
لماذا اعتزل الإمام الحسن وقبل الهدنة وذهب إلى المدينة؟
كانت سيطرة الإمام الحسن في العراق تتمثل في المصرين أو العراقين (البصرة والكوفة)، وفي مدينة الرسول (ص) وهي المركز والثقل وفي اليمن باستثناء المنطقة التي تحت سلطة معاوية وفي فارس؛ فالمسلمون في هذه المناطق نتيجة الصراع بين علي ومعاوية ونتيجة المخطط السياسي الرهيب الذي وضعه معاوية وقام بتطبيقه، أُصيبت المجتمعات الإسلامية بشيء من الخمود حتى أن تحريك المجتمعات الإسلامية في هذه الفترة كان صعباً جداً، وأقوى دليل على هذا هو خذلان الإمام الحسن عليه السلام وتفّرق الجيش عنه. فأراد الإمام الحسن أن يخفف شيئاً من هذا الجمود والركود فترك الخلَّص من أصحابه يتحركون؛ لأنه كان تحت الرقابة المشددة في المدينة.
والدليل على هذه الرقابة المشددة -كما يذكر أيضاً في التأريخ- هذا العدد القليل من الروايات، فما رُوي عن الإمام الحسن المجتبى من حديثٍ هو أقل نسبة من الروايات التي رويت عن أئمة أهل البيت، حتى الأئمة الذين كانوا تحت المراقبة كالإمام الجواد (توفي سنة 220هـ) والإمام الهادي (توفي سنة 254هـ) والإمام العسكري (توفي سنة 260هـ) عليهم السلام، كانوا أكثر رواية للحديث من الإمام الحسن، فعندما تراجع (رجال الشيخ الطوسي) تجد أن الرجالات الذين رووا عن الإمام الحسن أقل من الرجالات الذين رووا عن الإمام الصادق (توفي سنة 148هـ)، فعدد الرجالات الذين رووا عن الإمام الصادق 3224 راوياً (١)، بينما الإمام الحسن لا يتجاوز الذين يروون عنه الحديث 40 رجلاً،لماذا؟ لأنَّ الإمام الحسن لا أحد كان يستطيع الدخول عليه في بيته ومن يدخل قد يتعرض للأذى من السلطة الأموية في المدينة المنورة آنذاك.
فالإمام الحسن باعتزاله وبوضعه تحت الرقابة المشددة وبأمره بعدم التحرك استطاعه التحرك استطاع أن يكسره نوعا ما ذلك الجمود فنفس هذا الاعتزال كان عملا سياسياً من الإمام الحسن ليكسر به ذلك الجمود الذي أصيب به المسلمون أتحرك المسلمون.
ونتيجة هذا التحرك كان المسلمون يكتبون الكتب للإمام الحسين عليه السلام وبعد وفاة أخيه الإمام الحسن ليُسقط هذا الحكم الأموي. فهذا فائدة من فوائد الصلح الذي عقده الإمام الحسن عليه السلام.
فالإمام الحسن لم يترك مسؤوليته ولكنه مسؤوليته أخذت خطاً آخر هو خط إثارة الحركة في المسلمين من بعض الجمود والخمود الذي أصيبوا به، وكان نتيجة هذا:
ثورة الإمام الحسين سنة 61 للهجرة، ومن بعدها ثورة زيد بن علي بن الحسين عام 122 للهجرة، وبعدها ثورة يحيى بن زيد عام 125 للهجرة ثم جاءت ثورات الحسنيين.
وثورة الإمام الحسين كان من نتائجها أنها أسقطت الحكم السفياني، وتولى بني مروان الحكم وهم الجناح الثاني من بني أمية.
وثورة زيد أسقطت الحكم المرواني، فلولا ثورة الإمام الحسين لإسقاط الحكم السفياني وثورة زيد لإسقاط الحكم المرواني لامتدت حكومة بني أمية إلى مئات السنين وقرون، ولكن كان من عطاء الإمام الحسن واعتزاله الأثر الكبير في تحريك الأمة الإسلامية ونشوء هذه الثورات المتتالية فكانت ثورة الإمام الحسين ثم ثورة زيد فسقطت الدولة الأموية، وكانت المناداة لإسقاط الدولة الأموية باسم آل محمَّد.
فلما أسقطوا الدولة الأموية كانت شعاراتهم المرفوعة هي (الرضا من آل محمد)؛ لأن المسلمين كانوا يتوقعون أنَّ الحكم سيعود لآل البيت مرة أخرى؛ لأنَّ الحُكم من حقِّهم وهذا يكشف واقعاً كان موجوداً آنذاك، ولكن الإمام الصادق عليه السلام رفض أن يتولَّى الحكم بعد الثورات، وقد أرسل الخراساني توفي (سنة 137 للهجرة) للإمام الصادق عليه السلام رسالة بذلك ولكن الإمام الصادق أجابه بجواب مختصر: (ما أنت من رجالي ولا الزمان زماني) (٢)؛ لأنَّه كان يعلم أنَّه لا يستطيع أن يتولَّى الخلافة، وأيضاً العباسيين لن يتركوا الخلافة له، وستعود المعارك الطَّاحنة مرَّة أخرى بين المسلمين.
الإمام الصادق كان يريد أن يتفرغ لتثبيت مذهب أهل البيت عن طريق نشر فكرهم.
وبهذا استطاع الإمام الصادق عليه السلام أن ينجحه النَّجاح الكبير بكل ما كتب من هذه الثَّروة الهائلة التي لا توجد عند المذاهب الإسلامية الأخرى.
وكل هذا كان -أعود وأقول- بفضل اعتزال الإمام الحسن عليه السلام، وبفضل تغيير خطته السياسية من خطة مجابهة إلى خطة التحريك للواقع.
(١) الشيخ الطوسي، رجال الطوسي: ١٥٥-٣٢٨.
(٢) أبو الفتح الشهرستاني، الملل والنحل ج١، ص١٥٤.
الحرص على تأمين الحرية والأمن في القرآن الكريم
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
معنى (رعد) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
نوازع وميول الأخلاقيات
الشيخ شفيق جرادي
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (1)
محمود حيدر
المذهب التربوي الإنساني
الشهيد مرتضى مطهري
دماغ كلّ منّا لا يتحدث اللّغة العصبيّة نفسها، لكنّه يشترك مع أدمغة النّاس في إدراك المدخلات الحّسيّة وتفسيرها
عدنان الحاجي
الحق والباطل: ماء راسخ وزبد يزول
الشيخ جعفر السبحاني
أصول التعامل الناجح مع الوالدين
السيد عباس نور الدين
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ..} كيف يُنسب اليأس للرسُل؟
الشيخ محمد صنقور
أَمَرْنا مُتْرَفِيها!
الشيخ محمد جواد مغنية
اطمئنان
حبيب المعاتيق
الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
الحرص على تأمين الحرية والأمن في القرآن الكريم
معنى (رعد) في القرآن الكريم
نوازع وميول الأخلاقيات
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (1)
المذهب التربوي الإنساني
دماغ كلّ منّا لا يتحدث اللّغة العصبيّة نفسها، لكنّه يشترك مع أدمغة النّاس في إدراك المدخلات الحّسيّة وتفسيرها
أحمد آل سعيد: لا للتّنمّر بين الأطفال
اطمئنان
حقيقة التوكّل
الحق والباطل: ماء راسخ وزبد يزول