من التاريخ

البيان العالمي للإمام المهدي (عج) عند ظهوره

الشيخ علي الكوراني

 

المعلوم في عقيدتنا بالمعصومين صلوات الله عليهم أجمعين أنّهم حجّة على العباد ومن لوازم هذا المقام السّامي وهذه المنزلة العظيمة أنّهم (ع) يعرفون لغات البشر بل حتى لغات جميع المخلوقات وهذا ما لا يفهمه ولا يعتقد به غيرنا فقد كان أئمتنا (ع) يُكلِّمون الناس كلّ بحسب لغته ولا يحتاجون إلى مترجم والإمام المهدي روحي له الفداء أحد المعصومين الذين نعتقد بمقامه ومكانته عند الله عز وجل وهو سيؤسس دولة العدل الإلهي فمن الطبيعي عند خروجه أن يوجه خطاباً للبشرية ويسمع العالم كلُّه خطابه وكلامه والذي أفهمه من بعض الروايات أنه سوف يتكلم بعدة لغات مشهورة مثلا العربية والفارسية والإنكلزية يعني أربع أو خمس لغات والباقي من الناس يمكن أن يُترجم لهم بالوسائل الموجودة أو يكون بطريق المعجزة بحيث أن الله عز وجل يجعل الناس يفهمون ما يقول ليكون عليهم حجّة.

 

فكل الناس سوف يسمعون كلامه ويرون شخصه فهو سوف يستعرض ظلامة آبائه وأجداه وما جرى عليهم على أيدي الطغاة والظلمة على مرِّ التاريخ ويقول أننا أهل البيت وشيعتنا ظُلمنا طول التاريخ وسُفكت دماؤنا وُشرِّدنا وذلك يكون في اليوم التالي لظهوره (ع) ويكون يوم عاشوراء يوم سبت كما تذكر الرواية، يعني بيان الإمام المهدي (ع) العالمي يكون يوم عاشوراء يدخل (ع) المسجد الحرام ليُخاطب شعوب المسلمين كلها وشعوب العالم بلغاتها، وقد روتْ مصادر الشيعة والسنة فقرات من خطبته (ع) وبيانه الأول إلى العالم.

 

عن عبد الأعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر (ع): والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيُّها الناس من يحاجّني في الله فأنا أولى الناس بالله، ومن يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس من يحاجّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى، يا أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد (ص). يا أيها الناس من حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ثم ينتهي إلى المقام ويُصلّي عنده ركعتين.

 

قال أبو جعفر الباقر (ع): هو والله المضطر في كتاب الله وهو قول الله: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرض)، وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض، فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل (ع)، ويبايعه الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً.

 

هذا في مكة وعند الكعبة الشريفة وهناك رواية تقول أنه سوف يخطب خطابًا آخر لشعيته في مسجد الكوفة أو في مكان قريب من النجف ومن شدَّة بكاء الناس لا يدري ما يقول في خطبته صلوات الله عليه هكذا تنقل بعض الروايات نسأله عز وجل أن يرينا ذلك اليوم العظيم الّذي نتشرَّف بلقاء وليِّهِ روحي له الفداء... (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء... إلى آخر الرواية.... الإرشاد للمفيد 362 ).

 

ولك أن تقدِّر كيف سيهتزُّ العالم لهذا الحدث الكبير المفاجئ! وكيف ستفرح الشعوب الإسلامية المضطهدة وتعبر عن فرحتها بظهور قائدها الموعود على لسان نبيها (ص)، وإعلانها الاستعداد لنصرته.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد