مقالات

شرط العبادة الصدق والنيّة الخالصة

 

الإمام الخامنئي "دام ظله"
إنّ أعمال الإنسان -طبقاً لبعض الآيات، واستناداً إلى تفسير بعض الأحاديث- تُعرض على رسول الله صلّى الله عليه وآله، والأئمّة الأطهار عليهم السلام.
عندما ينظر الرسول صلّى الله عليه وآله إلى أعمالكم ويراها مليئة بالأخطاء والذنوب، فكم سيتأثّر ويتألّم؟ فلا تكونوا ممّن يثير الحزن والألم في قلبه صلّى الله عليه وآله.
فعندما يرى صلوات الله عليه وآله، صفحات أعمالكم زاخرةً بالغِيبة والتهمة والإساءة إلى المسلمين، ويرى كل توجّهاتكم وهمومكم منحصرة في الدنيا والماديات، ويشاهد قلوبكم طافحة بالبغضاء والحسد والحقد وإساءة الظنّ بعضكم ببعض؛ عندما يرى رسول الله صلّى الله عليه وآله كل ذلك، من الممكن أن يستحيي أمام الله تبارك وتعالى وملائكته؛ لأنّ أمته وأتباعه لم يشكروا نِعم الله تعالى، وخانوا بكل وقاحة وجرأة أمانات الله تبارك وتعالى. 
فالشخص الذي يرتبط بك -ولو كان خادمك- يُخجلك إذا ما ارتكب عملاً مشيناً، وأنتم مرتبطون برسول الله صلّى الله عليه وآله. ".."
إنّ قلب الإنسان كالمرآة صافٍ ومضيء، ولكنه يتكدّر نتيجة تكالبه على الدنيا وكثرة المعاصي. فإذا استطاع الإنسان أن يؤدّي -على الأقل- الصوم بنية خالصة منزّهة من الرياء -ولا أقول إنّ العبادات الأخرى لا ينبغي توفّر الإخلاص فيها، بل إنّ الصدق والنية الخالصة شرط في جميع العبادات- وإذا تمكّن أن يبقى طيلة هذا الشهر المبارك معرِضاً عن الشهوات، مجتنباً اللذائذ، منقطعاً عما سوى الله تعالى، وقام بعبادة الصوم كما ينبغي، فقد تشمله عناية الله فتزول عن مرآة قلبه ما علق بها من الغبش وما اعتراها من الكدر وما خيّم عليها من ظلام الذنوب، ويكون ذلك سبباً في أن يعرض الإنسان كلياً عن الدنيا المحرّمة ولذائذها، وحينها يرغب في ورود «ليلة القدر»، فيصبح أهلاً لأن ينال الأنوار التي تتحقّق في تلك الليلة للأولياء، والخلّص من المؤمنين.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد