مقالات

أهمّية تهذيب النفس وضرورته (2)


الإمام الخميني (قده) ..
ضرورة ثورة النفوس
يجب أن نثور داخلياً. يجب أن تنقلب نفوسنا أيضاً، فإذا كانت إلى الآن تحت سيطرة الشيطان والطاغوت يجب أن نتبدّل ونخرج من ربقة الشيطان إلى ظلّ الرحمن، وذلك يكون بأن نعمل وفق القانون الإسلامي.


إصلاح النفس بالتلازم مع تقوية البدن
لقد كانت قوّة الروح وقوّة الإيمان هي التي نصرتكم على الجنود الشيطانية وعلى الطاغوت، ويجب أن تمنحكم قُوَّةُ الإيمان وقُوَّةُ الباطن تلك الغلبة على الجنود الشيطانية في باطن الإنسان والتي تريد إغواءه. أصلحوا أحوالكم على نحو ما تُعزِّزون من قوّة أبدانكم .


الحاجة إلى الإصلاح حتى آخر العمر
الأهمّ هو أن يُصلح الإنسان نفسه في شهر رمضان، فنحن بحاجة إلى الإصلاح وإلى تهذيب النفس، إنّنا محتاجون إلى ذلك حتى آخر نفس. والأنبياء كذلك محتاجون (إلى تهذيب النفس) ولكنّهم أدركوا احتياجهم وعملوا بمقتضاه، ونحن لوجود الحجاب لم نتمكّن من فهم ذلك ولم نعمل بواجبنا.


الفرعونية كامنة في باطن الإنسان
لا تتصوّروا أنّ الذين يمتلكون نفساً فرعونية كانوا شخصاً أو عدّة أشخاص. فما دام الإنسان لم يتلق التربية الإسلامية أو تربية المدارس التوحيدية فإنّ هذه الفرعونية تبقى في باطنه، وكذلك تبقى الشيطنة والأنانية.


أهمّية هزيمة الطاغوت الداخلي
وكما تحقّقت تلك الفتوحات والانتصارات في صدر الإسلام على يد عدّة قليلة، استطاعت أن تهزم الفرس والروم، أنتم أيضاً هزمتم بحمد الله هذا الطاغوت بالاعتماد على الروحية القوية والإيمان بالله، وكذلك اهزموا الطاغوت الكامن في نفوسكم، فالمهمّ هو أن تتغلّبوا على ذلك الطاغوت.


ضرورة ابتعاد المسؤولين عن الجاه والمقام
الأمور بأيديكم وعليكم أن تخدموا هذا الشعب وأن تعتبروا أنفسكم خدّامه. إذا خطر ببالكم بأنّني وزير ويجب أن يسمع الناس كلامي فاعلموا بأن الإصلاح لم يشملكم، حتى ولو كان خاطراً ذهنياً. لو خطر ببال رئيس الجمهورية بأنّني أكبر مسؤول في البلاد وما شابه ذلك فمعنى ذلك أنه لم يُصلح نفسه. وخواطر كهذه هي من الشيطان حتى ولو لم يعمل وفقها لكن لمجرّد خطورها فهي من الشيطان.


تهذيب النفس بالتلازم مع خدمة الشعب
أتمنّى أن تعملوا حيثما كنتم بحسن نية للإسلام ولأجل رفعة الإسلام، وأن تنشغلوا بتهذيب أنفسكم أيضاً مثلما أنتم مشغولون بعمل قيّم، حتى يسري منكم الخلق الحسن والنفسية الحسنة والأعمال الحسنة وينتقل إلى الأشخاص الذين يراجعونكم.


جهاد النفس بالتلازم مع جهاد البناء
أطلب منكم أن تُجاهدوا أنفسكم أيضاً أثناء جهاد البناء. إذا كان ما تقومون به خالصاً لله فقد حقّقتم جهاد النفس أيضاً .


مجاهدة ميول النفس
الأشخاص الذين يُضحّون لأجل الإسلام بأرواحهم التي هي رأس مال كلّ شيء آخر بالنسبة للإنسان، ونحن لا نمتلك هذا التوفيق، ولا نستطيعه، قصارى ما نستطيع فعله هو الدعاء لكم. عندما تقرّر أن تهدوا مثل هذه التحفة لديكم للإسلام، فعندها إذا طرأ - على سبيل الفرض - ما يُعارض رغبتكم فإنّ عليكم أن تُحاربوه خلافاً لميل أنفسكم. وهذا هو الجهاد الباطني الذي يجب أن يخوضه الإنسان دوماً وأن ينتبه إليه أبداً.

مهمّة إصلاح الآخرين
مثلما أنّ كلّ شخص وكلّ فرد مكلّف بإصلاح نفسه، كذلك هو مكلّف بإصلاح الآخرين .


ضرورة كبح جماح النفس
تريّثوا قليلاً وانتبهوا لما يدور حولكم. كلّما تكلّم أحدكم عن آخر فلا يكوننّ ذلك بالسوء فهذا مخالف لآداب الإسلام ولآداب المسلمين وللإنسانية، ومناقض لسلوك الأنبياء والأولياء. امتنعوا عن ذلك. تمهّلوا قليلاً واتركوا هوى النفس جانباً، ودعوا الشهرة، فكلّ مشاكلنا تنبثق من هوى النفس هذا. إنّ أعدى أعداء الإنسان هو نفسه هذه التي بين جنبيه. ألجموها قليلاً واكبحوا جماحها قدراً ما.


ضرورة التحكّم بالأقلام
تحكّموا بأقلامكم قدراً ما. واحفظوا أنفسكم قدراً ما. لا تتّبعوا هوى النفس إلى هذه الدرجة. لا تتّبعوا الشيطان إلى هذه الدرجة. وفي طرحكم للقضايا اطرحوا القضايا الصحيحة ولا تطرحوا القضايا الفاسدة.


التربية الإلهية منذ الطفولة
لو استطعتم أن تربّوا هؤلاء الأطفال بحيث يكونون منذ البداية يريدون الله ومتوجّهين نحو الله، ولو تمكّنتم من حقن عبودية الله والارتباط بالله في هؤلاء الأطفال، والأطفال يقبلون بسرعة، إذا ألقيتم إليهم التربية الإلهية وعبودية الله وحقيقة أن كلّ شيء منه، وهم قبلوا ذلك، فقد خدمتم هذا المجتمع.


توصية الأم والمعلِّم بتهذيب الأطفال
بأمومتكم يجب أن تُهذّبوا الأطفال، من خلال تعليمكم يجب أن تُهذِّبوا أيضاً، قدّموا للمجتمع أفراداً سالمين، أصلحوا مجتمعاً.


التوصية بتهذيب الأطفال
أيّتها السيّدات المحترمات! هذّبن أنفسكنّ، وهذّبن أولادكنّ. ربّينَ أولادكنّ تربية إسلامية، ففي الإسلام كلّ شيء، تخلَقْن بالأخلاق الإسلاميّة والتجئن إلى الإسلام ففيه كلّ شيء .. أيّها السادة المحترمون! أيتها السيدات المحترمات. أجيبوا نداء الإسلام بلبّيك.


التقدّم في الإنسانية
اعتمدوا على أنفسكم وكونوا مع الله بعزم وثبات واسعوا لأن تتقدّموا في الإنسانية قبل أيّ تقدّم آخر.


تأثير الإنسان على صلاح المجتمع وفساده
إذا بدّل الإنسان نفسه إلى إنسان تحت تربية الأنبياء فلا بدّ أن يصير إنساناً، والمجتمع أيضاً يرتقي تبعاً له. قد يؤدّي فرد واحد إلى فساد مجتمع وفي بعض الأحيان قد يؤدّي فرد واحد كذلك إلى إصلاح مجتمع.


ضرر الإنسان غير المتربّي
إن ضرر الإنسان غير المتربّي على المجتمعات لا يفوقه ضرر أيّ شيطان وأيّ حيوان وأيّ موجود.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد