أكد سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع على أن شخصية السيدة الزهراء (ع) أنموذج حضاري على النساء المعاصرات اتخاذها مرجعا لهن، مسلطا الضوء على الجانب الإنساني في شخصيتها.
تقدم الشيخ العباد من المسلمين بذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) بأسمى آيات العزاء مؤكدا على أهمية "الحضور وإقامة مجالس العزاء وهو حق علينا أن نحيي مجالسها (ع)"، وذلك أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء.
واعتبر سماحته أن شخصية السيدة الزهراء (ع) أمثولة وأنموذج للحضارة المتقدمة، مبينا العلم والثقافة التي تمتلكهما بحيث أن "سائر الأئمة (ع) كانوا يستقون من علومها وما هو معروف من مصحف فاطمة (ع) يشكّل مرجعاً مهماً للأئمة المعصومين مع أنهم يمتلكون علما لدني، ونحن نقرأ في الروايات بأن السيدة الزهراء (ع) هي حجة الله على الأئمة وهم حجة الله على الناس".
وأضاف مبينا مصاديق علمها من خلال الخطبة الفدكية قائلا "عند الإبحار فيها نجدها ثروة علمية مما دعى العلماء أن يعلقوا عليها"، وتابع مستشهدا بقول العلامة المجلسي (رح) عندما يتحدث عن الخطبة الفدكية حيث يقول "يجب على فطاحل البلغاء والعلماء والفصحاء أن يجلسوا ويفسروا معاني كلماتها وعباراتها".
كما أكد فضيلته على أن "السيدة الزهراء (ع) تمتلك علماً لدن لا يؤخذ من خلال الدراسة الإعتيادية أو المراجعة الإعتيادية وإنما مرتبط إرتباطاً بالعلم الإلهي، الله عز وجل هو الذي يُنزل علمه في قلب السيدة (ع)".
ولفت الشيخ العباد إلى أن "دراسة حضارة معينة يحتاج إلى التراث العلمي والمدونات لتلك الحضارة المعنية ومراجعة الكتب المؤلفة في ذاك الزمن لقياس المستوى الحضاري في المجتمع آنذاك، السيدة الزهراء (ع) أول مدونة وكاتبة في الإسلام، كتبت الكتاب المعروف بمصحف فاطمة أملته على أمير المؤمنين (ع)، ومدون آخر إسمه الحريرة".
وأشار سماحته إلى أن السيدة الزهراء (ع) "إمتلكت مقومين مهمين من مقومات الشخصية الحضارية وهما إمتلاك العلم والمعرفة وكذلك حفظ التراث بالتدوين والكتابة".
بموازاة ذلك، بيّن الشيخ العباد الجانب الإنساني من شخصيتها (ع) "حيث عاشت منذ الصغر إلى رحيلها وكلها عطاء سواء في مكة أو في المدينة، أعطت للإنسانية الكثير ومنها حمايتها للرسول الأعظم (ص) ومدافعتها عنه".
وأضاف مستشهدا بقول الله عزوجل في كتابه المجيد عن جانب العطاء الإنساني لديها (ع) "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"، مشددا على أن هذا "ليس إطعاماً عادياً يأتي من شخص يعيش الرخاء، إنما أعلى درجات العطاء هو أن يؤثر الإنسان غيره على نفسه، والسيدة الزهراء (ع) آثرت الفقير والمسكين والأسير في ثلاثة أيام ومعها الإمام علي والحسن والحسين (ع)".
وشدد سماحته على أن "السيدة الزهراء لا تسعى لأن تعطي الآخرين حقوقهم فحسب، وإنما تؤثر المحتاجين على نفسها وتتنازل عن بعض الحقوق التي تعتبر من مقومات الحياة كاالطعام الذي يعتبر من حق الإنسان أن لايتنازل عنه ويقدم نفسه على الآخر، لكن من الأخلاق الإسلامية والإنسانية هو تقديم الآخر في بعض الحقوق والسيدة الزهراء (ع) أنموذج لهذا المقوّم الإنساني".
وختم الشيخ العباد مخاطبا المرأة المعاصرة التي اعتبر أنها تبحث عن إنموذج حضاري قائلا "ليس هناك نموذج أولى وأجدر من السيدة فاطمة الزهراء (ع) وجعلها المرجع الأول في الإهتمام بالعلم والثقافة والوعي وتقديم العلم بالتدوين والإهتمام بالإقتصاد والحضور الميداني في المجتمع، مع حفظ الأجواء الروحية والمعنوية والحفاظ على الأحكام المشروعة إقتداءاً بالسيدة الزهراء".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان