مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

هل الحجاب تعبدي محض؟

 

الشيخ علي رضا بناهيان
لعلّنا نعرض الدين والروحانيات على الناس بشكل سيّئ. 
إنّ نفرةً من الدين باتت تتولّد جراء دروسنا الدينية وأساليبنا! أساليبنا الدينية تعود إلى عهد غربة الدين حيث كان علينا إثبات حقانيّتنا. 
هذه المعارف تولّد سوءاً في الفهم، لماذا؟ لأنها لا تجيب على أسئلة عصرنا الحاضر، بل ولا تخاطب أهل هذا الزمان! 
نحن قلّما قدّمنا الدين من بُعدِه الوظائفي.
لا بد أن نبيّن ما هي تطبيقات التعاليم الدينية.
لماذا ما زال يُنظَر إلى الحجاب في الجامعات كمجرّد قيمة؟ 
وظائف الحجاب الاجتماعية وفي حيّز علم النفس فيما يتصل بالجنسين أليست قابلة للبيان؟! 
ألِمجرّد كونِه حكمَ الله علينا السمع والطاعة؟!


لقد ذكرتُ هذا المعنى في إحدى جامعات تورنتو بكندا فدعاني أحد أساتذتها، وكان إيرانياً، على الغداء. وبعد تناول الغداء قال: سبب هذه الدعوة هو لكي أخبرك التالي: كلامك حول البُعد الوظائفي للحجاب ذكّرني بحادثة وقعَت في جامعتنا سأنقلها لك: 
ذات يوم ارتقَت طالبة المنصة لإلقاء محاضرة وكانت ترتدي ثياباً أقل احتشاماً مما ترتديه في أوقات أخرى ما جعلني أُنقِص خمساً من علاماتها بسبب ثيابها. 
فقالت: لماذا أنقصتَ علاماتي؟
قلت: بسبب ثيابك.
قالت: إنك تميّز على أساس ديني لكونك مسلماً.
فأتت بنحو عشرين من الطلبة ليتجمّعوا أمام رئاسة الجامعة قائلة: هذا الرجل لم تعجبه ثيابي لأنه مسلم، إنه من دُعاة الحجاب! فاستدعتني رئاسة الجامعة متسائلة: لماذا فعلت ذلك؟
قلت: لاحظتُ أنها بتخفيفها ثيابَها قد قلّلَت من النقد الموجّه لمحاضرتها. 
استنتاجي هو أن ظهور الطالبات في الجامعة بهذا الزي يخفض معدل النقد العلمي، فالإثارات الجانبية تتغلّب. فكان رأي الجامعة أن الأستاذ على حق، وأصدرَت تعميماً يفرض الزي الرسمي على كل طالبة تريد إلقاء محاضرة.
أليسَت هذه مقتضيات الأجواء العلمية؟! فلماذا لم نطرح نحن الحجاب من هذا المنطلق؟! لماذا؟ أليس للحجاب فوائد من هذا القبيل؟ حتى القرآن ذَكَرها! 
هل الحجاب موضوع علينا النظر إليه نظرة تعبّدية صرفة؟! هل عقولنا بهذه الضحالة؟! أو أن الإسلام أرادنا أن لا ندرك ذلك! 
وإن كان الحجاب ذا فائدة، ألا يمكننا العمل به قربةً إلى الله أيضاً؟ ما هذا "الخلوص العامّي" الذي يلقّنوننا به؟! لعلّنا نعرض الدين والروحانيات على الناس بشكل سيّئ. 
نحن قلّما قدّمنا الدين من بُعدِه الوظائفي.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد