فجر الجمعة

الشيخ العرادي: التفكك الأسري يهدم المجتمعات

 

تحدث سماحة الشيخ عبدالله العرادي خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن التفكك الأسري، متعرضا لأسبابه ومبينا الحلول العملية له.

أكد الشيخ عبدالله العرادي أمام حشد من المؤمنين على أن "التفكك الأسري يؤثر على الأبناء وينعكس على المجتمع"، ومستعرضا بعض أسبابه "الأب الحاضر الغائب الذي لا يهتم بشأن المنزل ولا يجلس مع أسرته وجميع أوقاته خارج البيت، مما يسبب مشاكل وجفاء في المشاعر بين جميع أفراد الأسرة".

وأضاف مشددا على ضرورة أن "يخصص الأب وقتا يجلس فيه مع زوجته وأولاده، ويرى ما هي احتياجاتهم، يلبي مشاعرهم ويفيض عليهم عطفا وحبا".

وتابع "الأم الحاضرة الغائبة المنشغلة بعملها عن أسرتها والتي لا تمنح الزوج العناية الكافية ولا تلبي له إحتياجته وتبتعد عن أولادها وعن تربيتهم ومعرفة متطلباتهم ولا تعرف مشاعرهم وما يحتاجون إليه"، متابعا "عليها أن توازن بين عملها وبين إحتياجات زوجها وأطفالها، عليها أن تلتفت إلى هذا الأمر".

ولفت سماحته إلى صراع الأدوار في الأسرة، معتبرا أنه "من أسباب التفكك، فكل واحد يريد أن يتقمص شخصية الآخر، المرأة تريد أن تأخذ دور الأب وهذا غير صحيح، الرجل هو الذي يدير البيت ويدبر أمره ولا ينبغي عكس الأدوار حتى لا يحصل شقاق وخلاف".

كما رأى أن "ثورة الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي هي من أهم أسباب التفكك الأسري والبعد العاطفي بين أفراد العائلة، الإلتهاء بهذه الأمور وعدم إعطاء العائلة أي إهتمام أو عناية، يسبب إضطرابات وقلق عند الأبناء".

ورأى سماحته أن "العلاج لا يكون إلا بتقوية العلاقة بين الأم والأب، ولابد أن يرفعوا جميع أشكال التوتر فتنعكس على الأبناء"، مشددا على ضرورة إيجاد جو عاطفي ونفسي وروحي عالي مع الأولاد، على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم في كافة الجوانب، وينبغي على الوالدين مراقبة الأبناء ومحاسبتهم عند الخطأ وتقديم النصح لهم بأسلوب جاذب بحيث لا يخسروهم، خاصة في فترة المراهقة".

وأشار الشيخ العرادي إلى أهمية "تقوية الوازع الديني والأخلاقي لدى الأبناء وتربيتهم تربية صالحة، وتشجيعهم بواسطة التعليم أو تسجيلهم في دورات دينية وأنشطة إجتماعية لتثقيفهم".

ولفت سماحته إلى أهمية الإلتزام بالآداب الإسلامية بين الزوجين متحدثا عن الآثار الدنيوية والأخروية مستشهدا بقول الإمام الكاظم (ع) "جهاد المرأة حسن التبعل، فلابد أن تكون المرأة بهذه الصفة حتى تكسب زوجها، وأن تصبر على أذيته، فقد ورد عن رسول الله (ص) من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسيا بنت مزاحم".

وأضاف "ينبغي للمرأة أن تظهر المودة لزوجها في أقوالها وأفعالها، وأن تعاونه في الدين والعبادة والطاعة، وأن تتجمّل له وتظهر بالهيئة الحسنة في عينه وتبتعد عما ينفره".

وتابع "الجلوس مع الزوجة والتحدث إليها هو من آداب التعامل بين الأزواج فقد ورد عن النبي (ص) جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله من إعتكاف في مسجدي هذا"، مضيفا "وخدمة البيت معها، والصبر على سوء خلقها، وأن يوسع عليها في النفقة، وأن يتجاوز عن عثراتها وأخطائها، واستمالة قلبها وحبها وهذا يكون بأمور، ينبغي عليه أن يتجمل لها ويظهر لها هيئة حسنة في عينها".

وختم الشيخ العرادي قائلا "التخاطب مع الزوجة بخطاب المودة والحب، فهذه الأمور إذا إلتزمنا بها نوجد جو أسري متحاب متماسك لا يوجد فيه خلل ولا يوجد فيه إضطراب أبدا، مما ينعكس على الأولاد وبالتالي ينعكس على المجتمع، ونحن نريد أن نوجد مجتمعا صالحا".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد