مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

يوم الحسرة


الشيخ علي رضا بناهيان

أقول: "يا لسعادة فلان! ما أشد حبّه لله! إنه يستيقظ في السحر. أنا أيضاً متى ما انتابني هذا الحب فمن المؤكد أنني سأستيقظ في السحر!"
هذا فهم خاطئ.. هذا تعليم غير صحيح.. هذا فهم خاطئ..
"انتظر حتى تنعم بغزارة العلم.. حتى تنال كثرة الإيمان.. حتى تحظى بوفرة الحب.. ومن ثم اعمَل!" هذا خطأ.
لا تنتظر سيلاً دافقاً من العلم يجري في كيانك حتى يجرفك معه علّكَ تهتز قليلاً..! بل استفد من ذرّة العِلم التي لديك. ابحث في قلبك. "العمل" يؤثّر في ميول الإنسان.. ويقوّي رغباته ويُضعِفها.
عمل الإنسان، وسلوكه.. نمط سلوكه، وطريقة حياته تترك على قلبه، وعلى إيمانه، وعلى رغباته أثراً عميقاً للغاية، بل إن عمل المرء وسلوكَه يترك بصماته حتى على علمِه ووعيه.
لا تنتظر سيلاً دافقاً من العلم يجري في كيانك حتى يجرفك معه علّكَ تهتز قليلاً..! بل استفد من ذرّة العلم التي لديك. اذهب وفتش.. فتش..
لا تنتظر تدفّق وفوران ماء المحبة في قلبك، بل نَقِّب عن قطرة ماء.. عن بصيص شمعة يدفّئك.. فاستخرجه.. استخرجه وانتفع منه..
استخرج قطرة الماء هذه وأطفئ بها ظمأك.. ابعث الحركة في كيانك ببصيص الشمعة هذا.. لا تنتظر سيلاً جارفاً من الإيمان يجتاح وجودَك ليبعث فيك الحركة.
سُمّي يوم القيامة "بيوم الحسرة!" لماذا؟
يوم القيامة سينشرون صحيفتك ويقولون لك: بتصوّرك، كم كان يلزمك من رأسمال لتصبح كحُجَجي أو كالشيخ بهجت؟ أقل بكثير مما تملك..
 كل ما في الأمر أنك لم تغتنم الفُرَص... فتخلَّفت! هنالك ستحترق بنار الحسرة... تحترق... تحترق بنار الحسرة.. وقد تفتح صحيفتك فيقال لك: عشرات المرات أراد الإمام المهدي(عج) أن يأتيك.. لكنّك أرجَعتَه..! لم تكن غير قادر.. بل غفَلتَ.. وما كان يلزمك أكثر مما لديك.. إلا أنّك لم تعمل به..!
اذهب وفتش.. فتش.. لا تنتظر تدفّق وفوران ماء المحبة في قلبك، بل نَقِّب عن قطرة ماء.. عن بصيص شمعة يدفّئك.. فاستخرجه.. استخرجه وانتفع منه..
استخرج قطرة الماء هذه وأطفئ بها ظمأك.. ابعث الحركة في كيانك ببصيص الشمعة هذا.
لا تنتظر سيلاً جارفاً من الإيمان يجتاح وجودَك ليبعث فيك الحركة.
سُمّي يوم القيامة "بيوم الحسرة!" لماذا؟ ما كان يلزمك أكثر مما لديك.. إلا أنّك لم تعمل به..!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد