من التاريخ

شاعر «رشح الحجارة»


من ذاتيات الملك الأموي عبد الملك بن مروان البخل، فكان يسمّى «رشح الحجارة» لشدّة شحه وبخله، وقد عانت الأمّة في أيام حكمه الجوع والفقر والحرمان.
وخاف عبد الملك أن يتّصل ابن الزبير بأهل الشام فيفسدهم عليه، فمنعهم من الحجّ، فقالوا له: أتمنعنا من الحج وهو فريضة فرضها الله؟ فصيّر الحجّ إلى بيت المقدس وقد استغلّ الصخرة التي فيه!
وقد روي فيها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، قد وضع قدمه عليها حين صعوده إلى السماء، فأقامها لهم مقام الكعبة، فبنى عليها قبّة وعلى فوقها ستور الديباج، وأقام لها سدنة وأمر الناس أن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة.
كان الأخطل النصراني شاعر بني أميّة ولسانهم الناطق، وكان أثيراً عند عبد الملك. وقد قال لعبد الملك حينما عرض عليه أن يعتنق الإسلام: «إنْ أنتَ أحللتَ لي الخمر ووضعت عنّي صوم رمضان، أسلمتُ». ثم أنشد:
ولستُ بصائمٍ رمضان عمري        ولستُ بآكلٍ لحمَ الأضاحي ".."
ولستُ بقائمٍ كالعيرِ يدعو             قُبيل الصبح حيّ على الفلاحِ
ولكنّي سأشربها شمولاً               وأسجد عند منبلج الصباح
وكان يخرج من بلاط عبد الملك ولحيته تقطر من الخمر، ويدخل عليه بغير إذن وفي عنقه سلسلة من ذهب وصليب، وكان عبد الملك يسمّيه مرة شاعر أمير المؤمنين، ومرة شاعر بني أميّة، وثالثة شاعر العرب.

(انظر: الشيخ باقر شريف القرشي، حياة الإمام الباقر عليه السلام: 2/21 – 33)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد