مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمد مصباح يزدي
عن الكاتب :
فيلسوف إسلامي شيعي، ولد في مدينة يزد في إيران عام 1935 م، كان عضو مجلس خبراء القيادة، وهو مؤسس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحث العلمي، له مؤلفات و كتب عدیدة فی الفلسفة الإسلامیة والإلهیات والأخلاق والعقیدة الإسلامیة، توفي في الأول من شهر يناير عام 2021 م.

شرح دعاء الافتتاح (5)

الشيخ محمد تقي مصباح يزدي

فَكَم يا إلهي مِن كُربَةٍ قَد فَرَّجتَها وَهُمومٍ قَد كَشَفتَها وَعَثرَةٍ قَد أقَلتَها وَرَحمَةٍ قَد نَشَرتَها وَحَلقَةِ بَلاءٍ قَد فَكَكتَها

لزوم التفكر في النعم الإلهيّة

أليس من الجدير أن نتفكّر كل يوم ولو لعدة دقائق في نعم الله، وخصوصًا مع وجود النعم التي لا تُحصى والتي كانت من فضل عناية الله تعالى بالإنسان؟!

إنّنا لا نملك شيئًا نقدّمه مقابل كل هذه النعم الإلهية.

فعلى الأقل فلنعترف ولیکن لدينا عرفان لهذا الجميل.

لذا، فإننا في هذا المقطع من الدعاء ننهض لذكر بعض هذه النعم: «فكم يا إلهي من كربةٍ قد  فرّجتها»؛ «وهموم قد كشفتها»؛ «وعثرة قد أقلتها ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها»..

حين يرى الإنسان كل هذه النعم من الله، يُقبل قلبه عليه ويصبح تائقًا للإستئناس به، أمّا حين لا يعتبر أن ما لديه من نعم فهي من الله، ولا يتوجّه أبداً  إلى هذه الحقيقة، بل يعتبر أن الله يمنعه من الوصول إلى اللذائذ والمتع وأنه يريد أن يُلقي به في جهنم، فكيف سيتمكن من مخاطبة الله والتكلّم معه؟

وكيف له أن يأنس به؟!

هذا في حال أنه لا يلتفت إلى مدى ما أنعم عليه من أجل أن يتعلق قلبه بمحبته.

الخوف من العقوبة نعمة إلهية

الخوف من الله يعد من النعم الإلهية.

لكن جهلنا يمنعنا من إدراك هذه النعمة.

فحين يخوّفنا الله ويرينا المخاطر فإنّه في الواقع يُظهر لنا الآثار السيّئة للأعمال القبيحة؛ تلك الآثار التي ستحيط بنا أكثر من أيّ شيء.

فهذه العقوبات والحوادث المؤلمة، التي هي نتائج الأعمال القبيحة، هي تنبية لكي نتوقف عن ارتكاب تلك الأعمال.

بناءً عليه إن التنبيه هنا يُعدّ من اللّطف.

التكاليف نعم إلهية

إنّ جميع التكاليف المحددة من جانب الله هي ألطاف ونعم أنزلها الله إلينا لكي نحقق من خلالها تلك النتائج والمنافع الحاصلة منها.

إنّنا بذلك نوسّع من استعدادنا ومن وعائنا الوجوديّ لكي نُدرك المزيد من رحمة الله وفيوضاته.

ولو لم تكن التكاليف الإلهية واجبة لما كنا لنهتمّ بأدائها ولحرمنا من ذلك الإستعداد المناسب لإدراك تلك الرحمات.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد