مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمّد تقي بهجت
عن الكاتب :
الشيخ محمّد تقي بهجت . ولد عام 1334 هـ بمدينة فومن في إيران، أنهى دراسته الابتدائية بمدينة فومن ، ثمّ أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية ، وفي عام 1348 هـ سافر إلى مدينة قم المقدّسة لإكمال دراسته ، فأقام فيها مدّة قصيرة ، ثمّ سافر إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، وفي عام 1352 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي فيها إلى عام 1356 هـ ، ثمّ سافر إلى قم المقدّسة لمواصلة دروسه . اشتهر بـالعرفان، والزهد والتقوى. وكان يقصد مسجده الكثير للاقتداء به في صلاة الجماعة كما وذاع صيت حالاته العرفانية. توفي في مدينة قم المقدسة ودفن في حرم السيدة معصومة عليها السلام.

صلاةُ العارفين بالله


الشيخ محمد تقي بهجت ..

قلّما نجد فريضة كالصّلاة ورد كلّ هذا التّأكيد بحقّها في القرآن الكريم، إلى جانب الأحاديث والرّوايات الّتي حثّت على الالتزام بأوقاتها واستحضار القلب عند أدائها، بالإضافة إلى تلك المباحث المسهبة في باب الصّلاة في المصادر الفقهيّة.
نخلص من هذا إلى أنّ الصّلاة هي قنطرة الإنسان ووسيلته إلى السّعادة، الأمر الّذي يتطلّب مزيداً من الاهتمام بها والتأمّل [في حقيقة] مضمونها وباطنها. وليت شعري لا أدري سرّ غفلة العديد من الأفراد عن هذه الفريضة، وكأنّهم لا يأبهون بسعادتهم في الدّنيا والآخرة، وإنْ اختلفت مراتب هذه الغفلة بين النّاس.


قيمة أداء الصّلاة في وقتها
يظهر من قول أمير المؤمنين عليه السّلام: «واعْلَمْ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ عَمَلِكَ تَبَعٌ لِصَلَاتِكَ، ومِنْه..»، أنّ أفضل سبيلٍ لإصلاح الصّلاة هو المحافظة على فضيلتها من خلال الإتيان بها في أوّل وقتها. وأعظم مراحل الإصلاح الإقبال على الله تعالى والتّوجّه إليه. نسأل الله أن يوفّقنا لأداء الصّلاة في أوقاتها ويلطف بنا في التّوجّه إليه دون سواه.
فالإنسان إنْ التزم بأداء الصّلاة في وقتها، فإنّه سيبلغ تلك المنزلة التي يجب أن يبلغَها. وكان أستاذنا المرحوم السّيّد علي القاضي قدّس سرّه، يقول: إن أتى شخصٌ بالصّلاة في أوّل وقتها ولم يبلغ تلك المقامات الرّفيعة فليَلعنّي.


توجيهات عمليّة
- للشّعور [بالأُنس] في الصّلاة بعضُ المقدّمات خارجها، وأخرى عند أدائها؛ والّذي ينبغي الالتفات إليه بالنّسبة إلى ما كان خارج الصّلاة وقبلها، أن لا يرتكب الإنسان المعصية، فإنّها تكدّر الرّوح وتسلب نور القلب.
وأمّا في الصّلاة، فأنْ يحفظ الإنسان دائرة لا يسمح بدخولها لِما سوى الله تعالى، ولا ينصرف فيها فكرُه عنه سبحانه. ربّما انصرف ذهنه لا إراديّاً لِما سوى الله، لكن ينبغي له العودة بمجرّد الالتفات.
- إنّ أحد عوامل حضور القلب أن نسيطر طيلةَ يومنا على حواسّنا وجوارحنا. لا بدّ من توفير بعض المقدّمات لحضور القلب، ومنها تهذيب الحواسّ وسائر الأعضاء والجوارح.
- من الكلمات العظيمة في الصّلاة ما ورد عن المعصوم عليه السّلام: «الصّلاةُ مِعْراجُ المُؤْمِنِ»، فمَن أيقنَ بهذه الحقيقة، جَدّ في الوصول إلى المقامات المعنويّة الرّفيعة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد