توزيع الخيرات هو من أجمل الأعراف الشّائعة بيننا، وليس بالضّرورة أن تكون الوجبة البسيطة الموزّعة بعنوان خيرات، وجبة مشبِعة، بل إنّ الحكمة من ورائها هي بثّ مشاعر الودّ والمحبّة، فكأنّك تعشق حبيبك إلى درجة أنّك لا تستطيع أن تظلّ غير مبال به، بل إنّك تنفق المال والجهد، وتتعب نفسك من أجله، وتنادي بهذا الحبّ عاليًا عن طريق إبراز مشاعر الودّ واللّطف للآخرين.
بل إنّه اللّطف الذي يحوّل الخيرات الموزّعة إلى شيء مميّز ومؤثّر وباعث على الرّضى الغامر.
توزيع الخيرات هو أفضل الطّرق لإشاعة محبّة أهل البيت (ع)، ولعلّ هذا هو سبب تأكيد الوصايا الدّينيّة عليه.
لكن في أيّ مناسبة جاءت الوصيّة بهذه السّنّة الحسنة أكثر من غيرها؟ أي لو أردنا القيام بهذا العمل الجميل مرّة واحدة في العام، فأيّ مناسبة نختار لذلك؟
من جميل الصّدفة أنّ أهل البيت (ع) لم يتركوا هذا السّؤال دون إجابة.
لم يوصنا أهل البيت (ع) بإطعام الطّعام في يوم أو مناسبة خاصّة أكثر ممّا أوصونا بذلك في عيد الغدير، وأيّ وصيّة؟! إنّها وصيّة مع الوعد بثواب محيّر للعقول! وكأنّ أهل البيت (ع) رأوا أنّ إطعام الطّعام هو أفضل طريقة لإحياء هذا اليوم العظيم وإشاعته بين النّاس، إلى درجة أنّ أمير المؤمنين (ع) نفسه يقول فيما روي عنه:
من فطّر مؤمنًا في ليلته (ليلة يوم الغدير) فكأنّما فطّر فئامًا وفئامًا يعدّها بيده عشرة (مليون) فنهض ناهض (رجل) فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال: مئة ألف نبيّ وصدّيق وشهيد، فكيف بمن تكفّل عددًا من المؤمنين والمؤمنات (كم مليونًا سيكونون؟!) وأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر. (مصباح المتهجّد: ج2 ص758).
كما روي عن الإمام الصّادق (ع) في موضع آخر قوله: (ومن فطّر مؤمنًا كان كمن أطعم فئامًا وفئامًا، ولم يزل (ع) يعدّ حتّى عدّ عشرًا. ثمّ قال (ع): .... وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء في حرم الله عزّ وجلّ وسقاهم في يوم ذي مسغة (جوع). (بحار الأنوار: ج95 ص322).
توزيع الخيرات هو دائمًا جميل ومؤثّر، لكن ما أجمله إذا كان في يوم أوصانا به أهل البيت (ع) وصيّة مميّزة جدًّا؟ فلو كان من المقرّر أن نفعل ذلك مرّة في السّنة، فإنّ عيد الغدير هو أفضل مناسبة لهذه السّنّة الحسنة. الخيرات في يوم الغدير هي خيرات محبّة، فلا تستهينوا بها.
محمود حيدر
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
حيدر حب الله
السيد عباس نور الدين
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي المشكيني
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ محمد جواد مغنية
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
ميتافيزيقا المثنَّى؛ دُربة المعرفة إلى توحيد الله وتوحيد العالم (5)
توقيت القيلولة النّهاريّة ومدّتها عامِلا تنبُّؤٍ باحتمال وفاة كبار السّنّ
ثبوت واقعة الغدير من منظور تاريخي وعلمي (1)
أفضل توزيع للخيرات في العام!
كيف يكون الله حاضراً في حياتنا؟
﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَهُ﴾
فائدة البحث في المكّي والمدني من السور القرآنية
ميتافيزيقا المثنَّى؛ دُربة المعرفة إلى توحيد الله وتوحيد العالم (4)
ناصر الوسمي في نادي روافد الأدبي: ما لم تقله العتبات
المبدعون أوتاد الله في أرضه