مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

ثقافة العمل


الشيخ علي رضا بناهيان

ثقافة العمل هي جزء لا يتجزّأ من الدين.
فأمير المؤمنين(ع) كان يرقع نعله بنفسه، والإمام الراحل(ره) كان، حتى آخر عمره الشريف، يكنس غرفته بنفسه. والعلامة الطباطبائي(ره)  اشتغل لبضع سنوات في تجريف قنوات ضيعته وإحياء بساتينها، وما زالت البساتين التي اشتغل فيها أكثر عمراناً من بساتين الضِيَع المجاورة.
إذا أراد الواحد منهم تبديل قش مبرّدة هوائه اتصل بمصلح المبردات!
لكن لِمَ لا تبدلها أنت يا هذا؟!
من القبيح جداً أن يعيش المرء عيشة الملوك، أو يعمل للأجر وحسب، ثم نريد من الدين أن ينقذنا ونحن بهذه الثقافة المنحطة!
تحاول بعض العوائل تجنيب أولادها المعاناة شفقةً عليهم.
إنها تعمل على إفساد الولد بهذه العاطفة التي في غير محلها ثم تشْكُوا: لماذا لا يصلّي؟! لكن انظُرْ كم قسوتَ عليه أنت بهذه الرأفة التي في غير محلها!
يتوقع أن يتربّى ولده في المدرسة فحسب، لكن لماذا لا تربّيه أنت؟! يقول: "دفعتُ للمدرسة مالاً ليربّوه!!"
عن الإمام موسى الكاظم(ع): «إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ الْعَبْدَ النَّوَّام‏» (من لا يحضره الفقيه/ ج3/ ص169) والنوّام هو الكثير النوم.
وقد شكى رجل لسماحة الشيخ بهجت(ره) أنه إذا نام أخذَه النومُ وغلبه، فقال له سماحته: "لا تنَم براحة، نَم وأنت جالس كي لا يستولي النوم عليك."
سماحته نفسه كان غالباً ما ينام هكذا، فلقد كان يضغط على نفسه.
وقال نبي الله موسى(ع) مخاطباً ربه: «أَيُّ عِبَادِكَ أَبْغَضُ إِلَيْكَ‏؟ قَالَ: جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ بَطَّالٌ بِالنَّهَار» (بحار الأنوار/ ج13/ ص354)؛ أي الذين ينامون الليل بطوله ويقضون النهار عاطلين.
عدم مقاسات الصعاب يجلب الفساد، وإن بعض الصعاب يأتي من المعاناة التقديرية، وبعضها من المعاناة التكليفية. تحمَّل الأعمال الشاقة، ففي هذا صلاح الإنسان.
أليست أسعد لحظات حياتك هي تلك التي عملتَ فيها بجد؟ هكذا ينال الإنسان الطمأنينة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد