عندما نكون في الضوء، نادرًا ما نشعر بقيمته. وإنما ندرك قيمته الحقيقية عندما نقع في الظلمة.
حين تشرق الشمس في فضاء السماء، قليلاً ما ننتبه إليها، ولكن حين تختفي وراء الغيوم ويتأخر نورها وحرارتها عن الموجودات مدّة من الزمن نعرف قيمتها.
نحن إنما نحسّ بضرورة ظهور شمس الولاية في الوقت الذي نعرف فيه الظروف والأوضاع السيئة ما قبل الظهور، وندرك الشرائط الصعبة لذلك الزمن.
الصورة العامة المأخوذة لذلك العصر من الروايات هي كالتالي:
قبل ظهور إمام الزمان عليه السّلام تعم الفتنة والاضطراب، الهرج والمرج، الحرب، عدم الأمن، عدم المساواة والإجحاف، والقتل والمجازر والعدوان في كل مكان، وتمتلئ الأرض بالظلم والجور.
تنشب الحروب الدموية بين شعوب وبلدان العالم. وتمتلئ الأرض بالقتلى. يكثر القتل ظلمًا إلى حدّ أنه لا يبقى بيت وعائلة لم تفقد واحدًا أو أكثر من أعزائها. يفنى الرجال والشباب على أثر الحروب إلى حدّ أنه يقتل اثنان من كل ثلاثة أشخاص.
يفقد الأمن على الأموال والأنفس بين الشعوب، ولا تعود الطرق آمنة، ويسيطر على البشر الخوف والوحشة والفزع. يكثر الموت السريع والمفاجئ. يقتل الأطفال الأبرياء بأبشع أنواع التعذيب على يد الأمراء الظلمة. يعتدى على النساء الحوامل في الشوارع.
تنتشر الأمراض المعدية والمميتة - قد يكون ذلك على أثر تعفّن أجساد القتلى أو استعمال الأسلحة الميكروبية والكيميائية - تعطل حياة الناس، ويشكون الناس قلة المواد الغذائية، والغلاء والقحط، وتمتنع الأرض عن قبول البذر وعن النمو والاخضرار. ينقطع المطر، أو يهطل في غير وقته فيتسبب بالأضرار. وعلى أثر الجفاف تصعب الحياة، حتى أن بعض الناس من أجل تأمين ما يسدّون به رمقهم يبيعون بناتهم بقليل من الطعام.
في تلك الظروف الصعبة، يسيطر اليأس على البشر، ويصير الموت أفضل هدية عند الناس، والأمل الوحيد عندهم انتهاء مدة الحياة. في ذلك الوقت عندما يمر شخص بين القتلى وقرب المقابر يتمنى أن يكون أحدهم لكي يرتاح من الحياة الذليلة.
في ذلك الوقت لا توجد قوة أو مؤسسة أو تنظيم يستطيع أن يلجم كل هذه الاضطرابات والعدوان والقتل، وينزل بالظالمين والأقوياء جزاء أعمالهم السيئة. ولا يصل إلى الآذان أي نداء من أجل تحرير الناس. لا يقوم مدّعو العمل لخلاص البشر، الخونة الكاذبون، بأي عمل، فيتطلّع البشر بلهفة ماسة إلى ظهور مصلح إلهي، ومعجزة تظهر بلطف اللّه ورحمته.
في ذلك الحين حيث يسيطر اليأس على الجميع، يظهر المهدي الموعود عليه السّلام بعد سنوات من الغيبة والانتظار، من أجل خلاص البشرية. ويصل النداء السماوي إلى الآذان في كل أنحاء العالم بأنّ عصر الأمراء والظالمين قد انقضى ويبشّر بحلول عهد حكومة العدل الإلهي، وبظهور المهدي عليه السّلام.
هذا النداء السماوي يبعث روح الأمل في هيكل البشرية المحطّم، ويبثّ للمحرومين والمظلومين بشرى الحرية.
السيد محمد باقر الصدر
الشهيد مرتضى مطهري
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
محمود حيدر
السيد عادل العلوي
د. سيد جاسم العلوي
السيد محمد باقر الحكيم
الشيخ حسين مظاهري
السيد محمد حسين الطهراني
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
عين غزة
عقد يحاول أن يضيء
كشكول الشيخ البهائي
سلامة القرآن من التحريف (1)
المحنة في المفهوم القرآنيّ
مدرسة أهل البيت عليهم السلام في وجه التحريف
مكانة التوكّل في التمهيد للظهور
نعم، أنا مع تمكين المرأة، ولكن...
لماذا يتجنّب النّاس الأعمال التي تتطلّب جهدًا؟
بصدد التنظير لقول عربي مستحدث في نقد الاستغراب (2)