تحدث سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل في خطبة الجمعة 21 سبتمبر عن عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وما مدى استفادة الفرد من المناسبة الأليمة.
وتحت عنوان "معطيات عاشوراء الحسين"، ذكر سماحته أن شيعة آل محمد من أصقاع الدنيا أحيوا ذكرى عاشوراء بفعاليات متعددة عبر إقامة مواكب العزاء وبرامج ومحاضرات توعوية ومراثي ونظم قصائد وإقامة مهرجانات خاصة لإحياء الذكرى الحسينية، لافتا إلى أن تلك الذكرى العظيمة لها معطيات عظيمة.
وقال الشيخ الحبيل: "على مستوى الإسلام والأمة الإسلامية شكلت تلك الوقفة الحسينية الكييرة انتصارا للإسلام المحمدي الأصيل بعد ما حاول أعداء الإسلام طمس الدين ومناسكه وشعائره وحرفه وتزييفه، لذلك شكل استشهاد الإمام الحسين عليه السلام امتدادا للدين الإسلامي الذي جاء به النبي الأكرم صلى الله عليهو آله"، وأوضح أن عاشوراء شكلت هزيمة للمدرسة الأموية بكل قواها الفكرية ومفاهيمها التي حاولت أن تجسدها وتمررها على أبناء الأمة الإسلامية وتحرفه عن قيمها، وهزمت تلك الشهادة الانحرافات والانعطافات الخطيرة على مستقبل الأمة الإسلامية.
وبين أن عاشوراء أبرزت أهل البيت عليهم السلام كقيادة حقة ومخلصة ومدافعة عن الإسلام المحمدي الأصيل حيث استشهد الإمام الحسين والخيرة من أهل بيته وأصحابه، وأظهرتهم للأمة الإسلامية بأن بيدهم قيادة هذه الأمة.
كما بلورت الذكرى الأليمة البعد العقائدي لدى شيعة أهل البيت عليهم السلام حيث كان في ذاك الزمان محبوا أهل البيت على أقسام متعددة منهم من يعتقد بالإمامة لدى أهل البيت وأن الإمام الحسين إمام منصوب من قبل الله عينه الرسول حجة على الخلق معصوم مفترض الطاعة، ومنهم من يحب الإمام الحسين ويراه الأفضل من قيادات الأمة ولكن لا يراه إماما مفترض الطاعة على الأمة الإسلامية، لكن شهادة الحسين بلورت هذا البعد لدى الشيعة.
وأشار سماحته إلى أن الوضع بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام لدى الشيعة ليس كل كما قبله حيث أصبحت كربلاء تميزا واقعيا لمن كان يحب أهل البيت عليهم السلام وميزت المخلصين من شيعة أهل البيت عليهم السلام.
وأوضح الشيخ الحبيل أن عاشوراء أوجدت شعورا اجتماعيا لدى الأمة بالتقصير اتجاه قادتها الحقيقين وأنها تخلت عن الإمام المعصوم المفترض الطاعة وأوجدت شعورا بتأنيب الضمير اتجاه ما فعلت اتجاه اهل البيت وأنها كانت يجب أن تقف موقفا صادقا مع الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام، وأضاف: "أوجدت واقعة كربلاء نقدا ذاتيا لتاريخ وواقع الأمة السياسي حيث أصبح كل مسلم وكلم فكر وعالم يقوم بنقد ذاتي للأمة وكا جرى على الأمة وكيف كان ذلك التحول الخطير للأمة وكيف أصح هذا التحول بعد وفاة الرسول بخمسين عاما أن يصبح قائد الأمة هو يزيد بن معاوية".
وذكر أن من عطاء حادثة عاشوراء بعث الروح في الإنسانية ككل والتي ترفض الظلم والاضطهاد وأن تعيش حرة أبية، وصنعت هذه الروح في الإنسانية، لذلك أصبح كل مستضعف وحر يتغنى بالإمام الحسين وكل من يريد أن يتحرر ويحرر أمته يتخذ الحسين مصباحا له في هذا الطريق.
وأكد سماحته أن عاشوراء أحيت المبادئ العالية التي تسمو بأخلاق الإنسان، حيث أحيا الإمام الحسين القيم الإنسانية كافة، حيث قال الإمام الحسين في كربلاء " إذا لم يكن لكم دين فكونوا أحرارا في دنياكم"، وأيا يقول" حياتكم في موتكم قاهرين، وموتكم في حياتكم مقهورين"، وأبضا يقول: "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد" كل قيم العدالة والشجاعة وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأوضح أن من قيم عاشوراء التضحية والإباء من أجل إقامة حدود الله حيث ضحى الإمام الحسين بكل غال ونفيس من أجل إقامة حدود الله.
وشدد الشيخ الحبيل على أن واقعة الطف ثبتت مبدأ الصبر على المكاره حيث أعطت عاشوراء وكيف أن على الإنسان والمسلم أن يتحمل في سبيل الحق وقد ضرب الإمام الحسين عليه السلام أروع المثل في الصبر والثبات في سبيل الحق، وأنها أحيت مبدأ الرفض والبراءة من الظالمين وتجسيد للحنيفية الإبراهيمية في البراءة من أعداء الله وعدم المخاذلة، ولم يكن الإمام الحسين عليه السلام يخادع نفسه أو الأمة الإسلامية أو الإنسانية بل وقف صامدا ثابتا مواجها أولئك المستبدين
كما لفت إلى أن من القيم التي زرعتها عاشوراء هي الحب والتفاني في الله سبحانه تعالى، وأيضا تحمل المسؤولية اتجاه الدين والمجتمع.
أما على مستوى شيعة أهل البيت عليهم السلام في العصر الحالي، قال الشيخ الحبيل: "نحن بإحياءنا لتلك الواقعة نخلد تلك القيم والمبادئ، وكذلك نواسي أهل البيت عليهم السلام وأعلنا حبنا وولائنا للرسول وأهل البيت وعرفنا فضائلهم ومواقفهم ومآثرهم وجعلناهم قدوة لنا ولأبنائنا ولمجتمعنا، كما استفدنا عبرة من واقعة عاشوراء ومواقفها.. مواقف الشجاعة والصبر والتضحية والإباء".
وأضاف سماحته: "خلدنا ذكرى الإمام الحسين عليهم السلام كلما مر عام وعاشوراء، ونستذكر كل ذلك الحدث ونطبق قول الله تعالى "وذكرهم بأيام الله"، وأن يوم عاشوراء هو يوم من أيام الله التي ترك فيها الإمام الحسين عليه السلام الدنيا لله سبحانه وتعالى وجعل كل ما يملك في سبيل الله".
وأشار إلى أن من ثمرات عاشوراء ترقيق القلوب وتخشيعها حيث أن الأنين والصيحات والبكاء في المجالس هو تخشيع وترقيق وإحياء للقلوب عبر الجانب المأساوي لكربلاء حيث أن الذي قتلوا الإمام الحسين عليهم السلام قست قلوبهم فلم تمل للهداية، وأضاف: "هذه المأتم والمهرجانات شكلت مهرجانا للقاء بين أبناء المجتمع على محبة وأخلاق وتعاليم أهل البيت عليهم السلام والتواصي على الحق ونشر المحبة والمودة والتواد ودعم الكثير من المشاريع وغرس الكثير من المعارف الإسلامية".
وفي الخطبة الثانية، قدم سماحته الشكر والامتنان لكل من شارك في خدمة أهل البيت عليهم السلام خلال موسم عاشوراء من الخطباء الذي وعظوا وأبكوا بمصيبة الإمام الحسين عليهم السلام، كما توجه بالشكر لأصحاب المأتم وكل من بذل جهدا من الشباب في أحياء المواكب الحسينية وأن يتقبل الله منهم ويجعله في ميزان أعمالهم.
وتوجه بالشكر لكل من حضر تلك المجالس وأحيوا ذكر أهل البيت وبين أن كل أولئك قد انتصروا لذلك المشروع الإصلاحي الكبير، كما دعا بالهداية لمن حاول تشويه ذكرى عاشوراء بتصرفات تسيء للإمام الحسين عليه السلام ولعاشوراء وللشيعة للإسلام.
كما عزى سماحته لعوائل المتوفين خلال عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وحث الأهالي على مواساة تلك العوائل فيمن فقدوهم.
عاشوراء الإمام الحسين
آيات الشكر والامتنان لخَدمة الإمام الحسين (ع)
تعزية أهالي المتوفين خلال عشرة محرم
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ محمد صنقور
السيد محمد باقر الصدر
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الإسلام وميول الإنسان
شروط البحث
الزهراء للإمام عليّ: اشتملت شملة الجنين (1)
التمثيل بالمحقَّرات في القرآن
الشّيخ صالح آل إبراهيم: ميثاقنا الزّوجي
اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا
المادة على ضوء الفيزياء
المعرض الفنّيّ التّشكيليّ (أبيض وأسود) بنسخته الثّالثة
القرآن وجاذبيّته العامة
القرآن الكريم وأمراض الوراثة