مقالات

القوة في الوحدة الإسلامية


إن أسبوع الوحدة الإسلامية في ذكرى مولد الرسول الكريم محمد (صلى الله وعليه وآله وسلم) الذي أسسه الإمام الخميني (قدس سره)، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران له الأثر الكبير للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعاملاً قوياً من عوامل إفشال المشاريع الاستعمارية، في المنطقة القائم على أساس خلق الفتن والتفريق بين المسلمين.
ولهذا حاول الاستكبار العالمي ومن يسير في ركبهم، إفشال هذا المشروع بحجج كثيرة، وقد انطوت هذه الحجج حتى على بعض الطبقات، بحجة أن الوحدة الإسلامية تعني التنازل عن بعض الأمور العقادية، وهذا لا يمكن ومستحيل التحقق، وأن إيران تريد من خلال هذا المشروع السيطرة على الدول الإسلامية، ولكن الإمام الخميني (قدس سره) بين بأن أسبوع الوحدة الإسلامية، ليس لسيطرة بعض الدول على بعض، وإنما يتحد المسلمون على المشتركات التي عندهم، ويتذكرون نبيهم (صلى الله وعليه وآله وسلم )، الذي أنقذهم من الظلمات إلى النور، والذي وحدهم في مواجهة الكفار والمنافقين .
فإن ولادة الرسول محمد (صلى الله وعليه وآله وسلم) أعظم مناسبة تجمع المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ليتذاكروا حياته الطيبة التي كان يعيشها (صلى الله وعليه وآله وسلم) وكيف تعلم منه أهل بيته وأصحابه الكرام، المحبة والاتحاد والتعاون والحرص على الإسلام وغيرها من المبادئ القيمة، فعلينا أن نُحيي هذا الأسبوع الكريم الذي، ولد فيه نبينا (صلى الله وعليه وآله وسلم) فالولادة معناها العودة إلى سيرته وتوصياته وإرشاداته (صلى الله وعليه وآله وسلم)، وبعبارة واضحة العودة إلى الإسلام الحقيقي، الذي أمرنا بالوحدة والمحبة وجعلنا أخوة في هذا الدين قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وأن نكون يداً واحدة على أعدائنا.
فإن الوحدة نعمة من نعم الله علينا، قال تعالى في القران الكريم ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )، وحبل الله هو القران والإسلام والعترة، والمسلمون متفقون على أن القران كتاب الله والمرجع الذي يرجع إليه جميع المسلمين، وأن أعداءنا لن ترضى علينا مادمنا على الإسلام قال تعالى مُخبراً نبيه (صلى الله وعليه وآله وسلم) عن ذلك : وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ..
فإن هذه المبادرة التي أطلقها الإمام الخميني (قدس سره) في أن يكون هذا الأسبوع أسبوعاً للوحدة الإسلامية، والذي يجتمع فيه المسلمين من مختلف المذاهب شيعة وسنة على المشتركات التي بينهم وهي كثيرة، وأن يعيشوا في محبة في ما بينهم، وأن يبتعدوا عن كل ما يشنج العلاقات في ما بينهم، وأن يكونوا حذرين من المؤامرات التي تحاك من قبل أعداء الإسلام ضدهم وتنفذ على أيدي المنافقين والحكام العملاء في بلادهم.
إن أعداءنا يعملون ليلاً ونهاراً على تمزيق هذا الجسد الواحد وهذا ما صرح به الكثير منهم . فيقول لورانس بروان :إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير. فيما يقول أرنولد توينبي :أن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ.
أما القس سيمون يقول إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوروبية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة .
هذه بعض تصريحاتهم وأقوالهم ونظرياتهم التي وفقها يتحركون فيجب علينا أن نكون حذرين من فتن الأعداء وأن نحيي هذا الأسبوع بقلوب واعية وأن نشيع المحبة مابين المسلمين ونحارب كل ما به فرقة لصفنا .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد