
الإمام الخميني "قدس سره"
يجبُ على الإنسانِ، الّذي يريدُ السُّلوكَ إلى الله، إمساكُ الخيالِ فترةً من الزّمان، وإلجامُه عندما يريدُ أن يتحوّلَ من غصنٍ إلى غصنٍ آخَر. وبعد مُضيِّ فَتْرَةٍ من المُراقبة، يُدَجَّنُ الخيالُ ويهدأ، وتزولُ عنه حالةُ التّشتُّت، ويصيرُ الخيرُ من عادته - والخيرُ عادَة – فينصرفُ، فارغَ البالِ، إلى التّوجّه نحو الحقّ والعبادة.
والأَهمُّ من كلّ ذلك، والّذي يجب أن نجعلَ الأمورَ الأخرى مُقدّمةً له، هو حضورُ القلب الّذي هو روحُ العبادة، والّذي ترتبطُ به حقيقةُ العبادة، ومن دونه لا يكون لها أهمّيّة، ولا تَقَعُ مقبولةً في ساحة المُتَعال، كما وَرَدَ في الرّوايات الشّريفة:
عن (الخصال): بإسناده عن الإمامِ عليٍّ عليه السّلام في (حديث الأربعمائة)، قالَ: «لا يَقُومَنَّ أحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ مُتَكَاسِلاً وَلاَ نَاعِساً، وَلاَ يُفَكِّرَنَّ فِي نَفْسِهِ فَإِنَّهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّمَا لِلْعَبْدِ مَنْ صَلاَتِهِ مَا أَقْبَلَ عَلَيْهِ مِنْهَا بَقَلْبِهِ». ".."
وبإسناده عن أبي عبد الله الصّادق عليه السّلام، في حديثٍ أنَّهُ قالَ: «إنّي لَأُحِبُّ لِلرَّجُلِ المُؤْمِنِ مِنْكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَة فَرِيضَةٍ أَنْ يُقْبِلَ بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، وَلاَ يَشْغلَ قَلْبَهُ بِأَمْرِ الدُّنْيَا، فَلَيْس مِنْ عَبْدٍ يُقْبِلُ بِقَلْبِهِ فِي صَلاَتِهِ إِلَى اللهِ تَعالى، إلَّا أَقْبَلَ اللهُ إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ بِقُلوبِ المُؤمِنينَ إلَيْهِ بِالمَحَبَّةِ، بَعْدِ حُبِّ اللهِ إيّاهُ».
اِنتبه ما أعظمَ هذا الخبرَ الباعثَ على الفرحِ والسُّرور، الّذي يُخبر به الصّادقُ من آل محمّدٍ عليهم السّلام، المؤمنينَ، ومع الأسف إنّنا نحن - المساكين المحجوبين عن المعرفة، المحرومين من التّوجّه إلى الحقّ الـمُتعال - لا نعرفُ شيئاً عن صداقةِ ذاتِه المقدَّس لنا، وإقبالِه علينا، ونَقيسُ الصّداقةَ مع الحقّ على الصّداقة مع العباد.
إنَّ أهلَ المعرفة يقولون بأنَّ الحقَّ المُتعال يرفعُ الحُجُبَ لِمَحْبوبه، ويعلمُ اللهُ ما في هذا الرّفْعِ للحُجبِ من الكرامات! إنّ غايةَ آمالِ الأولياء، وأقصى أُمنياتهم، هو رفعُ هذه الحُجُب.
إنَّ أمير المؤمنين عليه السّلام وأولادَه المعصومين عليهم السّلام يسألون اللهَ سبحانَه في «المناجاة الشّعبانيّة» قائلين:
«إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاعِ إلَيْكَ، وَأَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِهَا إلَيْكَ، حَتَّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلُوبِ حُجَبَ النُّورِ، فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ، وَتَصيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعزِّ قُدْسِكَ».
إلهي أيَّةُ بصيرةٍ هذه البصيرة القلبيّة النّورانيّة الّتي سألَها أولياؤك، ورَجوكَ أن يَصلوا إليك بها؟
إلهي ما هذه الحُجُب النّورانيّة الّتي يَجري ذِكرُها على ألسنةِ أئمّتنا المعصومين عليهم السّلام؟ إلهي ما هو معدِنُ العظَمة والجلال، وعزُّ القُدسِ والكمال، الّذي يكون مُنتهى طلبِ هؤلاء الكبار، ونحن منه محرومون، حتّى عن استيعابه العلميّ، فكيف بِتَذَوّقِهِ وشُهودِه؟
إلهي نحن عبادُك المُسوَدّةُ وجوهُهم والمُظْلِمَةُ أيّامُهم، لا نعرفُ شيئاً عدا طعامِنا وشرابِنا وراحَتِنا وبُغضِنا وشَهوتِنا، ولا نفكّرُ يوماً في معرفةِ هذه الأمور، فانظرْ إلينا بلُطفِك، وأيقِظنا من سُباتِنا، وأزِلْ عنّا هذا السُّكْرَ الّذي انتابَنا.
وعلى أيّ حال، يَكفي لأهلِ المعرفة حديثٌ واحدٌ، حتّى يُنفقوا جُلَّ أعمارِهم لتحصيل الحبّ الإلهيّ، ويتمتّعوا بالإقبال على الله عزّ وجلّ.
معنى (خشع) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
الشيخ محمد صنقور
القلب يفكر مع العقل
عدنان الحاجي
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
الشيخ محمد مصباح يزدي
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
الفيض الكاشاني
كيف تعامل أمير المؤمنين (ع) مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي؟ (3)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
ضحكات المطر
حبيب المعاتيق
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
فريق بحث ينشر اكتشافًا رائدًا لتخليق الميثان
معنى (خشع) في القرآن الكريم
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
التواصل الاجتماعي في حياتنا المعاصرة
القلب يفكر مع العقل
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
اختتام النّسخة الخامسة والعشرين من حملة التّبرّع بالدّم (ومن أحياها) بسيهات
كتاب جديد يوثّق تكريم الدّكتور علي الدّرورة في القطيف
العزة والذلة في القرآن الكريم
معنى (عيّ) في القرآن الكريم