تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن ظاهرة العزوف عن المساجد، منبها لأهمية دور المسجد في تثبيت الحالة الإيمانية في قلوب المؤمنين وإلى خصوصية يوم الجمعة.
إستهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الإمام الصادق (ع) "إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان"، لافتا إلى "ظاهرة عزوف الناس عن المساجد والتي تداولها الكثير من شبابنا هذا الأسبوع وحصلت هناك ضجة في هذه المسألة".
وأضاف "ما يقارب عشر مساجد في البلد جديدة وواسعة طبعا غير المساجد القديمة وكل مسجد عدد الحاضرين على عدد أصابع اليد، هذا أمر غير لائق دينيا واجتماعيا بمجتمع صفوى، عشر مساجد وفي المسجد عشر أشخاص هذا غير لائق أبدا".
وتابع "من الناحية المعرفية كل الكون وكل مخلوقات الله التفكر فيها هو مسجد، التفكر بالآيات الباطنية للنفس هي مسجد، القلب حينما يكون متنورا بنور الله تعالى هو مسجد، العقل حينما يصعد في وعيه وإيمانه يعتبر العقل مسجد، كل زمان ومكان تتجلى فيه الخشوعات والخضوع الإلهي يتحول إلى مسجد، أما من الناحية الشرعية المسجد هو حصن من حصون الإسلام".
أما من الناحية الدينية فأكد سماحته على أن المسجد "ليس فقط مكان للعبادة لا، المسجد مركز ومنطلق للعروج الروحي إلى الله، هو ساحة للعلم والجهاد المعرفي".
وأضاف "وبالتالي حينما نقول فلان يعمّر المسجد ليس بمعنى صيانة المسجد، بل تعمير المسجد يعني الصلاة فيه، يعني ألا ترفع الأصوات فيه بغير ذكر الله، يعني ألا يخاض فيه بالباطل، يعني أن لا يباع فيه ولا يشترى، أن لا يكون الإنسان في حالة لهو".
وشدد سماحته على أن "دور المسجد هو بإصلاح فكر المسلمين، وهو إيجاد فكر وسطي للدين، هو تثبيت الحالة الدينية والإيمانية في قلوب المؤمنين".
وتابع "للمسجد دور رسالي، هو رسالة، أما وجود هكذا ظاهرة في بلادنا فحقيقة هي ظاهرة غير لائقة. أن يتجاهل الإنسان المسجد فهذا دليل على ضعف إيمانه".
ولفت السيد الحسن إلى أن "حضور الإنسان في المسجد هو من علامات التقوى، مجتمعنا لديه قصور في الرؤية في مسألة الذهاب للمسجد".
واعتبر سماحته أن "اللغط الذي حصل هذا الأسبوع بالنسبة إلى هذه الظاهرة وطرحها على وسائل التواصل حينما نريد أن نذكر أسبابها أولا حالة الخمول والكسل عند بعض الناس، يعيش حالة غفلة، أيضا دور الأسرة، فللأسرة دور كبير، الذهاب إلى المسجد فيه من الخيرات والبركات في الدنيا والآخرة تبهر العقل".
واسترسل السيد الحسن بطرح بعض الأسباب للعزوف عن المسجد قائلا "بعض المترددين إلى المساجد سلوكهم سيء فيؤدي إلى ردة فعل من قبل الناس، هناك ردة فعل إجتماعية لأن الناس يراقبون المتدين".
وأضاف "على الذي يأتي إلى المسجد أن يكون دائما مراقب لنفسه، ويتحلى بالمكارم والأخلاق الفاضلة، هذه مسألة مهمة".
وتابع قائلا "سبب آخر، هو تناقض الإمام الذي يصلي جماعة، إذ تكون أقواله شيء وأفعاله الخارجية مع الناس شيء آخر، تصير ردة فعل عند الناس، الذي يتصدى لصلاة الجماعة عليه أن يراقب نفسه في السر والعلن، أن لا تصدر منه معصية متعمدة، يكون حذر في أقواله وأفعاله ويراقب نفسه جيدا، لأن الناس سيقتدون بهذا الإنسان الذي جعلوه واسطة بينهم وبين الله في صلاتهم، فلا يمكن أن يكون الواسطة للناس إنسان سلوكه معوج".
ورأى سماحته أن "بعض المساجد أبتليت بسوء الإدارة للأسف، المسجد بحاجة إلى شيء مهم واحد كي لا تقع فيه مشاكل، وهو أن تكون القلوب واحدة".
واعتبر السيد الحسن بأن "المساجد ليست وجاهة، بل طرح صورة إجتماعية، وبعض المشاكل التي تحصل ببعض المساجد معيب وغير لائق وتؤدي إلى النفور، فلا تذهب الناس إليها، وعلى بعض الإدارات في المساجد أن يراجعوا أنفسهم ويجتمعوا ويكون هدفهم هو الله تعالى ويبتعدوا عن كل شيء يسيء إلى الدين وإلى المجتمع ولأنفسهم أيضا، لابد أن يكون المسجد مظهر من مظاهر توحيد الكلمة وصفاء القلب".
وأضاف "هناك رسالة يجب أن تكون موجهة لكل مجتمع صفوى، بأن العزوف عن بيوت الله هو أمر لا يليق بشخصية المؤمنين وعليهم أن يبادورا إلى الذهاب إلى المساجد للعبادة"، متابعا "يوم الجمعة له خصوصية عند الله وعلينا أن نلتفت لخصوصيته لأنه يوم عظيم وهو من أعياد المسلمين".
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الحكيم
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
عبد الوهّاب أبو زيد
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان