تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع عن حقوق الزوجة في الإسلام وجاء حديثه تحت عنوان "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، مشددا على أن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها وصان كرامتها من خلال الضوابط الشرعية والأخلاقية التي أقرها وألزم الزوج بها.
استهل الشيخ العباد حديثه بقوله تعالى "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان" 229 - سورة البقرة، وذلك أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء، مؤكدا على "أن الطلاق من المكروهات وهو أبغض الحلال عند الله عز وجل"، موضحا إلى أنه "قد يضطر الزوجان أحيانا للطلاق، بحيث أنه لا علاج للمشاكل بينهما إلا بالإنفصال".
كما شدد سماحته على أن بعض الخلافات الزوجية "تصل إلى عدم النفع بالعلاجات، فيكون نتيجة الإصرار للجمع بينهما هو بمثابة جمع بين طبيعتين لا يتآلفا، ويؤدي إلى ضرر أكبر، فقد يزيد الظلم بينهما، إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ" 229 - سورة البقرة، منبها من استمرار العلاقة الزوجية في حال عدم إقامة حدود الله، ومؤكدا على أن الإنفصال في هكذا حالات أحيانا يكون ضروريا وهو آخر العلاجات.
ولفت الشيخ العباد إلى الحدود التي رسمها الإسلام للحفاظ على حقوق المرأة وكرامتها فيما يتعلق باسترجاع الزوجة مانعا الاستغلال السيء في قضايا الطلاق والإضرار النفسي حيث حدد آلية للطلاق والإرجاع.
وبيّن سماحته "الأهمية التي أولاها القرآن الكريم للسلوك السوي من خلال آداء الحقوق من سكن ونفقة وكلام طيب ومعاشرة حسنة لحفظ الزوجة وكرامتها".
بموازاة ذلك، تطرق الشيخ العباد إلى آداب الطلاق، منبها من تكرار الزواج والطلاق بأكثر من إمرأة بدافع حب التنويع، مستشهدا بقول رسول الله (ص) "لعن الله كل ذواق مطلاق"، معتبرا أن جواز الطلاق لعلاج بعض الحالات صحيح لكن لا ينبغي التلاعب به والتغافل عن سلبياته.
ولفت سماحته إلى أن "بعض حالات الطلاق يكون هدفها الإنتقام إما من الزوج أو الزوجه لذلك تكثر الزيارات في المحاكم".
وأضاف "المفترض أن يتم الطلاق إعتماداً على الإحسان، وليس الإنتقام وهذا أدب قرآني يعلمنا روحية الإسلام وهو المعاملة الحسنة والتعامل بالحسنى، حتى في حالات الإنفصال بين الزوجين وإضافة على ذلك يقول الله تعالى: وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" 237 - سورة البقرة.
كما أوصى الشيخ العباد بأن يكون الإنفصال بطريقة تليق بالأدب الإسلامي "فهناك أسرار بين الزوجين لا يعلمها الا الله وهما".
وتابع مشددا على حق الزوجة بالبقاء في المنزل بعد وقوع الطلاق فلا يجوز للزوج "إجبار زوجته بالخروج من البيت في فترة العدة"، مؤكدا على حق الزوجة في البقاء في بيت زوجها "بل ويستحب لها أن تتزين له في فترة العدة لعله يرجع، وهذه من دلائل حرص الإسلام على الوئام بين الزوجين".
وعن الحقوق المالية للزوجة أكد سماحته على أن الإسلام حفظ حقها بشكل كامل بحيث لا يجوز للزوج أن يأخذ من أموال زوجته إذا أراد تطليقها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَة" 19 - سورة النساء.
وختم سماحته موصيا بعدم التعرض لكرامة الآخر، مشددا على أن التحدث عن عيوب الزوج هو من الغيبة المحرمة سواء قبل أو بعد الطلاق، والتعرض لسمعة الآخر وكرامته من الكبائر التي يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة.
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان