الإمام الخامنئي "دام ظلّه"
إنّ أفراد البشرية كافّة، مدينون للنبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، لماذا؟ ما هذا الحقّ العظيم لدى هذا الجليل في أعناق البشريّة؟ هو تقديم النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصفة علاج لآلامها الأساسيّة كافّة.
ليُخرج الناس من الظلمات
يقول الله المتعالي: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ (إبراهيم: 1). الظلمات هي تلك الأمور التي سوَّدت حياة الإنسان على مرِّ التاريخ، وعكَّرتها، وسمَّمتها، وجعلتها مُرّة. فالجهل، والفقر، والظلم، والتمييز، وفقدان الإيمان، واللاهدفيّة، والاستغراق في الشهوات، والمفاسد الأخلاقيّة، والآفات الاجتماعيّة، هذه كلّها هي الظلمات التي عانى منها الإنسان طوال تاريخ حياته.
قدَّم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصفة علاج لهذه الأمراض، وهي: شريعته والمعارف القرآنيّة، وقد عرضها صلى الله عليه وآله وسلم على الإنسان. لذا، يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "طَبيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ، قَد أَحْكَمَ مَراهِمَهُ، وَأَحْمَى مَواسِمَهُ"؛ هذا الطبيب الماهر الحاذق جهَّز المراهم – ذاك الدواء الذي يُوضع على الجرح ليبرأ – كما جهَّز وسيلة الكَيّ. ففي الماضي، حينما لم تكن تنفع المراهم لعلاج الجرح، كانوا يكوونه فيبرأ.
حقّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
يقول الله المتعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَلِلْرَّسُولِ إِذا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: 24)؛ إنَّ الرسول يهب لكم الحياة التي تؤمِّن سعادة الدنيا كما تعمر قلوبكم، وكذلك تُنير أرواحكم، وتجعل حياتكم عذبةً، كما أنَّ لها الاستمراريّة. فليس لهذه الحياة نهاية، ولا تتعرّض للآفات، لهذا ثمة حقٌّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عنق البشريّة، ونحن مدينون له.
إنَّ المؤمنين بالإسلام في وسعهم أداء الدَّين، وقد دُلُّوا على الطريق إليه: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ﴾ (الحج: 78). إذا أردنا التعويض عن حقِّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الحقِّ العظيم له، فهذا سبيله: "جَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ"؛ الجهاد الكامل. ليس معنى الجهاد بالسيف وأمثال ذلك فقط؛ إنَّما الجهاد في الميادين كلّها: العلم، والسياسة، والمعرفة، والأخلاق.
القرآن كتاب الحكمة والمعرفة
صار العداء للإسلام اليوم مكشوفاً أكثر من أيّ زمن مضى، إذ تشاهدون نموذجاً جاهليّاً عنه، وهو الإهانة الموجّهة إلى القرآن الكريم علانيةً، والتي يفعلها أبله جاهل وتدعمه حكومة. القضيّة هنا هي عن أولئك العناصر خلف الكواليس، الذين يصمّمون مثل هذه الجرائم والممارسات الجسيمة. هؤلاء يظنّون أنّهم يقْدرون بمثل هذه الحركات على توهين القرآن. إنّهم مخطئون؛ هم يشوّهون أنفسهم.
القرآن كتاب الحكمة والمعرفة وصناعة الإنسان. وذاك الذي يعاديه، فهو يعادي هذه الأمور التي جاء بها. القرآن يعارض الظلم، ويشجّع الناس على مجابهته. هو الموقظ للناس، ومن يعادِه يعارض صحوتهم.
طبعاً، يُعدّ القرآن تهديداً للقوى الفاسدة. وإنّ مَن يبرّرون هذه الممارسات الخاطئة بحجّة "حريّة التعبير" يُريقون كرامتهم أمام شعوب العالم. هل يسمح هؤلاء بالتعرّض لرموز الصهيونيّة في بلدانهم؟ بالتأكيد لا، لأنّهم يقبعون تحت تأثير هيمنة الصهاينة الغاصبين والظالمين والمجرمين والناهبين في العالم.
في الاتّحاد قوّة
إنّ رسول الإسلام يدعونا إلى الوحدة. مَن الذي يضرّ به اتّحاد المسلمين؟ إنّ أعداء اتّحاد المسلمين هم أولئك الذين سيتضرّرون ولن يتمكّنوا من الانتهاك والتعدّي والنهب، وسيواجهون مشكلة إذا اتّحدت الدول والحكومات الإسلاميّة.
نرجو أن يمنّ الله المتعالي على الأمّة الإسلاميّة بالعزّة والكرامة والرفعة لتتمكّن من الاستفادة القصوى من مواهبها الطبيعيّة والبشريّة الفريدة.
حيدر حب الله
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد علي التسخيري
عدنان الحاجي
السيد محمد باقر الصدر
الشهيد مرتضى مطهري
محمود حيدر
السيد عادل العلوي
د. سيد جاسم العلوي
السيد محمد باقر الحكيم
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
هل كشف العلوم الحديثة للقوانين والعلل في الطبيعة يلغي فكرة الله والحاجة إليه؟
العمل الأهمّ.. على طريق بناء الحضارة الإسلامية الجديدة
مستقبل المجتمع الإنساني على ضوء القرآن الكريم (1)
سلامة القرآن من التحريف (2)
ذاكرتنا التّلقائيّة تساعدنا على أداء وظائفنا اليوميّة بكفاءة
دورة للعيد في الجارودية حول مهارات التّفكير
عين غزة
عقد يحاول أن يضيء
كشكول الشيخ البهائي
سلامة القرآن من التحريف (1)