السيد منير الخباز
علاقة العشق بالإمام عليه السلام.
إن الواقع يقول إن علاقتنا بالإمام عليه السلام الآن تبدو علاقة سطحية، علاقة جافّة جداً، علاقة يابسة، وربما تكون علاقتنا بأساتذتنا وبأصدقائنا وأحبائنا وبمراجعنا وزعمائنا أقوى من علاقتنا بالإمام عليه السلام والمفروض أن علاقتنا بالإمام عليه السلام يجب أن تكون علاقة حب وعشق لا مجرد دعاء ورغبة، فنحن ندعو للإمام عليه السلام ولكن ما يريده الإمام عليه السلام منا ليس مجرد لقلقة اللسان في الدعاء، بل يريد منا علاقة حب وعشق كي نكون أهلاً للقائه وأهلاً لتكريمه وأهلاً لتشريفه، فما هي علاقة الحب والأنس؟!
إن هذه العلاقة لها عناصر:
العنصر الأول: هو صفاء القلب
فالقلب الذي يحمل حقداً على الناس هو قلب بعيد عن لقاء الإمام عليه السلام وعن بركة الإمام عليه السلام.
فالقلب الذي يحظى ببركة الإمام قلب طاهر، والقرآن الكريم يقول: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) فالقلب الخالي من الغل هو القلب الذي يلتقي بالإمام عليه السلام.
الإنسان المبتسم المتواضع الخلوق الذي يحب الناس ويألفهم ويبادر لقضاء حوائجهم هو المحظوظ بلقاء الإمام عليه السلام وهو المحظوظ ببركة الإمام وبمدد الإمام لأن قلبه طاهر كصفحة بيضاء لا يحمل حقداً ولا ضغينة كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: (أفاضلكم أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون) فالمؤمن يألف ويؤلف، وهذا هو الحقيق بلقاء الإمام عليه السلام.
العنصر الثاني: الذنوب التي تزعج وتؤلم وتبغض الإمام عليه السلام
جاء في رواية الشيخ الطبرسي في الاحتجاج، يروى عن الإمام المنتظر عليه السلام أنه قال: لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته (والإمام هنا يشير إلى شرط اللقاء معه عليه السلام) كانوا على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد الذي عليهم لما تأخر عليهم اليمن بلقائنا ولتجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق من المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
العنصر الثالث الإهداء:
وهو من عناصر الأهلية للقاء الإمام عليه السلام، ولكي نعيش علاقة ثنائية مع الإمام المنتظر عليه السلام.
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:)تهادوا تحابوا) الهدية تورث المحبة وهذا يجب أن يكون مع الإمام أيضاً، فإذا أهديت للإمام عليه السلام فإن هذا يجلب قلب الإمام إليك، وتضمن محبته، ولكن كيف تهدي الهدية للإمام؟! والجواب هو أن تصلي عنه، أن تطوف عنه، أن تحج عنه، أن تتصدق عنه، أن تصوم، فنحن بعيدون عن الإمام عليه السلام، نصلي لآبائنا وأمهاتنا لكننا لا نذكر في ذلك الإمام عليه السلام، إن الصلاة عنه والصدقة عنه هدية غالية ثمينة يكرمها الإمام عليه السلام وهذه الهدية تجعلنا مشمولين ببركته، مشمولين بدعائه.
يقول السيد علي بن طاووس رحمه الله وهو من أجلاء علماء الأمامية سنة ٦٣٨: (كنت بسر من رأى ليلة الثالث عشر من شهر ذي القعدة سحراً فسمعت صوت الإمام عليه السلام يدعو لشيعته وهو يقول: (اللهم أبقهم وأحيهم في عزنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا).
فالإمام يدعو لمن هو قريب منه عليه السلام، فالإمام عليه السلام يكتب للشيخ المفيد شيخ الطائفة الأمامية (أنا غير مهملين لرعايتكم ولا ناسين لذكركم ولولا دعاؤنا لكم لنزلت بكم الألواء واصطلمتكم الأعداء).
العنصر الرابع الذكر الخفي:
وهو من عناصر اللقاء الفنائي بالإمام المنتظر عليه السلام. فما معنى الذكر الخفي؟
نقول إن هذا المصطلح مأخوذ من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: (اللهم آنسنا بالذكر الخفي، واستعملنا بالعمل الزكي والسعي المرضي) فالذكر الخفي هو الانقطاع، فأنت إذا ذكرت الله ذكراً خفياً انقطعت إليه، ومن انقطع إلى الله لا يطلب إلا من الله ولا يشكو إلا لله ولا يبث همه إلا لله، كذلك فإن الإمام عليه السلام من عناصر لقائه الذكر الخفي وهو أن تنقطع إليه وتقول: (يا رب أنا لا أريد حاجة لا أريد حياة ولا شفاء) ولا رزقاً إلا برضى الإمام المنتظر عليه السلام.
العنصر الخامس: تصور الإمام عليه السلام
بمعنى أن تتصور الإمام عليه السلام، وأن تفكر في محبوبك! فإن أنت أحببت شخصاً فإنّك تتصوره دائماً وهو يمر على ذكرك دائماً ويمر على بالك فلو كنت تحب الإمام المنتظر عليه السلام حقا لكان بالك وذكرك وذهنك مشغولاً بصورته ومشغولاً بخياله مشغولاً بما تتصيد من أوصافه، فهل بالك مشغول به؟!
جاء في زيارة آل ياسين (السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك السلام عليك حين تقوم السلام عليك حين تقعد السلام عليك حين تصلي وتقنت السلام عليك حين تركع وتسجد السلام عليك حين تسبح وتهلل السلام عليك حين تحمد وتسبح السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى) ففي الزيارة صور للإمام تمر على أذهاننا وتربطنا بالإمام عليه السلام.
العنصر السادس: التألم لألمه عليه السلام:
وهو العنصر الأخير من عناصر لقائه عليه السلام.
وهنا نقول: لا يوجد شخص على هذه الأرض يتألم مثل الإمام عليه السلام، الإمام يعيش الألم، وذلك لما يرى من مصائب ونوائب تمر بالأمة الإسلامية، الإمام عليه السلام إذا رأى ذنباً من مؤمن يتألم، فكيف به إذا رأى فظائع الذنوب، وكبائر الجرائم والمعاصي، الإمام عليه السلام يعيش ألماً لا يعيشه أحد مثله، لذلك فعلاقتنا بالإمام عليه السلام تقتضي أن نتألم لألمه وأن نتصور آلامه فنتألم له.
جاء في دعاء الندبة (عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى ولا اسمع لك حسيساً ولا نجوى عزيز علي أن أجاب دونك وأناغى عزيز علي أن أبكيك وتخذلك الورى عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى) هذه الكلمات تقوي عندنا إحساساً بألم الإمام وبآهات الإمام عليه السلام.
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع