الشيخ محمد تقي المصباح اليزدي
كسلان عند الطاعة وشجاع عند المعصية، أمله بعيد وأجله قریب لا يحاسب نفسه».
الصفة الثامنة : أهل الدنيا كسلانين عند الطاعة وشجعان عند المعصية، فالواحد منهم عندما يريد أن يقف للعبادة يكسل ويرفع قدمًا ويؤخر أخرى ويستخف بها ويؤخرها، عندما يصير وقت الصلاة لا يهتم بأن يؤديها في وقتها وغير جاد بها ويتلف الوقت بشكل لا يبقى وقت للصلاة هذه الخصوصية.
لصفة التاسعة : أجله قريب ومع ذلك عنده آمال عريضة وطويلة، أهل الدّنيا ما عندهم شيء يفرحون به إلا دنياهم، ما عندهم هدف وطلب إلاّ الدنيا وكلَّما أرادوا من نعم الدنيا فهي موفرة لهم، وطبيعي أن ينشغلوا بآمال وأمنيات، حول هذه الصفة يقول سبحانه:
"يَوَدُّ أَحَدُهُم لو يُعَمِّرُ ألفَ سَنَة"
فالإنسان يُربّي ويُنمّي هذه الآمال في رأسه في حين أنَّ أجله قريب وعمره لا يكفي للحصول على تلك الآمال والأمنيات، لأنّ الإنسان لا يُعمِّر أكثر من ستين، سبعين سنة، الأخ، الأخت وبقية الأقرباء کم عَمّروا حتى نعمِّر نحن أكثر منهم، فكيف نُربّي في أذهاننا آمالًا نحتاج لتطبيقها والوصول إليها إلى مئات السنين فأهل الدنيا مشغوفون ومنهومون بشكل لا يفقهون بأن هذه الآمال والأمنيات لا يمكن تحقيقها في هذا العمر القصير.
الصفة العاشرة: لا يُحاسبون أنفسهم. أهل الدنيا، فقط هم يعرفون الدنيا ولذّاتها، ولا شك بأنهم لا يستطيعون الوصول إلى كل أهدافهم وآمالهم، ودائمًا عندهم نقص في الاستفادة من لذاتها؛ لذلك لا يرون لأنفسهم مجالا للمحاسبة فهم لا يعتقدون بالقيامة لكي يستعدوا لها ويهيئوا أنفسهم لحسابها. الذين يعتقدون في الآخرة تكون الآخرة دائمًا نُصب أعينهم لذلك نراهم يحافظون على أعمالهم وهم مستعدون دائمًا لملاقاة يوم الحساب. جاء التأكيد في القرآن والروايات على المحاسبة للنفس، وفي حديث يوصي فيه الإمام الصادق ويقول: «حاسبوا أنفسكم قبل أنْ تحاسبوا».
فالمؤمن يتأمّل ويحذّر ويدقّق في كل ساعة تمرّ من عمره ويفكر بها كيف مرت، وفي الليل عند المنام يحسب أعماله التي أداها في ذلك اليوم، ويدقق بالنواقص فإذا شاهد هناك نقصًا وعيبًا، يحاول سد هذا النقص وإصلاح هذا العيب عن طريق التوبة والتلاقي، ولكن الشخص الذي لا يعتقد بالآخرة ويوم الحساب لا يفكر في محاسبة النفس، تمر عليه الشهور والسنون ولم يفكر كيف مرت؟ وهل كانت أعماله صحيحة أم لا!؟
«قليل المنفعة كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطعام وأن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ولا يصبرون عند البلاء».
الصفتان الحادية عشرة والثانية عشرة:
قليلو المنفعة للآخرين لا ينفعون الآخرين (لأن كل شيء يريدونه لأنفسهم) وأيضًا هم كثيرو الكلام فعندما يتكلمون، يتكلمون في كل شيء وادعاءاتهم كثيرة، ولكن عند وقت العمل والخدمة للناس لا تجد لهم ولا لادعائهم الواهي مكانًا.
الصفتان الثالثة عشرة والرابعة عشرة: خوفٌ قليلٌ من الله وفرحٌ كثيرٌ عند الطعام لا يخافون من الله ومن الآخرة ومن نتيجة أعمالهم، وبمجرد تهيئة الأكل ووصول رائحته إلى أنوفهم فرحوا واستبشروا وصار عندهم نشاط وتهيأوا للأكل.
الصفة الخامسة عشرة: لا يشكرون عند الرخاء ولا يصبرون عند البلاء، كثير الناس عندهم قليل، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ويدعون بما ليس لهم ويتكلمون بما يتمنون ويذكرون مساوئ الناس ويُخفون حسناتهم.
الصفة السادسة عشرة: كثيرُ الناس عندهم قليل، لا يقدّرون ولا يعتبرون الأعمال الخيّرة التي يقوم بها الآخرون حتى ولو كانت كبيرة وكثيرة. في الحقيقة لا ينقصون ويكسرون أنفسهم في الاعتراف بحسنات وإيجابيات الآخرين، عندما تسأل كم هي مقدار معلومات فلان؟ يَصعب عليه أن يقول عنده شيء من المعلومات والخدمات الكثيرة للآخرين، والعبادات والتضحيات والإيثار بالنسبة له لا شيء يذكر. أما في المقابل يعتبر أعماله التي قام بها مهمة جدًّا ودائمًا يفتخر بها ويمدح نفسه بأني عملت كذا وكذا‼️
الصفتان السابعة عشرة والثامنة عشرة: يمدحون أنفسهم بأعمال لم يعملوها وينسبون أمورًا ليست فيهم. ليس فقط يُعظّمون أعمالهم الصغيرة بل يكذبون ويدّعون بأنهم عملوا أعمالًا كبيرة ويحبون أن يحمدهم الآخرون على أعمالهم التي ادعوا أنهم عملوها ولكنهم لم يعملوها. وفي المقابل أهل الآخرة يخفون أعمالهم الخيرة لئلا يعلم بها الآخرون.
الصفتان التاسعة عشرة والعشرون : دائمًا يذكرون توقعاتهم ويذكرون عيوب الآخرين، ولما وصل الكلام إلى هنا سأل النبي ربه قائلًا : إلهي، هل هناك عيوب أخرى لأهل الدنيا؟
يقول الباري عز وجل: «يا أحمد، إنَّ عيب أهل الدنيا كثير، فيهم الجهل والحمق، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حُمقاء»..
الشيخ عبدالهادي الفضلي
السيد محمد باقر الصدر
الأستاذ عبد الوهاب حسين
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مقدّمات البحث
تأبين الشّيخ الحبيل للكاتب الشّيخ عباس البريهي
حاجتنا إلى النظام الإسلامي خاصّة
القرآن يأسر القلب والعقل
الشيخ عبدالكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (3)
تقييم العلمانية في العالم الإسلامي
ضرورة الإمامة
دلالة آية «وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ»
العلاقة الجدلية بين التدين والفهم
الأجر الأخروي: غاية المجتمع