من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

أصحابُ السّبت


الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

كان أصحابُ السّبت مِنْ بني إسرائيل، يعيشون بجانب البحر، وكانوا يعتاشون من صيد الأسماك. فَجاء الأمرُ الإلهيّ بِمَنْع اصطياد السَّمَك أيّام السّبت لأجلِ التّفرّغ لعبادة الله.
لقد أرادَ الله تعالى أنْ يختبرهم، فكانت الأسماك تقترب من الشاطىء يوم السّبت، وتختفي في باقي أيّام الأسبوع.
ولأجل المزيد من الاكتساب، وحفْظ وضعهم الاقتصاديّ من الضّرر، قاموا بهذا التدبير: حفروا أحواضاً بجانب البحر. وكانوا يفتحون هذه الأحواض على البحر في أيّام السّبت حتّى تأتي الأسماك إليها، ومن ثمّ يقومون بِسَدّ طريق الخروج عليها، وكانوا في اليوم التالي يذهبون إلى هذه الأحواض ويصطادون الأسماك.
كان هذا الفعل بِحَسَب الظاهر غير مخالف للشرع فقد نهاهم الله عن صيد الأسماك لا عن تعبئة الأحواض وسدّ الطرق على الأسماك.
وبهذه الحيلة، كانوا يُبرّرون فعلهم هذا، وكانت حيلتهم هذه أكثر حنكةً بكثير من الحيَل التي نستخدمها اليوم لأجل تبرير أحكام الله (كما يحدث بشأن الرّبا الذي يقوم به البعض).
وربّما لو كنّا مع هؤلاء في ذلك الزمان لوافَقْنا على عَمَلِهم هذا. لكنّ الله مسخ هؤلاء القوم بسبب مخالفتهم هذه.
لم يكن هذا الأمر أسطورةً ولم يكن من تحريفات الإنجيل والتوراة بل وَرَدَ ذِكْرُه في القرآن.
فالّذين يتمتّعون بالتّقوى عليهم أن يعتبروا من هذه القصص، لأنّه لا ينبغي التّلاعُب بِدِينِ الله وأحكامه اﻹلهيّة، ولا ينبغي أنْ نصنع لها "غطاءً شرعياً".
فالدّين هو ما يأمر به الله، وأحكامه هي تلك التي يبيّنها النبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد