من التاريخ

استشهاد الرضا (عليه السلام) وثواب زيارته

الشيخ عباس القمي

قبض أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في آخر صفر كما اختاره ابن الأثير والطبرسي والسيد الشبلنجي وغيرهم من سنة 203 ثلاث ومئتين وهو ابن خمس وخمسين سنة، وتوفي بطوس في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة ودفن بها (صلوات اللّه عليه)، وكتب المأمون إلى أهل بغداد وبني العباس والموالي يعلمهم بموته (عليه السلام) وأنهم نقموا ببيعته وقد مات وسألهم الدخول في طاعته، فكتبوا إليه أغلظ جواب .

وروي عن أمية، بن علي، قال : كنت بالمدينة وكنت أختلف إلى أبي جعفر (عليه السلام) وأبو الحسن بخراسان وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسلمون عليه فدعا يوماً الجارية، فقال : قولي لهم يتهيأون للمأتم فلما تفرقوا قالوا ما سألناه مأتم من ؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك فقالوا مأتم من ؟ قال مأتم خير من على ظهرها، فأتانا خبر أبي الحسن بعد ذلك .

وروى الصدوق عن دعبل بن علي، قال : جاءني خبر موت الرضا (عليه السلام) وأنا بقم فقلت قصيدتي الرائية :

أرى أمية معذورين إن قتلوا  

ولا أرى لبني العباس من عذر

أولاد حرب ومروان وأسرتهم

بنو معيط ولاة الحقد والوغر

قوم قتلتم على الإِسلام أولهم

حتى إذا استمسكوا جازوا على الكفر

أربعْ بطوس على قبر الزكي به

إن كنت تربع من دين على وطر

قبران في طوس خير الناس كلهم

وقبر شرهم هذا من العبر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما

على الزكي بقرب الرجس من ضرر

هيهات كل امرئ رهن بما كسبت

له يداه فخذ ما شئت أو فذر

وقال الصدوق : ولعلي بن أبي عبد اللّه الخوافي يرثي الرضا (عليه السلام) أفضل الصلوات وأكمل التحيات :

يا أرض طوس سقاك اللّه رحمته

ماذا حويت من الخيارت يا طوس

طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها

شخص ثوى بسناباد ومرموسُ

شخص عزيز على الإِسلام مصرعه

في رحمة اللّه مغمور ومغموس

يا قبره أنت قبر قد تضمنه

حلم وعلم وتطهير وتقديس

فخراً بأنك مغبوط بجثته

وبالملائكة الأبرار محروس

وثواب زيارته (عليه السلام) أكثر من أن يذكر، قال الشيخ الشهيد في الدروس عن الكاظم (عليه السلام) : من زار قبر ولدي عليّ كان عند اللّه كسبعين حجة مبرورة، قال له يحيى المازني سبعين حجة مبرورة قال نعم وسبعين ألف حجة .

وقيل لأبي جعفر محمد بن علي الجواد (عليه السلام) زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل أم زيارة الحسين (عليه السلام)؟ فقال زيارة أبي افضل لأنه لا يزوره إلا الخواص من الشيعة.

وعنه (عليه السلام) أنها أفضل من الحج، وأفضلها رجب.

وروى البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخطه : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجة، وألف عمرة، متقبلة كلها.

قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : ألف حجة قال إي واللّه وألف ألف حجة لمن يزوره عارفاً بحقه.

وقال الرضا (عليه السلام) من زارني على بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً وعند الصراط والميزان.

وروى الصدوق عن أبي الحسن الهادي (عليه السلام) يقول، من كانت له إلى اللّه عز وجل حاجة، فليزر قبر جدي الرضا (عليه السلام) بطوس وهو على غسل، وليصل عند رأسه ركعتين، وليسأل اللّه تعالى حاجته، في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم، فإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه اللّه تعالى من النار وأحله دار القرار.

قال الشيخ المفيد في المقنعة باب مختصر زيارته (عليه السلام) تقف على قبره بعد أن تغتسل لزيارته وتلبس أطهر ثيابك وتقول : السلام عليك يا ولي اللّه وابن وليه، السلام عليك يا حجة اللّه وابن حجته، السلام عليك يا إمام الهدى والعروة الوثقى ورحمة اللّه وبركاته أشهد أنك مضيت على ما مضى عليك آباؤك الطاهرون، (صلوات اللّه عليهم)، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل، وإنك نصحت للّه ولرسوله، وأديت الأمانة، فجزاك اللّه عن الإِسلام وأهله خير الجزاء، أتيتك بأبي وأمي زائراً عارفاً بحقك موالياً لأوليائك معادياً لأعدائك، فاشفع لي عند ربك ؛ ثم انكب على القبر وضع خديك عليه ثم تحول إلى عند الرأس فقل : السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته أشهد أنك الإِمام الهادي والولي المرشد، أبرأ الى اللّه تعالى من أعدائك، وأتقرب إلى اللّه بولايتك، صلى اللّه عليك ورحمة اللّه وبركاته .

ثم صل ركعتي الزيارة وصل بعدهما ما بدا لك وتحول إلى عند الرجلين فادع بما شئت إن شاء اللّه.

قال السيد بن طاوس في الاقبال : ورأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم (رضوان اللّه عليهم)، أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا (عليه السلام) يوم ثالث وعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك .

 وروى العلامة المجلسي (رحمه اللّه) عن صاحب كتاب العدد القوية أنه قال : إن وفاة الرضا (عليه السلام) كانت في ذلك اليوم، واللّه العالم .

قال السيد الداماد (قدس سره) في رسالة أربعة أيام في ذكر أعمال يوم دحو الأرض، يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، إن زيارة الرضا (عليه السلام) فيه أفضل الأعمال المستحبة وأكد الآداب المسنونة .

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد