السيد عباس نور الدين
إنّ قضية كربلاء هي قضيةٌ سماوية أكثر منها أرضية لأنّ التحولات الأساسية في الوجود ستجري في السماوات، إلّا أنّها تبدأ في الأرض. إنّ أي تحوّلٍ سماويّ ينبغي أن يبدأ من هنا والتحوّلات الكبرى في هذا العالم يقودها الإمام المعصوم أو وليّ الله الأعظم أو خليفة الله على الأرض. لماذا؟
لأنّه يعلم كيف يقوم بعملية فتح السماوات، إنّ أمير المؤمنين (ع) كان ينادي دائمًا: "سلوني قبل أن تفقدوني فإنّي والله لأعلم بطرق السماء مني بطرق الأرض". كان يدعو الناس ليسيروا معه ويلحقوا به لفتح أقطار السماوات.
لا نتحدث الآن عن عوالم السماء وما تمثّله وما فيها، لكن حتمًا لا تتخيّلوا أنّ السماوات هي هذا الفضاء والأثير الذي يلاحظه علماء الفلك، كلا إنّ هناك ما هو أرقى وأعلى وأكثر عمقًا وتعقيدًا من هذا العالم الأرضي.
باختصار، إنّ مسيرة الإنسان إلى جنّة الخلد ينبغي أن تمر بهذه السماوات السبع، التي هي سبعًا طباقًا {ولتركبن طبقًا عن طبق}، وينبغي أن تبدأ من الأرض.
والملفت طبعًا في هذا المجال، أنّ هناك إشارة لطيفة ودقيقة حول علاقة الإمام الحسين بالسماوات نراها في التربة الحسينية، فقد ورد في الأحاديث وهو مشهورٌ: "إن السجود على التربة الحسينية تخرق الحجب السبعة".
فمن ناحية، إذا قورنت السماوات بجنة الخلد وبمقام لقاء الله عزّ وجلّ تكون بمنزلة الحجب النورانية، والسجود على التربة الحسينية الذي هو عبادة مرتبطة بثورة الإمام الحسين (ع)، هذا المصلّي الذي يعيش ويقدّر ويهتم بثورة الإمام الحسين (ع)، هذا الإنسان المسلم الذي يربط عباداته بهذه الثورة العظيمة، يصل عبادته الفردية بعبادته الاجتماعية السياسية، ويوصلهما تحت خطٍّ واحد، هذا الإنسان هو المؤهل ليكون مع الإمام الحسين في عبور مراتب السماوات.
إنّ أهل السماء تبعًا لذلك واعون ومدركون لهذه القضية. فهم ينتظرون دومًا التحوّلات الأساسية التي تجلب لهم الكثير من الخير وتفتح لهم في النهاية الباب النهائي والسماء السابعة إلى جنة الخلد.
هؤلاء بملائكتهم وشهدائهم ينتظرون هذه التحوّلات الكبرى بفارغ الصبر. ومن شدّة انتظارهم فإنّهم مشرفون على هذا العالم إشرافًا كبيرًا، وفي بعض الأحيان إنّ هذا الإشراف يجعلهم مقبلين بوجودهم على هذا العالم.
بالتأكيد، هم لا يقبلون باعتباطٍ، بل يوصلون أنفسهم بهذه التحوّلات الأساسية الكبرى عسى أن تجلب لهم الفتح النهائي.
وباختصار إنّ أهل السماء متعاطفون ومتفاعلون جدًّا مع قضية عاشوراء، وقد تمثّل ذلك في إقبال الملائكة الكبير على كربلاء في ذلك اليوم، في العاشر من محرّم، فقد ورد العديد من الأحاديث عن استعداد جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل للنزول والمشاركة في الدعم والنصرة، ذلك لأنّهم يمثّلون الأركان الأساسية في عوالم السماوات أو في الملكوت الأعلى.
هناك روايات أيضًا عجيبة تقول أنّ هناك ستة آلاف من الملائكة المسوّمين كانوا قد انطلقوا لنصرة الإمام الحسين (ع) في عاشوراء، ولكنّهم بحسب هذه الرواية العجيبة، التي رفضها الكثيرون ربما جهلًا بما سنفّسره، وصلوا متأخرين، ولم يتمكّنوا من نصرة الإمام الحسين لذلك فهم الآن في حرمه الشريف يطوفون حول ضريحه شعثًا غبرًا، يعني كأنّهم يتحسّرون على فوت نصرته ودعمه في تلك الحادثة الكبرى التي كان مفترض أن تغيّر مجرى الوجود وتغيّر أوضاعهم أيضًا.
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة
اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع
لا يدرك الخير إلّا بالجدّ
الوصول إلى حالة الانغماس وقياس مستواها