مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

الجنة


الشيخ علي رضا بناهيان

إن تصور أكثر الناس عن الجنة تصور خاطئ، فهم يتصورون أن الجنّة ليست بمحل حياة طيّبة. بل هي محلّ يمكث ساكنوها فيها عَطَلةً بَطَلة ولا شأن لهم فيها سوى استلام الجوائز والتمتع بالنعم.
فكأننا بأحدهم يجلس تحت ظل شجرة في الجنّة فما يلبث ساعة إلا ويأتيه غلام بملعقة من عسل لذيذ ويقدّمها له، ثم يأتي الآخر ويقدم له كأسا من لبن. فما إن ينتهي من وجبة العسل واللبن يقفز في نهر من عسل. ثم يخرج من النهر ويتكئ على أريكة تحت ظلال أشجار الجنة، وإذا بحورية تأتي وتمرّخ كتفيه. ثم يأتى له بعد التمريخ طبق من دجاج. وبعد أن ينسف الطبق يقدّم له ملعقة من عسل مرة أخرى... وهكذا إلى أبد الآبدين.
فإنّ مثل هذه الحياة تحطّم الإنسان ولا يكاد أن يطيقها أسبوعًا واحدًا فضلًا عن أبد الآبدين. ولا شك أننا مخطئون في هذا التصوّر عن حياة الجنّة.
لقد قال الله سبحانه في القرآن: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوان‏)[العنكبوت:64]. إذن سوف تكون لنا في الجنة حياة بكل ما تعنيه الكلمة من تعاقيد ومنعطفات وأحداث وجَمال.
إن هذا التصور الخاطئ قد دفع بعض الشباب ليسأل: إلى متى نجلس ونتمشى في بساتين الجنان وعلى ضفة أنهارها؟ أفلا نملّ ونضجر من تلك الأجواء الرتيبة؟!
أو يتساءل: إن هذه الحياة الدنيا مع كل ما تشتمل عليه من مواجهات ونزاعات وأحداث وملاحم وقضايا، تُضجِر الإنسان وتملّه، فما بالك بالحياة الآخرة الرتيبة التي لا يواجه فيها الإنسان أي قضية تحتاج إلى حلّ أو علاج؟! وكل هذه الأسئلة ناتجة من تصورنا الخاطئ عن حياة الآخرة.
إن واقع الأمر هو أننا سوف نكون أحياء في الجنة وسوف نعيش حياة راقية هناك. فعلى سبيل المثال إن من خصائص حياة الآخرة هي أننا سوف نحظى بطاقة هائلة في الجنان، فهل يعقل أن تكون طاقتنا الهائلة من أجل لعق العسل وحسب؟!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد