قال الله تبارك وتعالى في مدح نبيه محمد صلى الله عليه وآله “وإنك لعلى خلق عظيم” وقال تبارك وتعالى ”ولو کنت فظًّا غلیظ القلب لانفضوا من حولك” وقال تبارك وتعالى “ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ” وقال تبارك وتعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
وهذه الآيات الشريفة تدل على أن محمدًا صلى الله عليه وآله مصدر الرحمة، وأن قوله وفعله وتقريره وتعامله كله رحمة، وأن الله تبارك وتعالى جعله الرحمة في هذا العالم الذي تعيشه البشرية، لذلك كان من مظاهر رحمته صلوات الله وسلامه عليه عفوه عن المسيء، وقد ورد في بعض الروايات الشريفة أنه لما ناله قومه بالأذى ورموه بالحجارة والأشواك لم يدعو عليهم وإنما قال اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، وهذا خلق عظيم يعلمنا به رسول الله صلى الله عليه وآله كيف نتعامل مع من يسيء إلينا.
فالإنسان في معرض هذه الحياة يتفق مع هذا ويختلف مع هذا، وفي هذا اليوم قد يخطأ على غيره وفي يوم آخر قد يخطأ غيره عليه، وفي يوم قد يسمع كلمة مسيئة وفي يوم قد يسمع فعلاً وقد يتلقى فعلاً جارحًا، هذه طبيعة الحياة، لا ينجو إنسان من إساءة عليه، لا ينجو إنسان من خطأ عليه، لا ينجو إنسان من احتكاك مع الناس، فلو كان الإنسان في كل فعل وفي كل قول لابد أن يضع حدًّا وأن لا يسمح لأحد، وأن لا يتجاوز عن أحد، وأن لا يعفو عن أحد، فكيف يعيش الإنسان، هل يعيش وحده؟ أو يعيش ناقمًا على الناس؟ أو يعيش كارهًا للناس؟ ولو طلبوا منه العفو، ولو طلبوا منه المسامحة، ولو طلبوا منه الرضا، فإن هذه النفس الصلبة التي لا تتراجع ولا تتنازل ولا تنحو نحو العفو، نفس مغلفة، مغلفة بالسواد ومغلفة بالظلمة، ومغلفة بالشدة أي ليس فيها نصيب من الرحمة والرأفة التي علمنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله.
بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإذا أساء إليك مؤمن بالنتيجة هو مؤمن، إذا أساء إليك موالٍ للإمام أمير المؤمنين بالنتيجة هو موالٍ لأمير المؤمنين، وأنت على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله يجب أن تكون رؤوفًا رحيمًا. قال الله تبارك وتعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
ومن مظاهر رحمته صلوات الله وسلامه عليه وآله ما ورد في زيارة الإمام الصادق عليه السلام لقبره صلى الله عليه وآله، الإمام الصادق في الزيارة قال، وقال الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا، وإني جئتك يا رسول الله مستغفرًا من ذنوبي فبجاهك بمقامك، مضمون الزيارة أسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لي ذنوبي، فإن هذه الزيارة تكشف عن أن الرسول صلى الله عليه وآله من جاء طالبًا منه أن يغفر الله له، غفر له ببركة مجيئه للرسول صلى الله عليه وآله وهذه من مظاهر رحمته صلى الله عليه وآله، وفي بعض الروايات أن المجيئ لعلي عليه السلام هو المجيئ له، ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يعني يا علي، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا، ولو أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفر الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا، وهذا يرشد إلى أن المجيئ إلى قبر علي عليه السلام.
هذه النعمة العظيمة ليست موجودة عند قبر آخر هذه النعمة العظيمة لجوار علي عليه السلام، لزيارة الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام نعمة لا تعوض ولا تقابل بثمن، نحن المثقلون بالذنوب، نحن المثقلون بالمعاصي، نحن المثقلون بالأخطاء والرذائل إذا جئنا لقبر أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله وهو باب رسول الله، بابه في علمه، بابه في حلمه بابه، في رحمته ورأفته، هو باب رسول الله صلى الله عليه وآله وطلبنا من أمير المؤمنين أن يغفر الله لنا فإن أمير المؤمنين يوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله يغفر الله ذنوبنا ويتوب عنّا وهذا من مظاهر رحمته صلى الله عليه وآله، لذلك، جاءت الروايات الشريفة باستحباب زيارة أمير المؤمنين علي عليه السلام في يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله، بل أفتى جملة من فقهائنا أن زيارة أمير المؤمنين علي عليه السلام في يوم ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من زيارة رسول الله صلى الله عليه وآله، لأن زيارته في هذا اليوم دخول له من الباب الذي هو أمر به صلى الله عليه وآله. فهذا بابه في هذا اليوم.
والمجيء إليه دخول من رسول صلى الله عليه وآله من امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر ذنوبنا. وأن يعفو عن خطايانا ومعاصينا ببركة محمد صلى الله عليه وآله.
وببركة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وآله. نسأل الله تبارك وتعالى أن لا يحرمنا زيارة قبر رسوله، وأن لا يحرمنا نعمة زيارة قبر أمير المؤمنين عليٍ عليه السلام وجواره،
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ حسن المصطفوي
الشيخ محمد صنقور
السيد منير الخباز القطيفي
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد عباس نور الدين
الشهيد مرتضى مطهري
حبيب المعاتيق
فريد عبد الله النمر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
ناجي حرابة
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
لا تلهِ نفسك بالبحث عن المقصر
مدة المشي التي نحتاجها للوقاية من آلام الظّهر المزمنة
(عيون الدبابية) جديد الكاتب أحمد بن جواد السويكت
الأخلاق كإشكالية
معنى (فتأ) في القرآن الكريم
معنى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾
على غالق
الرّحمة المحمّديّة
معنى (أرب) في القرآن الكريم
داء السكري يؤثر سلبًا في عمل القلب