان،
عبد الله بن مسكان،
محمّد بن حمران .
مؤلفاته
نذكر منه: الاستطاعة والجبر والعهود .
وفاته
توفّي زرارة رضي الله عنه عام 50 هـ، بعد شهادة الإمام الصادق عليه السلام بشهرين تقريباً .
1ـ رجال الكشّي: 507 .
2ـ روضة الواعظين 290 .
3ـ جامع الرواة 2 / 34 .
4ـ اختيار معرفة الرجال - 398 .
5ـ الاختصاص: 6 .
6ـ تفسير العيّاشي 2- 93 .
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع
أمسية للشّاعرة فاطمة المسكين بعنوان: (تأمّلات في مفهوم الجمال بين الشّعر والفلسفةِ)
العظات والعبر في نملة سليمان
الكوّاي تدشّن إصدارها القصصيّ السّادس (عملاق في منزلنا)
اكتشاف أقدم أبجديّة معروفة في مدينة سوريّة قديمة
محاضرة للمهندس العلي حول الأنماط الحياتيّة من التّراث الدّينيّ
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (2)
الأمّة المستخلفة
المعنى في دُنُوِّهِ وتعاليه (1)