فجر الجمعة

نداء الجمعة|| ماذا بعد شهر رمضان؟؟

 

النشاط الثقافي بالربيعية

سماحة الشيخ حسن المطوع

جاء في الحديث والرواية عن مولانا وإمامنا أبي جعفر الأول محمد بن علي الباقر صلوات الله وسلامه عليه أنه قال ما من شيءٍ أحب إلى الله عزّ وجل من عملٍ يداوم عليه وإن قلّ.

حديثي في هذه الخطبة سوف يكون حول عنوان ماذا بعد شهر رمضان؟ إن التفكير في المرحلة التي تأتي بعد شهر رمضان مهمة جداً وإن التأمل فيما بعد شهر رمضان حريٌ بالمؤمن أن يتأمل ذلك ويدقق في ذلك لأن أي جهد يقوم به الإنسان وأي عمل يقوم به الإنسان خصوصاً ذلك العمل الذي يتطلب منه مجهوداً روحياً ونفسياً وعملياً وكأنه يقوم بذلك المجهود من أجل هدف سام نبيل هذا هو حالنا كان في شهر رمضان.

النتيجة التي يأملها الإنسان وينشدها الإنسان تكون بعد شهر الله بعد شهر رمضان نحن نقول أن شهر رمضان مدرسة، مدرسة يعني تعطي الإنسان الدروس تعطي الإنسان الأخلاق كمالات نفسيه روحيه ومعنويه والقرب من الله سبحانه وتعالى تجامل في الحياة هذه المدرسة التي تخرج هذا الإنسان بعد هذه الدورة التي قطعها الإنسان في ثلاثين يوم في شهرٍ كامل لا بدّ وأن هذه الدورة تعطي نتائجها تعطي هذه الدورة تلك الفوائد التي يروجوها هذا الإنسان بلا شكّ ولا ريب هنا يأتي السؤال ماذا بعد شهر رمضان؟ ماذا اكتسبنا من فوائد من هذا الشهر؟ كيف نوظف هذا الشهر الكريم الذي قضيناه ووفقنا لصيامه وقيامه نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا فيه من المرحومين ولا يجعلنا فيه من المحرومين.

فوائد هذا الشهر ترتجى بعد قضاء هذا الشهر لا في ذلك الشهر الثمار يقطفها الإنسان بعد شهر رمضان لا في شهر رمضان ذلك لأن عادة الإنسان حينما يتزود بالوقود وبالطاقة إنما لكي يقطع مسافة بأمان أليس كذلك يعني فائدة تلك الطاقة ليست في محطة تزود الوقود وإنما فائدتها في تلك المسافة الشاسعة الطويلة بعد أن يقطعها هذا الإنسان بعد تزوده بالوقود حينها يشعر بقيمة تلك الطاقة وذلك الوقود هو كذلك شهر رمضان هي محطة نتزود منها الطاقة والوقود الروحي والمعنوي والإيماني والفكري والأخلاقي وكلما يجعلنا أو ما يجعل هذا الإنسان الصائم إنسان بكل ما للكلمة من معنى هذا الشهر شهر العبادة تكون ثمرته بعد شهر رمضان.

هنا يمكن لنا أن نتصور الناس على ثلاثة حالات لأنه موضوع السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يصاب الإنسان بحاله من الفتور والتراجع بعد شهر رمضان في الإجابة على هذا السؤال يمكن أن نتصور الناس على ثلاثة حالات:

الحالة الأولى يمكن أن نطلق عليها بالحالة الطبيعية.

الحالة الثانية يمكن أن نطلق عليها ببداية التراجع والانتكاسه.

الحالة الثالثة نطلق عليها بحالة الانتكاسه الواقعية.

الأولى وهي الطبيعية معقول أن تكون عند الإنسان الثانية ليست من المحبذ أن يتصف بها الإنسان الثالثة مرفوضة وسوف أتي عليها بشكل مختصر.

أما الأولى وهي الطبيعية وهي أنه نحن حينما نكون كأناس واقعيين لا يمكن أن نتصور من هذا المؤمن أنه سوف يساوي جميع الشهور بشهر رمضان خصوصاً أن شهر رمضان مليء بالعبادات والأدعية وهو موسم إيماني موسم قراءة القرآن موسم العبادة موسم الدعاء فمن الطبيعي أنك لن تجد هذا البرنامج وهذا الجدول هو عينه يكون في بقية الشهور فلا نقارن بين الشهور وبين شهر رمضان لكن في الحالة الطبيعية التي نتحدث عنها الآن والتي لا يمكن أن نذم فيها المؤمن ولا نصفه بالتراجع والانتكاسه أن هذا المؤمن استفاد من شهر رمضان لم يترك حضوره في المساجد حضوره في أماكن الذكر كلياً أقول كلياً لم يترك الحضور في المساجد كلياً ولا في أماكن الدعاء كلياً ولا أنه ترك صلاة الليل كلياً ولم يترك الدعاء كلياً ولا أنه ترك صلة أرحامه وحضور مجالس الذكر والعلماء كلياً وإنما داوم عليها بقدر استطاعته وإمكانياته وبحسب الظروف العملية والاجتماعيه التي تحيط به والمتطلبات هنا وهناك ولكن لم ينقطع كلياً بهذا المستوى مطلوب بهذا المستوى نحن نقول هذا وضع طبيعي بالنسبة للإنسان أنه ما ترك هذه الأمور كلياً أما إنسانٍ مثلاً كان في شهر رمضان دائم الحضور في المساجد في كل صلواته يحضر صلاة الجماعة ثم بعد شهر رمضان ترك هذه العادة الطيبة هنا نقول أن هذا مؤشر غير جيد أما أنه تقطع في بعض الأحيان مثلاً حصل له ظرف خارج عن إرادته عن غير مبتغاه هذه الحالة الطبيعية تكون عند الإنسان هذه الحالة طبعاً الإنسان يرجى له وفيه الخير دائماً وأنه يتطبع بهذه العادات والطبائع الرمضانية في غيرها من الشهور ولهذا الإمام الصادق عليه السلام يقول عن هذه الحالة التي تنتاب المؤمن لك أحد شره ولكل شره فتره والشره يعني الإقبال على الشيء عنده إقبال وهذا الإقبال له فتره يعني في حالة طبيعية تكون عند الإنسان فتره فطوبى من كانت فتره إلى خير يعني حتى هذه الفترة ما يخليها إلى سوء ولا في معصيه في خير.

يقول العلامة المجلسي في شرح هذا الخبر يقول الحاصل أن لك أحد شوق ونشاط للعبادة في أول الأمر ثم يعرض له فتره وسكون فمن كانت فترته بالإكتفاء بالسنن وترك البدع وترك التطوعات الزائدة فطوبى له ومن كانت فترته بترك السنن أيضاً وبترك الطاعات رأساً وارتكاب المعاصي فويلٌ له.

وأيضاً جاء عنهم عليهم السلام إن للقلوب شهوة وإقبال وإدبار فأتوها من قبل شهواتها وإدبارها فإن القلب إذا أكره عمي هذا أيضاً يستفاد منه أن الإنسان لا يكره نفسه إذا ما عنده إقبال لا يكره نفسه على الطاعة لا يكره نفسه على المستحبات هذا مستوى ممكن أن نقول عنه طبيعي.

المستوى الثاني وهو مستوى غير محبذ للمؤمن ويعد بداية التراجع والانتكاسه وهو أنه إذا ترك الأعمال الطيبة التي كان يداوم عليها في شهر رمضان كلياً ما صاري يجي مسجد ما صار يجي مجلس دعاء ما صار يزاور ويواصل أرحامهم ما صار يأتي إلى مجالس المؤمنين وإلى مجالس العلماء وكان يتعامل مع شهر رمضان على أنه موسم وانقضى وانقضى مشكلة عند الإنسان بداية التراجع هو ما يعصي ما نتكلم عن المعصية هنا لا نتكلم عن تلك العادات تركها هذا المستوى نقول هذا المستوى غير محبذ للمؤمن لا ينبغي للمؤمن أن يقع في هذا الأمر وهو التهاون بما كان اعتاد عليه من شهر رمضان وإلا ما الفائدة من شهر رمضان البعض الله يريد أن يعودك على الدعاء يريد أن يعودك على قراءة القرآن يريد أن يعودك على صلة الأرحام يريد أن يعودك على الالتحاق بالجماعة في المسجد وإذا أنت تترك كل هذه الأمور فما الفائدة التي استفدتها من شهر رمضان.

ولهذا نجد في الدعاء المروي عن مناجاة المحبين للإمام زين العابدين عليه السلام إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا ومن الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا الذي يتذوق حلاوة وطعم ومناجاة قراءة القرآن والأعمال الصالحة والطيبة لاحظ هذا الإنسان بعض المؤمنين يلزم نفسه في شهر رمضان يومياً قيام الليل يفترض أن تتجذر فيه هذه العادة إذا لم يستطع أن يقوم الليل كل ليلة لا يترك قيام الليل ولو ليلة الجمعة ولو في الأسبوع مرة أو مرتين خصوصاً إذا كان عنده إقبال إذا ما كان عنده شيء يمنعه من ذلك ما يترك هو يفترض أن يكون المؤمن كذلك.

والرواية التي بدأنا بها خطبتنا عن الإمام الباقر عليه السلام أحب الأعمال إلى الله عزّ وجل ما داوم عليه العبد وإن قل ونحن عندنا مثل قليل مستمر خير من كثير منقطع داوم ولو كان عملك قليلاً لا تنقطع هذا أهم شيء لا تجعل الفترة والسكون تسيطر عليك و إنما اجعل شهر الله منطلقاً إلى التطبع والتعود لهذه العادات الطيبة.

المستوى الثالث والحالة الثالثة وهي الحالة المرفوضة ما هي الحالة المرفوضة هي حالة الانتكاسه حالة التراجع عند هذا المؤمن والعياذ بالله بأن يمارس المعاصي بعد شهر رمضان وكأنما كان في شهر رمضان محبوس عن ملذاته فلما انتهى شهر رمضان فتح الباب له ليمارس المعصية والمستجار بالله هذا نسميه الانتكاسه ونسميه تراجع.

الشاعر على لسان هذا النوع من الناس ولا الصيام فهاتها يا ساقي مشتاقه تهفوا إلى مشتاقي هذا ما استفاد من شهر الله هذا كان يتعامل مع شهر الله على أنه طقس تعبدي مرّ عليه وانتهى ورجع على ما كان عليه هذا الذي يسميه رسول الله صلى الله عليه وآله ويصف هذا النوع من الناس بالشقي فقد قال صلى الله عليه وآله فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم حرم نفسه من العطاء والمستجار بالله اللهم نبهنا من نومة الغافلين.

في الأخير كيف نعالج حالة الفتور والعزوف أحياناً قد يمر المؤمن وهي الحالة الثانية التي تحدثنا عنها وهي حالة بداية انتكاسه نسميها أو بداية تراجع إن استمر عليها الإنسان لكن المؤمن إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون المؤمن قد يمر عليه طائف يجعله في غفله ولكن بإيمانه يتذكر فيستبصر تبصر الطريق.

كيف نحن نعالج هذه الحالة بأنفسنا حالة الفتور حالة السكون؟

أولاً نقول ينبغي أن يكون عند الإنسان عزم والإرادة على مواصلة الطريق ولو بالقليل كما قال الإمام الباقر وإن قل يعني العمل يكون موجود وإن قل وقال أمير المؤمنين عليه السلام قليل من عملٍ مدوم عليه خيرٌ من عملٍ كثير مملول منه قليل مداوم عليه خير من كثير تمل النفس منه.

ثانياً النظر إلى الأعمال العبادية بالكيف لا بالكم بكيفيتها لا بكمها قد البعض ينظر على أنه إذا ما يقعد في المسجد ساعة ساعتين وقرأت قرآن ودعاء وأدعية وكذا ومناجاة وما خلي دعاء أو مثلاً يكون في ذهنه وباله على أنه هكذا مواسم الدعاء ومواسم العبادة لا يمكن أن يكون فيها مؤمن وصالح إلا بهل الطريقة هذه طبعاً إذا كان الإنسان الطبيعي العادي وزحمت أعماله وأشغاله وكذا وعنده هذه الفكرة الإنسان لن يقوم بعمل لأنه سيقول أنا لا طاقة لي بكل هذه الأعمال وهذه العبادات وهذه الأذكار وهذه الأدعية وهذه وهذه فهذا ينظر إلى ماذا إلى الكم لا تنظر إلى الكم انظر إلى الكيف أن تأتي بدعاء ولو دعاء مختصر ليس من الأدعية المطولة مثلاً بتوجه وإقبال على الله سبحانه وتعالى وتذرف فيه عينك بدمعه تغسل فيها ذنوبك خير لك بأن تأتي بدعاء طويل لا يقبل فيه قلبك في هذا الدعاء لا يقبل عليه قلبك خير، العبرة بالكيف لا بالكم.

ثالثاً الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يعينك ويأخذ بيدك إلى حيث عبادته وطاعته أيضاً أنت تحتاج إلى طلب من الله سبحانه وتعالى في هذا ولهذا ماذا دائماً المؤمن يقول على لسانه اللهم أعنى على أنفسنا بما تعين به الصالحين على أنفسهم دائماً يطلب الإنسان المؤمن هذا الطلب من الله سبحانه وتعالى ولا شكّ أن الله سبحانه وتعالى ينظر إليه نظره رحيمه ويأخذ بيده إلى حيث رضاه ويوفقه لأنه حتى هذا العمل الصالح يحتاج إلى توفيق من الله سبحانه وتعالى.

كذلك أن يجعل ويلزم نفسه ببرنامج عبادي ميسر يعني مثلاً أنا يومياً قدر ما أمكن أنه ما أقطع القرآن أنه كنت قرأت مثلاً ختمه ختمتين اتوفقت وشفت لذة هذه القراءة للقرآن نورت قلبي نورت نفسي أعطتني طاقة إيمانية طاقة روحيه فإذا لم أكن استطيع أن أكون كما كنت في شهر رمضان على الأقل لا أقطع قرأت القرآن كما يقول الإمام الصادق ولو بخمسين آية كل يوم عند مثلاً الصلاة صلاتك تقرأ شيء عند فراغك في البيت تقرأ شيء الي حافظ مثلاً بعض الأجزاء من القرآن وهو في طريقة في مشيه في انتظاره إلى غير ذلك يقرأ القرآن الكريم بهذا لم ينقطع عن القرآن الكريم كذلك الأدعية هنا وهناك.

على أي حال لا أطيل عليكم أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا واقعاً للاستفاده من شهر الله وأن يعيننا بما يعين به الصالحين على أنفسهم وأن يوفقنا إلى طاعته وذكره وعبادته وأن يجعلنا من المرحومين ولا يجعلنا من المحرومين.

 

تعليق على وداعية شهر رمضان

النقطة الثانية إخواني تعليق على ظاهرة هذه الظاهرة وهي وداعية شهر رمضان انتشرت في مناطقنا وداعية يسموها مجتمعنا وداعية شهر رمضان يخرج الشباب الصغار يودعون شهر رمضان يودعونه بالأهازيج والتهاليل كظاهرة لا بأس بها أن الطفل يفرح الشباب يفرحون المجتمع يفرح لكن ما أحززني في ليلة الوادع في إحدى المناطق لا أسميها ما أحززني قام مجموعة من أبناء تلك المنطقة باسم أنهم يودعون شهر رمضان وهم في الواقع أساؤوا إلى شهر رمضان وذلك ببدل الأهازيج والتهليل والتكبير صاروا بشعارات بعيدة كل البعد عن وداعية شهر رمضان وأكثر من ذلك ضموا إلى تلك الأصوات الدفوف والطبول فخرجوا عن الهدف فخرجوا عن هذه الوقفة التي تفترض أن تكون وقفة رمضانيه إخواني الأعزاء ينبغي أن نشير إلى أنه لا نحرم أنفسنا بأنفسنا من هكذا مظاهر نحن هدفنا كان فيها الفرحة والبهجة بهذه النفوس الطيبة التي تخرج في نهاية شهر رمضان ولا نخرب الأجواء.

إخواني الأعزاء ينبغي أن أشير إلى نقطة قالها علمائنا لا أنا أقولها قالها علماؤنا وصرحوا بها خصوصاً أهل الأخلاق أن الوداع إلى شهر رمضان كذلك المأثور عن أهل البيت عليهم السلام تعرف أنه ليلة آخر ليلة العيد والبعض ودع شهر رمضان في ليلة العيد تعرف أن ليلة العيد هي تضاهي ليلة القدر تعرف أن ليلة العيد يوجد فيها من العبادة والطاعة والذكر والأدعية لو أن إنسان حرم من عطاء ليلة القدر وأحيا ليلة العيد الله سبحانه وتعالى يتلطف ويتفضل عليه بغفران ذنوبه كما غفر ذنوب من قاموا في ليلة القدر.

أنت الآن حينما تجمع أطفال صغار هؤلاء في نعومة أظفارهم وأنت كبير معهم وتوصل لهم رسالة مغلوطة في توديع الشهر أنه توديع شهر رمضان ليس بما أثر عن أهل البيت ليس بتكبير وتهليل وإنما بضرب الدفوف والطبول وهذه الشعارات البعيدة كل البعد عن شهر رمضان وغير ذلك طبعاً هنا ينبغي تصحيح المسار مسار هكذا ظواهر وهذا المنبر هذا هو دوره في تصحيح مسار أي مظهر غير جيد.

يقول ابن طاووس يقول إن أولياء الله إذا أرادوا أن يودعوا شهر رمضان يودعوه بالحزن لأن شهر رمضان شهر عزيز تخيل الإنسان الآن أنت مع شخصٍ عزيز على قلبك جلس معك ثلاثين يوم والآن يريد أن يودعك ولا تدري أنت تلقاه أو لا تلقاه كيف سيكون حالك كيف ستودع هذا الشخص العزيز تودعه أن تأخذه بالأحضان وتذرف دموعك حزناً وشوقاً لفراقه يعني رح تشتاق لرؤيته تحزن أنك سوف تفارق هذا العزيز يقول هكذا أولياء الله كانوا يفارقون شهر رمضان يفارقونه بالحزن بالتألم بالتوجع.

يقول في الإقبال واعلم أنك تدعي في بعض هذه الوداعات أن شهر رمضان أحزنك فراقه وفقده وأوجعك ما فاتك من فضله ورفده فيراد منك تصديق هذه الدعوى أيها المؤمن بأن يكون على وجهك أثر الحزن والبلوى يفترض أن يكون على وجهك أثر الحزن ولا تختم آخر يوم منه بالكذب بالمقال والخلل في الفاعل.

قال من وظائف الشيعة الإمامية بل من وظائف الأمة المحمدية أن يستوحشوا في هذه الأوقات ويتأسفوا عند أمثال هذه المقامات على ما فاتهم على ما فاتهم من أيام المهدي الذي بشره ووعده به جده محمد عليهم أفضل الصلاة.

عليهما أفضل الصلاة على قدومه ما لو كان حاضراً ظفروا به من السعادات.

يعني هكذا هو فراق الأولياء عشاق شهر رمضان بالحزن والتألم والتوجع أنا لا أقول أن هذه مظاهر محرمة أن الواحد يخرج أو أطفال أو كذا على الأقل أن يجنبوها المعصية وأن يبعدوها عما يشوبها من الأقوال والأفعال يعني ما ذكرته من مثال مما نظرت إليه أنا بعيني ما حدّ أنا رأيته بعيني بالمصادفة ذلك الجمع حتى صاروا يرقصون بالشارع يضربون الدفوف ويرقصون أي وداع هذا لشهر رمضان طبعاً يحتاج المجتمع إلى تنبيه طبعاً أقول هؤلاء لا يتعمدون حاشا لهذا الذي صام شهر رمضان وأحيا ليالي القدر يتعمد هذا ولكن يحتاج إلى تذكير يحتاج إلى تنبيه ونحن نحث المنابر ونحث أهل الوعظ أن ينبهوا أبناء المجتمع إلى أمثال هذه الأمور حتى يجتنبوها.

في الأخير إخواني نحن مقبلون على العطلة الصيفية بل أقبلنا على العطلة الصيفية منذ شهر رمضان لكن الآن أيام الصيف وأيام الفراغة خصوصاً بالنسبة إلى الشباب الطلاب الطالبات أبنائنا فتياتنا إخواننا أنه عليهم كما نحن في كل عام نذكر هذه الشريحة الكبيرة جداً في المجتمع التي تقبل على أوقات من الفراغ والمؤمن لا يوجد عنده فراغ يفترض لا يوجد عنده فراغ يعني حتى في الصيف لا يكون أنا فارغ ليس عندي شغل فأقضيه كيفما كان ليست لغة المؤمن ليست لغة من له علاقة بالقرآن وبأهل البيت عليهم السلام وإنما لغة المؤمن إنما فراغه يكون شغله لله وفيه رضا وخير وصلاح له في حياته وفي دنياه من الجيد أنه نحن نحث أبنائنا على الاستفادة من هذه الأيام المقبلة عليه أدخل مثلاً إلى دورة نافعة يتعلم فيها سواء إن كان في أمور هي تخص دينه أو مهنه من مهن الحياة حرفه يستفيد من أيامه من حياته من هذه الدقائق والساعات التي تمر عليه أن يعمل مثلاً في خدمة المجتمع في خدمة المؤمنين يحضر مجالس العلماء مجالس المؤمنين يستفيد منهم فإنه من لم يشغل نفسه في خير فإنه سوف يكون بذلك له وبالاً عليه إن الفراغ والشباب والجده مفسدة للمرئ أي مفسده لا يستسلم للفراغ وإنما يمليه بكل خير ونفع إن شاء الله تعالى.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد