تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن القيم المتجسدة في شخصية الإمام علي (ع) بعنوان "الولاية لأمير المؤمنين (ع) ولاية للقيم".
استهل الشيخ العباد حديثه أمام حشد من المؤمنين برواية عن رسول الله (ص) في دعائه لأمير المؤمنين (ع) بيوم غدير خم "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار"، مباركا للمؤمنين وللإنسانية قاطبة عيد الله الأكبر، متسائلا "هل هي ولاية لأمير المؤمنين كشخص وفرد بما هو مجرد عن القيم، أم أن الولاية لـ علي (ع) هي ولاية له وللقيم التي تجسدت في شخصيته؟".
وأضاف "كثير من الصحابة مؤمنون وقادة عسكريون ولهم تاريخ مشرق ومليء بالبطولات والقيم الأخلاقية، لكن الولاية المطلقة لم تأتي لشخص كما هي لأمير المؤمنين علي (ع)".
واعتبر سماحته بأن "قول النبي (ص) في حق علي (ع): اللهم والي من ولاه وعادي من عاداه، بأنها إشارة إلى أنه ليس هناك حدود للولاية التي هي واجبة على كل إنسان، وليست هناك حدود للعداوة التي يبتلى بها شخص ما من المسلمين أو غير المسلمين، فما هو السر في الولاية المطلقة لأمير المؤمنين والدعاء لمن والاه، وماهو السر في أمر الدعاء بالعداوة لأعداء أمير المؤمنين والدعاء عليهم!".
وأردف متابعا "السر في الولاية والعداوة المطلقة ليس راجعاً لشخص أمير المؤمنين كفرد من الأفراد موجود في هذا العالم، وإنما السر يكمن في تجسّد القيم في شخصية أمير المؤمنين (ع)، من والى أمير المؤمنين فقد والى تلك القيم الإسلامية والإنسانية، ومن عادى أمير المؤمنين فكأنما عادى تلك القيم"، مؤكدا على أن "الولاية لعلي (ع) هو لتمثل وتجسد القيم في شخصيته (ع) التي استدعت أن تكون للإمام علي (ع) مكانة في رواد ودعاة القيم الإنسانية".
ولفت سماحته إلى أنه "رغم مرور القرون بعد غيابه (ع) كشخص لكن تبقى شخصيته المتمثله فيها القيم هي أمثولة لكل شخص يدعو للقيم ويريد أن يتمسك بها الإنسانية، حتى دعى هذا الأمر الأمم المتحدة عام 2002م أن يجعلوا الإمام علي (ع) رمزاً لحقوق الإنسان، ففي وثيقة مكونة من 150 ورقة كلها تتحدث عن شخصية أمير المؤمنين في جانب تجسيد القيم في شخصيته وليس كشخص محارب وشجاع فقط".
وتابع "علي مثّل وجسد القيم الإنسانية في أعلى درجاتها، والدعاء الذي جاء به النبي الأعظم لم يرد في حق أحد من الصحابة، وتعيين شخص معين بذاته يخصه رسول الله (ص) بالولاية وبإطلاقها دليل على تجسد القيم في شخصيته بأعلى درجاتها".
وشدد الشيخ العباد على أن "رسول الله (ص) بُعث ليتمم مكارم الأخلاق ولتجسيد هذه الأخلاق والقيم في نفوسنا وتحركاتنا، والنبي الأعظم (ص) أراد أن يدلّنا على شخص تجسدت واكتملت فيه هذه القيم الأخلاقية إن تمسكنا به لن نُهلك".
ورأى سماحته أن الإمام علي (ع) منهج ومدرسة في حقوق الإنسان وفي تحسين البيئة والمعيشة والتعاليم وإشاعة العدل واحترام الرأي الآخر واحترام حقوق الناس جميعهم من المسلمين وغير المسلمين، هذا فقط من خلال دراسة لعهد أمير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر، وهذا العهد مهم جداً النظر اليه لاسيما علاقة الحاكم بالمحكوم، فمن خلال هذا الجزء فقط أصدرت الأمم المتحدة وثيقة، فكيف لو درسوا حياة الإمام العملية ونهج البلاغة وحكمه واقواله في شتى مجالات الحياة".
داعيا إلى "تجسيد قيم وسيرة الإمام علي ابن ابي طالب (ع)"، لافتا إلى أن "علي (ع) لم يستغل الفرص لتحقيق مصالح معينة دنيوية وهو على رأس الحكم والتي قد يستغلها البعض لمصالحه الشخصية".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان