مقالات

الأربعين في المصباح والمفاتيح


قال المحدّث القمّي في (المفاتيح):  الزيارة الأخرى:
هي ما يُروى عن جابر، وهي أنّه روي عن عطا [عطيّة]، قال: كنتُ مع جابر بن عبد الله الأنصاري يومَ العشرين من صفر، فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسَلَ في شريعتِها ولبسَ قميصاً كان معه طاهراً، ثمّ قال لي: أمعَكَ شيءٌ من الطِّيب يا عطا؟ قلت: سَعْد، فجعلَ منه على رأسِه وسائرِ جسدِه، ثمّ مَشى حافياً حتّى وقفَ عندَ رأس الحُسَين عليه السلام، وكبّرَ "ثلاثاً"، ثمّ خَرَّ مَغشِيّاً عليه، فلمّا أفاقَ سمعتُه يقول: )السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ اللهِ... الخبر).
وهي بعَينها ما ذكرناه من زيارة النصف من رجب، لَم يفترق عنها في شيء سوى بضع كلمات، ولعلّها من اختلاف النسَخ كما احتمله الشيخ [الطوسي] رضوان الله عليه، فمَن أرادها فليَقرأ زيارة النصف من رجب السالفة».
•     وبالرجوع إلى ما ذكره، رحمه الله، في زيارة النصف من رجب نَجِد التالي: «زيارة النصف من رجب،
وهي زيارة أخرى غير ما مرّ، أوردها المفيد  رضوان الله عليه  في (المزار) للنصف من رجب خاصّة، ويسمّى (أي النصف من رجب) بالغفيلة؛ لغَفلة عامّة الناس عن فضلِه.
فإذا أردتَ ذلك وأتيتَ الصحنَ فادخل (أي ادخل الروضة) وكبِّر اللهَ تعالى "ثلاثاً" وقِف على القبر وقُل:
السَّلامُ عَلَيكُمْ يا آلَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ الله مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا لُيُوثَ الغَاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُه. السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهَيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلُ ابْنُ القَتِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَرُزِئْتَ [بررت] بِوَلَدَيْكَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الكَلامَ وَتَرُدُّ الجَوابَ وَأَنَّكَ حَبِيبُ الله وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ.
يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِى شَفِيعاً إِلى الله يا سَيِّدِي، وَأسْتَشْفِعُ إِلى الله بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَبِأُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، أَلا لَعَنَ الله قاتِلِيكَ وَلَعَنَ الله ظالِمِيكَ وَلَعَنَ الله سالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الأوّلِينَ والآخِريِن وَصلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

ثم قبِّل القبرَ الطاهر وتوجَّه إلى قبر عليّ بن الحسين عليه السلام، فزُره وقُل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ، لَعَنَ الله قاتِلِيكَ وَلَعَنَ الله ظالِمِيكَ، وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلى الله بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَأَبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ امضِ إلى قبور الشهداء رضوان الله عليهم، فإذا بلغتَها فَقِف وقُل:
السَّلامُ عَلى الأَرواحِ المُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرِينَ مِنَ الدَّنَسِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أبْرارَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلى المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقِبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ، جَمَعَنا الله وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتَ عَرْشِهِ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، والسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.
ثمّ امضِ إلى حرم العبّاس ابن أمير المؤمنين عليه السلام، فإذا بلغتَه فَقِف على باب قبّته وقل:
سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ... إلى آخر ما سبق من زيارته».

 زيارة الأربعين المرويّة عن الإمام الصادق عليه السّلام
قال الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد):
«شرح زيارة الأربعين: أخبرَنا جماعةٌ عن أبي محمد هارون بن موسى التّلعَكْبريّ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن معمّر، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال، عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران، قال: قال لي مولاي الصّادقُ صلوات الله عليه:
في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار، وتقول:
السَّلامُ عَلى وَلِيِّ الله وَحَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلى خَلِيلِ الله وَنَجِيبِهِ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ الله وَابْنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى أَسِيرِ الكُرُباتِ وَقَتِيلِ العَبَراتِ، أللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وابنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ، أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ القادَةِ وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياء، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَهِ. وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالأرْذَلِ الأدْنى وَشَرى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ، وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الأوْزارِ المُسْتَوْجِبِينَ النَّار، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً، حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ. أللّهُمَّ فَالعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ! السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياء! أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ، عِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، أللّهُمَّ! إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاهُ وَعَدُوُّ لِمَنْ عَادَاهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ الله!
أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأرْحامِ الطّاهرة، لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهِمَّاتِ مِنْ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ على أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَّابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأْذَنَ الله لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجسامِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ!».

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد