مقالات

شرّف الحسين عليه السلام "الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر"

الشهيد مرتضى مطهري

يحصل أحياناً أن يُضفي الشخص الذي له علاقة بقيمة معينة في نهضة معينة، أن يضفي هو قيمة على هذه النهضة، أي يضفي على القيمة قيمة وأهمية خاصة.

فكما تكون لقيمة العامل أثر في قيمة الشخص فإنه هو (أي الشخص) أيضاً يرفع من شأن هذه القيمة.

فأحياناً يكون لباس الروحانية أو لباس أستاذ الجامعة زينة وقيمة لصاحبه وفخراً وقد يكون صاحب اللباس هو الزينة والفخر للباس لما يمتاز به من فضل وتقوى وعلم...

لذلك كلّه نرى بأن عنصر أو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد أضفى قيمة على الثورة الحسينية، وإن الإمام الحسين عليه السلام قد رفع من شأن المبدأ بدمه الزكي ودماء أهل بيته وأصحابه الطاهرين عليهم السلام.

هناك الكثير ممن يدعون التصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسين عليه السلام هو أيضاً قال كلمته المشهورة: "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي".

إن مثل ذلك مثل الإسلام، فقد يكون فخراً للكثير من الناس، ولكن هناك مسلمون أيضاً ممن يفتخر الإسلام بهم ويعتز...

إنّ الحسين بن علي عليه السلام يمكن أن يقال عنه بأنّه أضاف بحقٍ قيمة على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وحين نقول بأن هذا المبدأ يرفع من قيمة المسلمين وأهميتهم فإننا لا نأتي بحديث من عندنا، بل إنّ ذلك جاء في صريح القرآن الكريم إذ يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ} (آل عمران/110).

فانظروا أيّة عبارات جاء بها القرآن، والإنسان حين يدقق فيها تصيبه الحيرة والدهشة، إنّ الذي يضفي القيمة على هذه الأمة الخيرة هو مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولكن في النهضة الحسينية نلاحظ أن الإمام الحسين عليه السلام هو الذي شرف هذا المبدأ بدمه الزكي الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه الميامين.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد