فجر الجمعة

السيد الحسن: يجب أن تكون أمتنا أمة واحدة كما أراد نبينا (ص)

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن حدوث الخوارق عند ولادة الرسول الأكرم (ص)، مؤكدا على أهمية الوحدة بين المسلمين في وجه الأعداء، والإستفادة من رسالة النبي (ص) بامتلاك القرار الحر والمستقل.

بارك السيد الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع للأمة الإسلامية ذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) التي اعتبرها مصدر للخيرات والبركات للوجود، مؤكدا على أن "المعجزات التي تحققت عند ولادة نبينا لها هدف وليست أمر عبثي".

وأشار سماحته إلى الرواية التي رويت عن أم النبي آمنة (رض) عندما حملت بالنبي "سمعت مناديا ينادي لقد حملتي بسيد البشر فإذا وقع على الأرض فأعيذيه بالله الواحد من شر كل حاسد، فإن آية ذلك أنه يخرج ومعه نور يضيء أرض بصرى من الشام، فإذا وقع فسميه محمد، فإنه في التوارة في أحمد وفي الفرقان محمد".

وأكد السيد الحسن على أن "الهدف من تحقيق المعجزات عند ولادة النبي هو لهدف كبير"، متابعا "الله تعالى يريد من الجبابرة أن يفكروا في أنفسهم لماذا حصلت هذه الخوارق، ولماذا نيران فارس قد إنطفأت والتي لم تنطفئ منذ ألف عام، لماذا خمدت عند ولادة نبينا؟ عليكم أن تفكروا في هذا الحدث".

وأضاف "هزة خفيفة سببت تحطيم أربعة عشر شرفة من ديوان كسرى، بينما جارة القصر إمرأة عجوز بيتها من طين لم يتأثر"، متابعا "لماذا لا تفكروا في أصنام هوت على وجهها في الكعبة وتحطمت، بينما لم يتغير شيء من حولها ! فلماذا سقطت الأصنام وتحطمت وما يدور حولها من أشياء لم تتحرك؟ لماذا لم تفكروا؟ إن الله يريد أن يقول للجبابرة بأن هناك عصر جديد قد إبتدأ، وأن الفترة الوثنية قد إنتهت، هذه السلطة الشيطانية قد أزيلت بمجرد مجيء رسول الله (ص)".
 
وأكد سماحته على أن "ولادة الرسول الأكرم أنهت فترة زمنية وبدأت مرحلة جديدة لتحرير الإنسان"، متابعا "الله يريد أن يقول لهؤلاء بأن هذه الخوارق التي حصلت عند ولادة نبينا كانت لها غاية وهدف، وينبغي للجبابرة أن يفكروا فيه جيدا".

بموازاة ذلك لفت السيد الحسن إلى "أن المولود الذي جاء إلى الدنيا ليس بشخص عادي، وإنما عليكم أن تعتقدوا إنها شخصية لم يخلق الله تعالى بشرا أو موجودا على الإطلاق أفضل من هذا المولود"، مضيفا "حركة الخوارق والمعجزات الموجودة في التاريخ والمذكورة في الروايات يجب أن لا نمر عليها مرور الكرام دون أن نتدبر ونتأمل فيها لنصل إلى الغاية والهدف من إيجاد هذه الخوارق والمعجزات".

ونوّه سماحته بأن النبي (ص) في ولادته "يقول لأمته أريد منكم أن تستفيدوا من رسالتي ووجودي،يريد من أمته أن يكونوا أحرارا في دنياهم، وأن يمتلكوا قرارا مستقلا لهم، ويمتلكون كرامة وعزة واستقلالا، هذاما يريده النبي من أمته".

وتابع "لأن الأمة الجاهلية قبل مجيء النبي كانت أمة عبيد مأسورة بأسر قوتين تعتبران من أكبر القوى على وجه الأرض، قوة فارسية ساسانية، وقوة إمبراطورية رومانية، هذه القوة لا يستهان بها جعلت البشر عبيد، أصبح الناس أسرى أمام هاتين القوتين، كما وصف أمير المؤمنين (ع) فتن تدوسهم بأردافها وتطأهم بأضلافها، إلى أن جاء الإسلام وحررهم من بطش هاتين القوتين".

وأضاف مؤكدا على أن "النبي يريد منّا أن نتحرر من أهوائنا وشهواتنا، وأن نمتلك إرادة مستقلة وأن نكون أصحاب عزة وكرامة، كما يريد منّا مسألة مهمة على مستوى أمته، وهي أن تكون هذه الأمة بمختلف فرقها ومذاهبها أمة واحدة".

وأردف قائلا "كل مصائب العالم سببها ابتعادهم عن التوحيد، كل المصائب التي حصلت وتحصل هو بسبب ابتعاد الأمة عن التوحيد، والتوحيد ليس مجرد الفكر والنظر إلى وجود الله وإنما نقصد بالتوحيد الذي هو يشكل قانون للحياة، التوحيد الذي نريده أن يتحقق في حياة الأمة وازدهار العالم".

ولفت سماحته إلى أن "توحيد الكلمة قد أكد عليها رسول الله، وعلى الأمة أن تحل مشاكلها بنفسها فلا يمكن للعدو أن يلعب دور الوسيط، عليكم كأمة أن تحلوا قضاياكم بأنفسكم لأنه لا يصح أن يكون عدوكم الوسيط في حل قضايا الأمة".

وختم مشددا على أن "هذا هو طرح الإسلام، وذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) فيها من الفوائد والدروس الكثير، إذا فهمها الناس استطاعوا أن ينهجوا منهج رسول الله (ص)".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد