الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
إن كل إنسان يجد في أعماق ذاته حباً للحياة الخالدة والدائمة يتألم من كل زوال وفناء ويهرب منه. ولا يشعر أبداً بالملل من أصل الحياة وخلودها. أما ذاك الملل الذي يشعر به أحياناً فليس هو من أصل الحياة. بل من الحوادث المؤلمة التي إذا زالت وارتفعت وتبدلت بالأفراح زال معها ذلك الملل.
إذن فأصل الشوق إلى الحياة الخالدة هو المحبوب والمطلوب النهائي لكل إنسان (كالعطش الموجود في كل النباتات والحيوانات والناس). ولأنه لا يوجد شيء باطل وعبثي في عالم التكوين والحقيقة، فلا بد إذن من وجود حياة دائمة ومصونة من الموت. فلو لم تكن هذه الحياة موجودة في عالم الخلقة، لكان هذا الشوق عبثاً. لأنه بكم ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾، (آل عمران، 185). ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد﴾ (الأنبياء، 34).
فليس من الممكن وجود حياة خالدة ومصونة من الموت في الدنيا ولا بقاء لأي إنسان في هذا العالم- وما يسمى بماء الحياة كناية عن الإيمان والمعرفة التي تكون من نصيب المؤمن العارف. فهذا الماء لا يهطل من السماء ولا يصعد من الأرض- لهذا فإن وجود عالم مصون من الزوال ومحفوظ من الموت ووجود القيامة التي ليس بعدها موت ضروري وحتمي.
* النقاط المطروحة في برهان الشوق إلى الحياة الأبدية:
1- لأن مبدأ هذا البرهان حب البقاء، فإن حدود نفوذه خاصة بالإنسان وأمثاله ممن أودع في أعماقه الشوق إلى الحياة الدائمة، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون هناك عالم كله حياة ويكون مصوناً من الموت. هذا العالم هو القيامة: ﴿إن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾(العنكبوت، 64).
ولكن الموجودات الأخرى التي لا تتمتع بحب البقاء هذا، ولم يودع في أعماقها الشوق إلى الحياة الخالدة، أو أنه لا يوجد سبيل يثبت وجود هذه الرابطة، فلن يشلها هذا البرهان ولا يمكن إ ثبات ضرورة المعاد لها بهذا الدليل.
2- برهان حب الحياة الأبدية قد يصاغ أحياناً بهذه الطريقة: المحبة هي وجود رابط بين المحب والمحبوب، وبدون الوجود الخارجي للمحبوب، فإن هذه المبة لن تكحون أصلاً طبيعياً في أعماق الإنسان. وأحياناً يصاغ بهذه الطريقة. إن وجود محبة ما، هو حتماً لأجل هدف وغاية خارجية.
والفرق ما بين هذين النوعين من المحبة وتفصيل هذا الأمر خارج عن نطاق هذه الأوراق.
وقد يطرح سؤال يقول لنفرض أن هذا الإحساس الذي يشعر به الإنسان ينشأ من الرغبة الدائمة باللذة أو أنه شعور وأهم فكيف يكون دليلاً على وجود الحياة بعد الموت.
الجواب: قد ذكرنا في متن البرهان جملة أساسية تحل الإشكال المطروح وتجيب على أسئلة عديدة أخري، وهي أنه لا يوجد شيء باطل وعبثي في عال التكوين، ويعني هذا أنه إذا ثبت أن الشعور بالشوق إلى الحياة الخالدة أمر حقيقي وأنه جزء من عالم التكوين الخاص بالإنسان وببعض المخلوقات فلا بد إذن أن يكون له حكمة وهدف، وبتعبير آخر لا يوجد أي جزء من هذا العالم سواء المادي أو المعنوي إلا وفي صنعه حكمة بالغة، لا يتطرق إليه العبث واللغو.
فهذا الشعور المودع في أعماق الإنسان يدل على وجود متعلقه وهو الخلود. كما أن جسم الإنسان عندما يشعر بالحاجة إلى الماء يطلبه وهو موجود لأن هذا الشعور حقيقي ولا يشك به أحد.
فالنقطة الأساسية في البرهان هي أن يشاهد الإنسان حقيقة هذا الشعور من خلال التأمل في تركيبته الإنسانية وبأدنى تأمل يحصل المطلوب ثم يضيف إلى هذا التأمل تأملاً آخراً في أرجاء عالم التكوين ليجد أنه قائم على أساس الحكمة والهدفية من أصغر ذراته حتى أكبر مجراته وهذا ما يعتقد به كل العلماء ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾.
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الإسلام وميول الإنسان
شروط البحث
الزهراء للإمام عليّ: اشتملت شملة الجنين (1)
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة