من التاريخ

الآن، حَلَّ قتالُهم

 

أخذَ عليٌّ عليه السلام مصحفاً «يوم الجَمل»، فطافَ به في أصحابِه، وقال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟ 
فقام إليه فتًى من أهل الكوفة، عليه قباءُ أبيض محشوّ، فقال: أنا. فأَعْرَض عنه، ثمَّ قال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟ 
فقال الفتى: أنا. فأَعْرَض عنه، ثمَّ قال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟ 
فقال الفتى: أنا. فدَفَعَه إليه، فدعاهُم، فقطعوا يدَه اليُمنى، فأخذَه بيده اليُسرى، فَدَعاهم، فقَطعوا يدَه اليسرى، فأخَذَهُ بصدره والدّماء تسيل على قبائه، فقُتِل رضي اللهُ عنه!
فقال عليٌّ عليه السلام: الآن، حلَّ قتالُهم.
وفي رواية أخرى: فقال عليٌّ عليه السلام لأصحابه: أيُّكم يَعرضُ عليهم هذا المصحف وما فيه، فإنْ قُطِعت يدُه أخذَه بيدِه الأخرى، وإنْ قُطعت أخذَه بأسنانه، قال فتًى شابّ: أنا. فطاف عليٌّ عليه السلام على أصحابه يعرضُ عليهم ذلك، فلم يقبلْهُ إلَّا ذلك الفتى، فقال له عليٌّ عليه السلام: أُعرُض عليهم هذا، وقل: هو بيننا وبينكم من أوَّلِه إلى آخرِه، والله في دمائنا ودمائكم. فحُمِل على الفتى وفي يده المصحف، فقُطعت يداه، فأخذَه بأسنانه حتّى قُتِل. ".."

(الطبري، تاريخ الأُمم والملوك)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد