الشيخ لطف الله الصافي
.. إنّي لا يكاد ينقضي عجبي ممّن يطلب منّي ومن غيري تأكيدَ استحباب البكاء والتعزية، والإبكاء، وإحياء الشعائر الحسينيّة، بكلّ شكلٍ ونوعٍ لم يكن مَنهيّاً عنه في الشرع، وقد أفتى به الأساطين، وسعوا في ترغيب الناس إليه، وألّفوا فيه كُتباً مفردَة.
فقلّما تجد كثرة الروايات في موضوع من الموضوعات، مثل ما جاء في البكاء على الحسين عليه السلام، والتباكي، والإبكاء عليه، وإنشاء الشعر وإلقائه في مصائبه، وإظهار الحزن عليه بكلِّ نحوٍ مشروع. وقد أخرج هذه الروايات في كلّ عصر وطبقة، الرواة الثقات ورجالات علم الحديث، وهي فوق التواتر، هذا مضافاً إلى ما ورد من طرق العامّة في ذلك.
ولا يخفى عليك يا أخي أنّ هذه الناشئة الخبيثة، التي هي من أذناب الاستعمار وعملائه، وتُعدّ نفسها من أهل الثقافة، تُريد صرف أذهان الناس عن هذه الشعائر، لأنّها تُحيي أمجادنا الإسلاميّة، وتوقظ شعور المسلمين، وتُزيّن للنفوس التضحية في سبيل إحياء الحقّ، وتُنفّر الشعوب عن الظَّلَمة والمستعمرين، وأولئك الذين اتّخذوا الناس خَوَلاً، ومال الله دولاً، ولا غرو فإنَّ المستعمرين والطواغيت لا يرتضون سيرة الحسين عليه السلام، ولا يحبّون إحياء ذكره، واهتداء الناس إلى مأساة كربلاء.
فهذه الشعارات الحسينيّة، وهذه الألوية التي تُنصب على بيوت التعزية، وتُحمل مع الهيئات في الطرق والشوارع، تُهدّد كيان الظلمة والمستكبرين، وتُشجّع الشعوب على القيام والقضاء عليهم وإبطال باطلهم. هذه الشعارات تُقوّي في النفوس حبّ الخير، وحبّ أولياء الله، وحبّ الشهادة في سبيل الله، وحبّ إعلاء كلمة الله، وحبّ أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهل الإيمان إلّا الحبّ؟
إذاً، فلا نعبأ بالاستعمار، ولا نتوقّع من أذنابه تأييد هذه الشعائر، فكلّ إناءٍ بالذي فيه يرشح. فلا يضرّ الفكر الشيعي وأصالته الأصليّة الإسلاميّة قول مَن يقول، عَداءً لأهل البيت عليهم السلام، إنّ الصفويّة ابتدعوا هذه الشعائر، وحملوا الناس عليها، بعدما دلّت الأحاديث الصحيحة المتواترة على أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله، والأئمّة المعصومين سلام الله عليهم، هم الذين سنّوا النياحة والبكاء والتباكي والإبكاء على مولانا الحسين عليه السلام، وهم الأصل في الشعائر الحسينيّة، وهم الذين رغّبوا الناس بذكراه وإنشاد الأشعار وغير ذلك، فصارت بذلك سُنّة إلى يوم القيامة لا يقدر على محوها جبّار ولا مستعمر ولا مستكبِر.
وبالجملة فلا تجد في عبادةٍ مستحبّة وعملٍ راجح ما ورد في ثواب النوح والبكاء على سيّدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وفي ثواب زيارة قبره، وكلّ ما يرجع إلى إحياء أمره، مِن تذكُّر عطشه عند شرب الماء، وتذكُّر مصائبه عند المصائب. ومَن أنكر هذه الأمور فهو كَمُنكِر الشمس في رائعة النهار.
وَلَيْسَ يَصِحُّ في الأَفْهامِ شَيْءٌ إِذا احْتاجَ النَّهارُ إِلى الدَّليلِ
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الشيخ عبدالكريم الحبيل: أخلاق فاطمة الزهراء عليها السلام
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (5)
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (4)
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة